-A +A
صالح خميس الزهراني
اعتلى الامام منبر خطبة الجمعة في اول جمعة من شهر محرم في مسجد الزهراء.. وحمد الباري والصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وذكر بالعام المنصرم من العمر وما سجل لكل مسلم.. عبادة.. طاعة.. بعدا عن الله.. اتجه بالمصلين الى عامنا الحالي ومدى استعداد كل منا له بالتقرب لله تعالى.. ثم عرج على موقف شاهده قبل دخوله المسجد.. ونبه الى محاسبة النفس.. ركز في الخطبة الثانية الى وجوب ان يكون كل مواطن رجل امن بعد ان عرض جملة من الملاحظات في تصرفات لم تكن من قبل في هذا الحي وغيرها من الاحياء وهو يردد الامن ليس مسؤولية الجهات الامنية فحسب بل الجميع يشتركون فيه.. والحي يرتقي بأهله عند تكاتفهم وتعاونهم للقضاء على اية ظاهرة.. المواطنة ليست شعاراً وليست قولاً يردد بل عمل وتعامل.. اخلاص ووفاء.
سلم الامام.. تسبيح.. استغفار.. متكلم باسلوب عقلاني يثني على الخطبة.. يوضح سلبيات السكان في مواقف شاهدها وسمع بها من البعض.. وهو يقول: الحي تحيط به اسواق عامة مع قصور في الخدمات المساعدة من بلدية وغيرها.. حاجة حي الزهراء الثاني الى مجلس كمرحلة اولى حتى يسهم مع الجهات الامنية وما كاد ينتهي من قوله حتى تحول الى حوار صريح لعرض المشاكل التي يلمسها البعض وما يجب ان يتم اتخاذه لاشراك اهل الحي في المسؤولية الامنية.. فكان ان اتفق الجميع الى اشراك الكل.. وفق آلية اتفق عليها جماعة المسجد.. ليكون الجميع يداً بيد مع الجهات الامنية.

للمسجد تأثير مباشر عندما يعتلي منبره رجل قادر ومتفرغ لهذا العمل يملك ثقافة عالية تمكنه من طرح هموم الناس ومناقشتها بواقع الحال مستشهدا بالسلف الصالح تارة وبالواقعة التاريخية في اخرى.. مقرونة بما يذكر بالولاء والانتماء في وطن الحب والعطاء.. خاصة اذا ادركنا ما للغزو الفكري عبر وسائل الاعلام المرئية والشبكة العنكبوتية من تأثير بالتعاون والتكاسل وربما اللا مبالاة خاصة اذا ما تعمق كل خطيب في تشديد سمو وزير الداخلية المنشور في هذه الصحيفة يوم الخميس الماضي على اهمية المواجهة الفكرية للارهاب والفكر المنحرف واعتبر ان المواجهة الامنية لا تكفي وحدها في هذا الخصوص.. باعتبار ان الجهد الامني غير كاف لوحده ويعتبر ناقصا اذا لم يترافق مع عمل فكري يحارب تلك الاتجاهات.
salehkz@hotmail.com