-A +A
عبدالرحمن الحبيب
لا جدال في أن نظام ساهر ساهم وبشكل كبير في الحد من الحوادث التي راح ويروح ضحيتها الكثير من الأبرياء وقد لا تجد أسرة من الأسر السعودية أو المقيمة بهذا البلد سلمت من نتائج وأخطار السرعة وقطع الإشارة، وعندما تعرف أن إيرادات ساهر بلغت بالمليارات ندرك حقيقة عدد المخالفين وعدد المخالفات الكبير، ولكن ينبغي أن نقف هنا ونتساءل بداية: طالما أن الهدف من نظام ساهر هو الالتزام بأنظمة وقوانين المرور فإن ذلك يدفعنا إلى المطالبة بتكثيف التوعية المرورية في الوقاية من حوادث الطرق وكذلك عقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورش العمل في مجال التوعية المرورية وتصميم وإنتاج الإعلانات المرئية والمسموعة والمطبوعة وإصدار الكتيبات الإرشادية التي تهدف إلى تنمية آداب وأخلاقيات قيادة السيارة وتنمية القيم المرورية والتوعية بنظام وقواعد وإشارات وعلامات المرور وزيادة وتحسين وتطوير اللوحات الإرشادية بما في ذلك لوحات التنبيه والتحذير وتثقيف السائقين بجوانب السلامة المروية والتي ينبغي أن يخصص جزء كبير من إيرادات ساهر لهذا الغرض حتى تتحقق الأهداف المرجوة من النظام بل وتخصيص جوائز للقيادة المثالية والآمنة.
ومع توسع ساهر وانتشاره في مناطق المملكة إلا أننا نجد إدارات المرور متساهلة في متابعة المخالفات الأخرى التي تسبب إزعاجاً وخطراً على السائقين الآخرين والمارة والتي قد لا يرصدها نظام ساهر حاليا ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الانعطاف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والعكس، والتفحيط، والتضليل الذي يمنع الرؤية، واستخدام أجهزة التنبيه بشكل يزعج المارة أو السيارات الأخرى، أو السير بسيارة مصدومة أو بدون لوحات أو بلوحات قديمة أو بسيارة تصدر من العادم دخان يلوث البيئة ويشكل مصدر خطر على صحة الإنسان أو تجاوز السيارات الأخرى بشكل غير نظامي أو تخطي الرصيف أو عدم احترام أفضلية السير وغيرها من آداب وأخلاقيات قيادة السيارة.

خلاصة القول أن الحاجة ماسة لتقييم نظام ساهر واستثمار إيراداته في صالح التوعية المرورية وتركيز اهتمام إدارات المرور من جانب آخر على متابعة تطبيق أنظمة وقواعد المرور الأخرى بشكل يضمن سلامة السائقين والركاب والمشاة والممتلكات.