تحرص الكثير من دول العالم على ترسيخ الانطباعات التي ترغب في ترويجها عن أنفسها لدى الرأي العام الدولي بانتهاجها جهودا منظمة لصناعة وتسويق صورتها الذهنية المطلوبة وتوجيهها لخدمة أهدافها ومصالحها الوطنية العليا كالمواقف السياسية، والقدرات العسكرية، ومقوِّمات السياحة، وحوافز الاستثمار، والثروات الطبيعية، وأهم السلع والخدمات، بل وحتى لنشر الثقافات والفنون والآداب.
وتعتبر صناعة العلاقات العامة وتطبيقاتها المختلفة في مقدمة الوسائل التي يمكن توظيفها لتحسين الصورة وإدارة السمعة نظراً لأنها الأكثر تأثيراً والأقل كلفة والأفضل كفاءة لإحداث التأثير المُقنع لدى الجمهور المستهدف وبقدر عال من المصداقية وذلك خلافاً للوسائل الأخرى المباشرة كالحملات الترويجية والإعلانات التي وإن كانت قادرة على النفاذ إلى الأسواق المستهدفة بشكل أسرع إلا أن ما يؤخذ عليها هو محدودية تأثيرها على المتلقي إضافة لتكلفتها العالية.
وبلادنا ولله الحمد تتمتع بمكانة استراتيجية متفردة في العديد من المجالات سواء ما يتعلق منها بالمكانة الدينية أو المواقف السياسية أو الوضع الاقتصادي؛ وعلى كافة الأصعدة عربياً وإقليمياً وإسلامياً ودولياً؛ وفي تقديري فإن تلك المكانة المتميزة لم تحظ حتى الآن بالجهود الكافية والمتخصصة لنقلها للعالم بشكل واقعي ومنصف، بل على العكس من ذلك فإن بعض المواقف والحقائق عن المملكة يتم تداولها بشكل مغاير لحقيقتها سواء بشكل متعمَّد من قِبَل بعض وسائل الميديا الدولية، أو بدون قصد عبر الإعلام المحلي، وهذا في رأيي يستلزم منا تحركاً مدروساً وعلى نطاق واسع لإعادة تكوين الانطباعات الإيجابية عن المملكة خارجياً وفق منهج علمي ورؤية استراتيجية وباستخدام أفضل الوسائل والتقنيات الممكنة.
وعليه فإنني أعتقد بأنه قد آن الأوان لبدء بلادنا جهداً منظماً يستهدف تعزيز الصورة الذهنية للمملكة وإدارة سمعتها «دولياً» بطريقة احترافية لإحداث التأثير المطلوب في البلدان والأسواق والشعوب التي تشكِّل أهمية استراتيجية للمملكة وعلى نحو يتناسب مع حجم تطلعاتنا، وقوة إمكاناتنا، والمكانة السياسية والاقتصادية الفاعلة التي نشغلها في المجتمع الدولي.
وقبل البدء في أي تحرُّك في هذا الاتجاه ينبغي علينا أولاً تحديد ما يُعرف في صناعة الاتصال والإعلام بالرسائل الرئيسية Key Messages التي قد نرغب في نقلها عن بلادنا لشعوب العالم ودوله المختلفة وباللغات والوسائل التي يفهمونها وعبر توظيف كافة الوسائل؛ كالإعلام الجديد والتقليدي وبرامج العلاقات العامة والإعلام المرئي، وسيتطلب الأمر رصد إمكانات مالية مناسبة، وتكوين فرق عمل وطنية على أعلى مستوى من المهنية والتخصص في مجال الاتصال للإشراف على إدارة برنامج من هذا النوع وبحيث يوكل إليها بلورة مضامين الرسائل والأفكار الرئيسية التي نريد تسويقها دولياً عن المملكة بدءا بانتقاء وصياغة أهم المزايا الوطنية ومن ثم رسم الاستراتيجية التي سيتم انتهاجها وانتهاء بتحديد الدول والأسواق المستهدفة التي نتطلع إلى النفاذ إليها وإحداث التأثير الاتصالي المطلوب فيها.
وفي تقديري فإن هناك الكثير من الرسائل القوية التي يمكن توظيفها بكفاءة لتعزيز صورتنا الدولية ومنها على سبيل المثال؛ الأوضاع الداخلية المستقرة ورؤيتنا المتوازنة نحو العالم ونهجنا السياسي القائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وكذلك دورنا الفاعل في تعزيز السلم والاستقرار الدوليين، وحرصنا الدائم على دعم نمو الاقتصاد العالمي عبر ضمان التدفق الآمن والمستمر للطاقة، والمساعدات التي تبادر المملكة لتقديمها للكثير من الدول الشقيقة والصديقة لا سيما خلال الكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية، وتأثيرها القوي على صناعة القرار في الكثير من التجمعات والمؤسسات الدولية كمجموعة العشرين وصندوق النقد والبنك الدوليين.
كما يمكن أيضاً التأكيد على نشر مضمون رسالتين هامتين عن المملكة هما الأمن الداخلي والتلاحم الوطني، إضافة لكونها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، هذا فضلاً عن استضافتها لطيف واسع ومتنوع من الوافدين من كافة أرجاء المعمورة للاستفادة من مساهماتهم وخبراتهم في مسيرة التنمية الوطنية، وأخيراً الإمكانات والمزايا النسبية التي تتوفر لديها في مجال الطاقات المتجددة والتي تؤهلها لقيادة إنتاج وتصدير الطاقة الشمسية على وجه الخصوص في حال تراجعت مكانة النفط أو برزت بدائل أخرى آمنة بيئياً ومجدية اقتصادياً.
وإذا كان إعلامنا الخارجي وجهودنا الدبلوماسية قد تمكنا من إحداث تأثير محدود في هذا الصدد، فإن تنفيذ مهمة على هذا القدر من الأهمية يتطلب استحداث هيئة وطنية مستقلة تتولى إدارة الانطباعات عن البلاد لدى الرأي العام الدولي وتكون بمثابة المظلة التي تنضوي تحتها جميع الجهود المتعلقة بتعزيز صورة المملكة والإشراف على إدارة سمعتها في الخارج، على أن ترتبط الهيئة المقترحة تنظيمياً برئيس مجلس الوزراء، الأمر سيشكل دعماً كبيراً للتحرك المطلوب، وربما تكون البداية المناسبة لهذه المهمة الوطنية وذات البعد الاستراتيجي هي تشكيل «اللجنة الوطنية للعلاقات العامة».
gbadkook@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 148 مسافة ثم الرسالة
وتعتبر صناعة العلاقات العامة وتطبيقاتها المختلفة في مقدمة الوسائل التي يمكن توظيفها لتحسين الصورة وإدارة السمعة نظراً لأنها الأكثر تأثيراً والأقل كلفة والأفضل كفاءة لإحداث التأثير المُقنع لدى الجمهور المستهدف وبقدر عال من المصداقية وذلك خلافاً للوسائل الأخرى المباشرة كالحملات الترويجية والإعلانات التي وإن كانت قادرة على النفاذ إلى الأسواق المستهدفة بشكل أسرع إلا أن ما يؤخذ عليها هو محدودية تأثيرها على المتلقي إضافة لتكلفتها العالية.
وبلادنا ولله الحمد تتمتع بمكانة استراتيجية متفردة في العديد من المجالات سواء ما يتعلق منها بالمكانة الدينية أو المواقف السياسية أو الوضع الاقتصادي؛ وعلى كافة الأصعدة عربياً وإقليمياً وإسلامياً ودولياً؛ وفي تقديري فإن تلك المكانة المتميزة لم تحظ حتى الآن بالجهود الكافية والمتخصصة لنقلها للعالم بشكل واقعي ومنصف، بل على العكس من ذلك فإن بعض المواقف والحقائق عن المملكة يتم تداولها بشكل مغاير لحقيقتها سواء بشكل متعمَّد من قِبَل بعض وسائل الميديا الدولية، أو بدون قصد عبر الإعلام المحلي، وهذا في رأيي يستلزم منا تحركاً مدروساً وعلى نطاق واسع لإعادة تكوين الانطباعات الإيجابية عن المملكة خارجياً وفق منهج علمي ورؤية استراتيجية وباستخدام أفضل الوسائل والتقنيات الممكنة.
وعليه فإنني أعتقد بأنه قد آن الأوان لبدء بلادنا جهداً منظماً يستهدف تعزيز الصورة الذهنية للمملكة وإدارة سمعتها «دولياً» بطريقة احترافية لإحداث التأثير المطلوب في البلدان والأسواق والشعوب التي تشكِّل أهمية استراتيجية للمملكة وعلى نحو يتناسب مع حجم تطلعاتنا، وقوة إمكاناتنا، والمكانة السياسية والاقتصادية الفاعلة التي نشغلها في المجتمع الدولي.
وقبل البدء في أي تحرُّك في هذا الاتجاه ينبغي علينا أولاً تحديد ما يُعرف في صناعة الاتصال والإعلام بالرسائل الرئيسية Key Messages التي قد نرغب في نقلها عن بلادنا لشعوب العالم ودوله المختلفة وباللغات والوسائل التي يفهمونها وعبر توظيف كافة الوسائل؛ كالإعلام الجديد والتقليدي وبرامج العلاقات العامة والإعلام المرئي، وسيتطلب الأمر رصد إمكانات مالية مناسبة، وتكوين فرق عمل وطنية على أعلى مستوى من المهنية والتخصص في مجال الاتصال للإشراف على إدارة برنامج من هذا النوع وبحيث يوكل إليها بلورة مضامين الرسائل والأفكار الرئيسية التي نريد تسويقها دولياً عن المملكة بدءا بانتقاء وصياغة أهم المزايا الوطنية ومن ثم رسم الاستراتيجية التي سيتم انتهاجها وانتهاء بتحديد الدول والأسواق المستهدفة التي نتطلع إلى النفاذ إليها وإحداث التأثير الاتصالي المطلوب فيها.
وفي تقديري فإن هناك الكثير من الرسائل القوية التي يمكن توظيفها بكفاءة لتعزيز صورتنا الدولية ومنها على سبيل المثال؛ الأوضاع الداخلية المستقرة ورؤيتنا المتوازنة نحو العالم ونهجنا السياسي القائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وكذلك دورنا الفاعل في تعزيز السلم والاستقرار الدوليين، وحرصنا الدائم على دعم نمو الاقتصاد العالمي عبر ضمان التدفق الآمن والمستمر للطاقة، والمساعدات التي تبادر المملكة لتقديمها للكثير من الدول الشقيقة والصديقة لا سيما خلال الكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية، وتأثيرها القوي على صناعة القرار في الكثير من التجمعات والمؤسسات الدولية كمجموعة العشرين وصندوق النقد والبنك الدوليين.
كما يمكن أيضاً التأكيد على نشر مضمون رسالتين هامتين عن المملكة هما الأمن الداخلي والتلاحم الوطني، إضافة لكونها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، هذا فضلاً عن استضافتها لطيف واسع ومتنوع من الوافدين من كافة أرجاء المعمورة للاستفادة من مساهماتهم وخبراتهم في مسيرة التنمية الوطنية، وأخيراً الإمكانات والمزايا النسبية التي تتوفر لديها في مجال الطاقات المتجددة والتي تؤهلها لقيادة إنتاج وتصدير الطاقة الشمسية على وجه الخصوص في حال تراجعت مكانة النفط أو برزت بدائل أخرى آمنة بيئياً ومجدية اقتصادياً.
وإذا كان إعلامنا الخارجي وجهودنا الدبلوماسية قد تمكنا من إحداث تأثير محدود في هذا الصدد، فإن تنفيذ مهمة على هذا القدر من الأهمية يتطلب استحداث هيئة وطنية مستقلة تتولى إدارة الانطباعات عن البلاد لدى الرأي العام الدولي وتكون بمثابة المظلة التي تنضوي تحتها جميع الجهود المتعلقة بتعزيز صورة المملكة والإشراف على إدارة سمعتها في الخارج، على أن ترتبط الهيئة المقترحة تنظيمياً برئيس مجلس الوزراء، الأمر سيشكل دعماً كبيراً للتحرك المطلوب، وربما تكون البداية المناسبة لهذه المهمة الوطنية وذات البعد الاستراتيجي هي تشكيل «اللجنة الوطنية للعلاقات العامة».
gbadkook@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 148 مسافة ثم الرسالة