في الأسبوع المنصرم احتفل العالم باليوم العالمي للإذاعة واستمعت إلى عدد من الإذاعات الخليجية وهي تعقد اللقاءات والندوات والحوارات عن الإذاعة خصوصا في ظل التباينات والاختلافات في القول بانحسار الإذاعة وقلة أعداد مستمعيها.
وكان من أجمل ما سمعت حوار تم مع سعادة نائب هيئة الإذاعة والتليفزيون لشؤون الإذاعة الأستاذ المخضرم إبراهيم الصقعوب وهو ممن عايش فترة الإذاعة إبان وهجها وكونها في طليعة الوسائل الإعلامية المؤثرة ثم هو يعاين وهو اليوم مسؤولاً المضايقات والمناوشات التي تنتاب الإذاعة من زميلاتها وسائل الاتصال الأخرى المؤثرة.
كان اللقاء مع ضيوف آخرين تحدثوا أن تلك الاتهامات التي طالت الإذاعة فور ظهور التليفزيون وأن الإذاعة سوف تتلاشى رويدا رويدا ثم ها هي الإذاعة تبقى رغم تلك النبوءات الكاذبة بتلاشيها.
واليوم في ظل الإعلام الجديد تتجدد التهمة للإذاعة بأنه آن الأوان للاحتفاظ بالراديو كقيمة تاريخية قديمة فحسب!
إلا أن الإصرار من قبل الأستاذ إبراهيم الصقعوب وتبريره ببقاء الإذاعة أعجبني كثيرا خصوصا فيما أكد عليه من أهمية المحتوى ليكون مفتاحا للنجاح والاستمرارية.
وهو بلا شك المحك الرئيس لنجاح الإذاعة وتلاشيها وفشلها
وهذا قطعا أمر صحيح يضاف إليه في نظري أن الإذاعة سوف تبقى هي الوسيلة الإعلامية الآمنة للجمهور خصوصا وهم في مركباتهم يجوبون الشوارع في ظل الاختناقات المرورية الصعبة التي يشهدها العالم وليس الرياض أو جدة فحسب.
ولك أن تركب مع أي سائق تاكسي في أي دولة من العالم لتستمع فورً إلى الإذاعة وكأنها هي الوسيلة التي لازالت محتفظة بجمهورها وإن قلوا
كما أن الاستفادة من وسائل الاتصال والإعلام الحديثة لجلب جمهور أكبر للإذاعة هو السبيل الوحيد للتعامل مع تلك الوسائل والاستلام لها.
لقد أصبحت البرامج المباشرة تستهوي الكثير من المستمعين وإن كانت من الناحية العلمية والقيمة الإعلامية هي أقل بكثير من تلك البرامج التي يجري الإعداد لها مسبقا.
ولقد خضت بنفسي عدة تجارب إذاعية واستمعت إلى جمهور ليس قليلا يتابعون البرامج ويتفاعلون معها.
وأذكر هنا حادثة مهمة في جناب الإذاعة وهو أنه حينما عرضت على معالي شيخنا محمد بن ناصر العبودي فكرة برنامج إذاعي يتحدث فيه عن رحلاته وزياراته لأحوال المسلمين التي تقصاها في كافة زوايا العالم لم ترق له الفكرة كثيرا بحكم ارتباطاته ومشاغله العلمية ولم يكن يتوقع أن يكون للبرنامج نجاح ولو مؤقت فضلا عن استمراره لا لشيء إلا لكونه ارتبط مع الكتاب قراءة وتأليفا وكان يرى أن الكتاب هو الوسيلة الناقلة والوحيدة للمعلومة.
وبعد فترة استمع وشاهد بنفسه والتفاعل الكبير من الجمهور وملاحقته له بل إنه يقول لقد عرفت من البرنامج كرحالة أكثر مما عرفت من الكتب مع أنه كتب أكثر من مائة وعشرين كتابا في الرحلات فقط والبرنامج اليوم يتجاوز عمره أحد عشر عاما.
وهذا يؤكد ضرورة عدم الاستخفاف بجمهور الإذاعة وتأثيرها مع كثرة الاتهامات لها ومحاولة قسرها.
أما التحدي الأكبر للإذاعة اليوم في ظل تحويلها إلى هيئة مع تلك التطلعات الكبرى التي يسعى لتحقيقها رئيس الهيئة المتميز دوما معالي الأستاذ عبدالرحمن الهزاع.
فهو المحتوى الذي تم الإشارة إليه آنفا ومن ركائز المحتوى الكفاءات الإعلامية الناجحة التي تستطيع أن ترضي نهم المستمع وتكسب أذنيه وأن يتم العناية بالتأهيل الإعلامي للمذيع والمقدم خصوصا في جناحي النجاح وهما اللغة السليمة والثقافة الواسعة أو لنقل المعقولة نسبيا حين ذاك سوف نستطيع دخول معركة الإعلام ونحن في صف الإذاعة وقد تسلحنا بأسلحة مؤثرة.
أما في ظل الهزال الإعلامي الذي تزخر به الإذاعة اليوم من «التهريج» الممل الذي تأنف منه الآذان فأعتقد بأننا نحفر قبر الإذاعة بأيدينا.
لقد كررت في هذه الزاوية وغيرها وكتب غيري عن الإساءة التي ترتكب يوميا في حق لغتنا جراء تلك السياقات السيئة واللغة المكسرة والعبارات الخاطئة من قبل المذيعين اليوم في ظل غياب الرقابة اللغوية والثقافية.
وهو ما أرجو أن تحمل همه الإذاعة والتليفزيون في ثوبها الجديد.
d-almushaweh@hotmail.com
وكان من أجمل ما سمعت حوار تم مع سعادة نائب هيئة الإذاعة والتليفزيون لشؤون الإذاعة الأستاذ المخضرم إبراهيم الصقعوب وهو ممن عايش فترة الإذاعة إبان وهجها وكونها في طليعة الوسائل الإعلامية المؤثرة ثم هو يعاين وهو اليوم مسؤولاً المضايقات والمناوشات التي تنتاب الإذاعة من زميلاتها وسائل الاتصال الأخرى المؤثرة.
كان اللقاء مع ضيوف آخرين تحدثوا أن تلك الاتهامات التي طالت الإذاعة فور ظهور التليفزيون وأن الإذاعة سوف تتلاشى رويدا رويدا ثم ها هي الإذاعة تبقى رغم تلك النبوءات الكاذبة بتلاشيها.
واليوم في ظل الإعلام الجديد تتجدد التهمة للإذاعة بأنه آن الأوان للاحتفاظ بالراديو كقيمة تاريخية قديمة فحسب!
إلا أن الإصرار من قبل الأستاذ إبراهيم الصقعوب وتبريره ببقاء الإذاعة أعجبني كثيرا خصوصا فيما أكد عليه من أهمية المحتوى ليكون مفتاحا للنجاح والاستمرارية.
وهو بلا شك المحك الرئيس لنجاح الإذاعة وتلاشيها وفشلها
وهذا قطعا أمر صحيح يضاف إليه في نظري أن الإذاعة سوف تبقى هي الوسيلة الإعلامية الآمنة للجمهور خصوصا وهم في مركباتهم يجوبون الشوارع في ظل الاختناقات المرورية الصعبة التي يشهدها العالم وليس الرياض أو جدة فحسب.
ولك أن تركب مع أي سائق تاكسي في أي دولة من العالم لتستمع فورً إلى الإذاعة وكأنها هي الوسيلة التي لازالت محتفظة بجمهورها وإن قلوا
كما أن الاستفادة من وسائل الاتصال والإعلام الحديثة لجلب جمهور أكبر للإذاعة هو السبيل الوحيد للتعامل مع تلك الوسائل والاستلام لها.
لقد أصبحت البرامج المباشرة تستهوي الكثير من المستمعين وإن كانت من الناحية العلمية والقيمة الإعلامية هي أقل بكثير من تلك البرامج التي يجري الإعداد لها مسبقا.
ولقد خضت بنفسي عدة تجارب إذاعية واستمعت إلى جمهور ليس قليلا يتابعون البرامج ويتفاعلون معها.
وأذكر هنا حادثة مهمة في جناب الإذاعة وهو أنه حينما عرضت على معالي شيخنا محمد بن ناصر العبودي فكرة برنامج إذاعي يتحدث فيه عن رحلاته وزياراته لأحوال المسلمين التي تقصاها في كافة زوايا العالم لم ترق له الفكرة كثيرا بحكم ارتباطاته ومشاغله العلمية ولم يكن يتوقع أن يكون للبرنامج نجاح ولو مؤقت فضلا عن استمراره لا لشيء إلا لكونه ارتبط مع الكتاب قراءة وتأليفا وكان يرى أن الكتاب هو الوسيلة الناقلة والوحيدة للمعلومة.
وبعد فترة استمع وشاهد بنفسه والتفاعل الكبير من الجمهور وملاحقته له بل إنه يقول لقد عرفت من البرنامج كرحالة أكثر مما عرفت من الكتب مع أنه كتب أكثر من مائة وعشرين كتابا في الرحلات فقط والبرنامج اليوم يتجاوز عمره أحد عشر عاما.
وهذا يؤكد ضرورة عدم الاستخفاف بجمهور الإذاعة وتأثيرها مع كثرة الاتهامات لها ومحاولة قسرها.
أما التحدي الأكبر للإذاعة اليوم في ظل تحويلها إلى هيئة مع تلك التطلعات الكبرى التي يسعى لتحقيقها رئيس الهيئة المتميز دوما معالي الأستاذ عبدالرحمن الهزاع.
فهو المحتوى الذي تم الإشارة إليه آنفا ومن ركائز المحتوى الكفاءات الإعلامية الناجحة التي تستطيع أن ترضي نهم المستمع وتكسب أذنيه وأن يتم العناية بالتأهيل الإعلامي للمذيع والمقدم خصوصا في جناحي النجاح وهما اللغة السليمة والثقافة الواسعة أو لنقل المعقولة نسبيا حين ذاك سوف نستطيع دخول معركة الإعلام ونحن في صف الإذاعة وقد تسلحنا بأسلحة مؤثرة.
أما في ظل الهزال الإعلامي الذي تزخر به الإذاعة اليوم من «التهريج» الممل الذي تأنف منه الآذان فأعتقد بأننا نحفر قبر الإذاعة بأيدينا.
لقد كررت في هذه الزاوية وغيرها وكتب غيري عن الإساءة التي ترتكب يوميا في حق لغتنا جراء تلك السياقات السيئة واللغة المكسرة والعبارات الخاطئة من قبل المذيعين اليوم في ظل غياب الرقابة اللغوية والثقافية.
وهو ما أرجو أن تحمل همه الإذاعة والتليفزيون في ثوبها الجديد.
d-almushaweh@hotmail.com