-A +A
عهود مكرم (برلين)
في الوقت الذي تستقبل فيه المملكة العاهل الأسباني خوان كارلوس والوفد المرافق له في الزيارة رسمية التى تستغرق ثلاثة أيام تحدثت مصادر أوربية عن احتمال انعاش الحوار العربي الأوربي في ظل هذه الزيارة ولما تقوم به أسبانيا من دور فعال في هذا الصدد بدأ بمؤتمر مدريد المتعدد الأطراف في أكتوبر 1991 وكذلك نظرا لثقل واهمية الدور الذي تضطلع به المملكة في العالمين العربي والاسلامي. وحول العلاقات العربية الأسبانية ومستقبل الشرق الاوسط التقت «عكاظ» الخبير في شؤون الشرق الاوسط د. أودو شتاينباخ مدير معهد الدراسات الشرقية الذى أشار الى أن اللقاء السعودي الأسباني يأتي في توقيت هام تشهد فيه المنطقة تراجعا في عملية السلام لا سيما بعد فوز حماس والخلافات الموجودة على الساحة وقال انه يتصور أنه في الأمكان انعاش «مدريد» كمقر لاستقبال مفاوضات سلام في الشرق الأوسط على غرار ما تم عام 1991 مشيرا الى الدور الذى قام به موراتينوس وزير الخارجية الأسباني على مدى سنوات في المنطقة كمفوض للاتحاد الاوربي. وحول امكانية عقد مؤتمر متعدد الأطراف مرة أخرى مثل ما حدث عام 1991 قال الخبير الالماني في شؤون الشرق الاوسط: ربما لا يمكن اعادة السيناريو وانما تطويره.. واضاف لقد سمعت هذا الصباح أن اسرائيل ربما تبدأ محادثات محدودة مع حماس الأمر الذي يجعلنا نتصور مدريد جديدة عام 2006 يشارك فيها بحانب الفلسطنيين وحماس وحركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية الى جانب اسرائيل ثم الدول المعنية بالسلام في المنطقة وكذلك مفوض الأتحاد الاوربي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة وروسيا. وقال إن هذا ربما يكون شيئا من باب التمني ولكن الأوضاع التي نشهدها على الأرض بجانب الأزمة الرئاسية في العراق والملف الايراني ومخاطره على الأمن والاستقرار في المنطقة كلها أمور تجعلنا نتذكر مدريد التي بدون أدني شك جعلت عملية السلام تتبلور.. وان كانت النتائج ليست بالمستوى الذي كان متوقعا له.
وأضاف أن أسبانيا وبسبب موقعها الاستراتيجي بالقرب من المغرب العربي ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط اسند لمدريد دورا مميزا مع العالم العربي يشكل مرتكزا للعلاقات الاوربية العربية بشكل عام ويتجلى ذلك في معاهدة برشلونة اليورو أوسطية التى مهدت لحوار سياسي واقتصادي وحضاري فعال حيث احتفل الاتحاد الاوربي في نوفمبر الماضي بمرور 10 سنوات على توقيع عملية برشلونة.واستطرد قائلا: أن ما تم توقيعه من خلال برشلونة والعلاقات الأوسطية يمكن تطويره على مستوى الخليج العربي مشيرا الى العلاقات الاوربية التجارية التي ستفتح المجال قريبا لأتفاقية تجارة حرة بين دول مجلس التعاون الخليجي العربي والاتحاد الاوربي يمكن تطويرها في شكل «برشلونة 2» الأمر الذي يتطلب جهودا عربية وتوقع أن يكون للمملكة العربية السعودية دورا فعالا في هذا الصدد. وأضاف أن هذه الفكرة ستنمي العلاقات الاستراتيجية مع العالم العربي اذ أنها تشكل احتواء أمنيا واستقرارا للمنطقة الأمر الذى يمد الاتحاد الاوربي بعمق استراتيجي أمني هام.