-A +A
قايد آل جعرة (نجران)
قبل سنوات، كانت صحة منطقة نجران تعيش وضعا مريرا، عندما كانت مستشفياتها تفتقد إلى استشاريين في جراحة المخ والأعصاب، إضافة الى غياب عمليات قسطرة القلب، إذ لم يكن يوجد فيها في ذلك الوقت سوى التخصصات العامة، ما يضطر ذوي المرضى، إلى شد الرحال والسفر إلى المدن الكبرى طلبا للعلاج في مراكزها الطبية المتقدمة.
واليوم تغير وضع صحة نجران، مع احتضان مستشفى الملك خالد لكل التخصصات الطبية والاستشاريين ذوي الكفاءات العالية، حيث أصبح الأفضل على مستشفيات المنطقة الجنوبية، بل أجرى عمليات عدة وصفت بالنادرة في ظل الإمكانيات المتوفرة حاليا.
ولا شك أن وراء كل هذا التحول شخصا تميز بإدارته الرصينة والدقيقة، وهو الاستشاري في الجراحة العامة والمناظير الدكتور عبده بن حسن الزبيدي الذي استطاع منذ تسلمه إدارة المستشفى أن ينهي معاناة المرضى من السفر خارج المنطقة للبحث عن للعلاج.

«عكـاظ» أجرت معه حوارا كشف خلاله عن سر الخطوات المتسارعة في تطوير المستشفى، فقال: تولت إدارة المستشفى قبل أربع سنوات ولم يكن يوجد فيه سوى خمسة استشاريين وفي التخصصات العامة، إضافة إلى أن الخدمات الطبية المقدمة كانت مختصرة على التخصصات العامة فقط، والآن أصبح المستشفى يضم أكثر من 70 استشاريا في مختلف التخصصات العامة والدقيقة وأكثر من 300 طبيب، ما يعني طبيب لكل مريض وأكثر من 900 فني وممرضة.


شهادة الجودة
وحول حصول المستشفى على شهادة الجودة الوطنية، قال: دخل المستشفى ضمن 30 مستشفى على مستوى المملكة للحصول على شهادة الجودة الوطنية من المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، وبالفعل حصل على الشهادة في فترة وجيزة ضمن أفضل خمسة مستشفيات في المملكة، وكان لهذا الإنجاز دور في دخول المستشفى في اختبار الشهادة العالمية من المنظمة الدولية المشتركة (JCI) التي حصل عليها كأول مستشفى حكومي في المنطقة الجنوبية يحصل على هذه الشهادة العالمية في فترة وجيزة. وأكد أن المستشفى كان قبل أربع سنوات غير معترف به حتى من قبل الهيئة السعودية، ولا توجد فيه برامج تدريب، ولكن الآن أصبح رائدا في مجال التدريب والتعليم والتأهيل، وتم الاعتراف به من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية في كل البرامج، ويمكن الحصول على شهادة الزمالة (الدكتوراه) من المستشفى في تخصصات الجراحة العامة، الأشعة التشخيصية والعلاجية، العظام والباطنة الداخلية، إضافة إلى مئات الساعات التدريبية للتعليم الطبي المستمر والمؤتمرات المحلية والدولية.

قسم الأشعة
واعترف الدكتور الزبيدي أن المرضى كانوا يعانون في قسم الأشعة، حيث لم يكن يوجد سوى أخصائيين اثنين وجهاز واحد للأشعة المقطعية والمغناطيسية، والآن أصبح يوجد لدينا أكثر من أربعة استشاريين و12 أخصائيا، كما أن القسم معتمد لبرامج الزمالة السعودية لتخصصات الأشعة، ويوجد لدينا أيضا ثلاثة أجهزة أشعة مقطعية، وجهازان للأشعة المغناطيسية، وجهازان لأشعة الصدر التشخيصية، وجهاز متقدم جدا للأشعة التداخلية، وعدد من أجهزة الأشعة التلفزيونية، وقريبا الأشعة النووية، وبالتالي أصبح يتوفر لدينا كل ما يلزم المريض من احتياج تشخيصي وعلاجي.

مرجع تخصصي
وأكد أن المستشفى يسعى إلى أن يكون مرجعا تخصصيا لمنطقة نجران في مختلف التخصصات العامة والنادرة والدقيقة، تغني المواطنين من الذهاب خارجها. وهناك أيضا خطة للتميز في التخصصات الدقيقة وزيادة السعة السريرية واستحداث مركز للأورام وعلاجها وأمراض العيون الدقيقة خاصة الشبكية والقرنية. كما اعتمد معالي الوزير مؤخرا تطوير العناية المركزة في المستشفى لـ38 سريرا بنظام الغرف المستقلة والخاصة لكل مريض، وبتقنية وتجهيز متقدما جدا، وهذا الأمر لا يوجد إلا في المراكز العالمية الكبيرة، وكذلك تطوير العيادات الخارجية بنظام حديث جدا لا يوجد مثيله إلا في الولايات المتحدة، واستحداث عيادات أخرى جديدة وإنهاء قوائم الانتظار ونسعى إلى أن يحصل المريض على موعده في اليوم التالي مباشرة ودون أي قوائم انتظار أو مواعيد مؤجلة.

تدريب العاملين
وحول هل يقوم المستشفى بتدريب العاملين قال إن كل ممارس صحي في المستشفى يطبق عليه نظام لجنة الامتيازات والتعرف على قدراته وخبراته وإمكانياته قبل السماح له بإجراء أي عمل طبي، أو جراحي، أو المساس بالمريض، مشيرا إلى أن المستشفى حصل على المركز الأول على مستوى المملكة في نسبة جراحات اليوم الواحد، أما بالنسبة إلى الجراحات الروتينية للأعوام 1432هـ، 1433هـ حيث تم تحقيق نسبة 80% التي تقارن بمثيلاتها عالميا، وتم اختيار تجربة مستشفى الملك خالد في نجران في جراحات اليوم الواحد لوضعها كنموذج يحتذى به لباقي مستشفيات المملكة وذلك في عدة ورش عمل نظمت في مختلف المناطق.

بنك الدم
وحول تطبيق الاحترازات في بنك الدم في المستشفى، قال الدكتور الزبيدي: طورنا بنك الدم في المستشفى وجهزناه تجهيزا متقدما جدا ونفخر بأنه الآن من أفضل بنوك الدم على مستوى المملكة، ويستطيع أكثر من 15 متبرعا التبرع في نفس الوقت، وهو متوافق مع معايير الجودة العالمية JCI لسلامة المرضى ويعمل فيه أخصائيون وفنيون أكفاء، كما يوجد قسم خاص لتبرع النساء ومستقل وله خصوصيته.

جراحة القلب
وعن مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب، قال إنه تم تطوير المركز من عيادات خارجية فقط، إلى مركز تخصصي لأمراض وجراحة القلب، وتم استحداث برنامج تشغيل ذاتي خاص واستقطاب استشاريين ذوي كفاءات عالية في قسطرة القلب التشخيصية والعلاجية وعمليات القلب المفتوح، كما تم تجهيزه بأحدث التجهيزات الطبية، مشيرا إلى أن المركز شهد حتى الآن إجراء أكثر من 220 قسطرة تشخيصية وعلاجية تكللت كلها بالنجاح، وإجراء أول عملية قلب مفتوح في المنطقة الجنوبية لقطاعات وزارة الصحة، الذي يعتبر إنجازا كبيرا للمنطقة، ونسعى أن نكون مركزا مرجعيا للمنطقة الجنوبية في تخصص أمراض وجراحة القلب ويكفي أهل المنطقة عناء السفر ومشقة الذهاب إلى مراكز أخرى بعيدة.

أمراض السكري
وأوضح أن المستشفى يضم الآن مركزا متخصصا لأمراض السكري تم تدشينه قبل عام، ويعني بكل ما يلزم لتشخيص وعلاج متابعة مرضى السكري ويضم أكثر من 20 عيادة تخصصية، ومنها عيادة القدم السكري، الأعصاب، الشبكية، أمراض الجهاز التناسلي، وأمراض الأوعية الدموية، وهي مجهزة بكل ما يلزم من مستلزمات طبية وأدوية لهذه الفئة. وذكر أنه منذ افتتاح المركز راجع المستشفى العام الماضي ما يفوق الأربعة آلاف مريض للسكر، ويوجد في المركز أطباء استشاريون وأخصائيون في أمراض السكري والغدد الصماء والتوعية الصحية والتثقيفية.

غرف العمليات
ورداً على سؤال حول تمكن المستشفى من إجراء عمليات جراحية، قال الدكتور الزبيدي إنه تم افتتاح أحدث غرف عمليات في الشرق الأوسط في مستشفى الملك خالد، وتتكون من تسع غرف عمليات بالنظام الموحد (OR1)، الذي يعتبر الأحدث عالميا وذا تقنية متقدمة جدا، وتم إجراء الكثير من العمليات النادرة والمعقدة جدا في جراحة المناظير، العظام، العمود الفقري وأورام الدماغ، وتم تناقل الكثير منها في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي الجديد.

الإنجازات
وقال إن أهم الإنجازات التي حققها المستشفى أنه تم تمثيل الوزارة بعرض تجربتنا في المؤتمر الأول لحقوق وعلاقات المرضى في الرياض، وعممت على بقية مستشفيات المملكة، كما اتخذ المستشفى كمركز تدريبي لجميع منسوبي حقوق وعلاقات المرضى في المملكة، إضافة إلى حصول برنامج حقوق وعلاقات المرضى على الدرجة الكاملة في تطبيق معايير الجودة المحلية والدولية، كما طبق برنامج الجولات الميدانية (برنامج حقي) ويعتبر الأول على مستوى المملكة، وأيضا برنامج الصوت والصورة بين المريض والمسؤول الذي يعتبر الأول على مستوى المملكة.

منشأة متميزة
وختم الدكتور عبده الزبيدي اللقاء بالقول إن المستشفى يعيش أزهى عصوره، ويعود الفضل بعد الله في ذلك لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران، ولوزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، ولمدير عام الشؤون الصحية في منطقة نجران الصيدلي صالح المونس، ونعد الأهالي بمستقبل جميل وأفضل، ومنشأة صحية متميزة يفخر بها الجميع.