اتصل بي أحد الأصدقاء وبدأ بسرد معاناته مع المآزق التي يواجهها في هذه الحياة، أخذ نفسا طويلا وبدأ بإحصائية ليس لها أول ولا آخر، حفظها عن ظهر قلب من شدة ما يعانيه منها. كان يشتكي من ورطات مادية رغم أن راتبه ليس سيئا ويقارب (8) آلاف ريال ويقول إنه لا يتبقى معه شيء يذكر في آخر الشهر، فالراتب بالكاد يغطي متطلبات زوجته وأولاده وإجار منزله وسيارته وفواتير هواتفه والإنترنت وخدماته الصحية وإلى آخره، ويضيف أيضا أن الادخار المالي شبه معدوم وغير ممكن وسط موجة ارتفاع الأسعار التي طالت كل شيء. وأخبرني في آخر المكالمة أنه مازال يسدد قرض زواجه منذ سنوات ويحتاج إلى بضع سنوات أخرى لكي يكمله! سؤال يسأله كل مواطن: هل تكفي 2000 ريال للأكل والشرب والادخار والقليل من الترفيه؟ سؤال آخر أكثر أهمية: ما هو حال من تورط في راتب أقل من صديقي وكيف سيدير أمور حياته برأس مال محدود؟
* * *
من أكثر المآزق التي يعاني منها المواطن صاحب الدخل المحدود هو بناء مسكن أحلامه الخاص به، وبحسبة بسيطة نرى أنه بحاجة إلى 80 سنة تقريبا لشراء أرض بقيمة مليون ريال في حال افترضنا ادخاره لمبلغ 1000 ريال شهريا! وهو بحاجة إلى 80 سنة أخرى لكي يقوم ببنائها وهذا يعني أن أعمارنا البشرية لا تواكب الحاضر العقاري الذي يتمناه كل مواطن يسعى لحياة كريمة له ولذويه !.
الحسابات السابقة تم افتراضها في حال عدم لجوئك إلى أي جهات تمنحك قروضا تموينية، لكن لو تورطت في مأزق ــ حتما ستتورط فأنت لن تعيش 160 عاما ــ فأنت مجبر على تلك القروض التي توجع رأسك قبل جيبك ولن تفتك من عقابها إلا إذا مت وقد يمتد وجعها إلى أبنائك فالموضوع معقد وهذا مأزق مؤرق حقا.
* * *
هنالك توقعات مستقبلية بارتفاع أسعار الدجاج واللحوم والمنتجات الغذائية كما ذكر بعض المحللين بعد قرار وزارة العمل الجديد للعمالة، وكل المآزق السابق ذكرها كتبت في ظل الأزمة الحالية، ماذا لو صدقت توقعات المحللين وازدادت الأسعار على المواطنين؟ ستصبح المآزق أكبر وكلنا أمل بتحركات حكومتنا الرشيدة في ضبط كل ما ينغص على أبناء الوطن في ظل صعوبات الحياة بالوقت الراهن.