-A +A
ياسر سلامة
هل نحن مجتمع (نزوة) أو رغبة؛ وبمعنى آخر هل معظمنا ينقاد خلف رغباته أو أفكاره لفترة إلى أن تهدأ هذه الرغبة التي قد تكون أو توصف بأنها أولوية هامة، مع الوقت دائماً ما تفاجئنا الحقيقة أن الكثير من رغباتنا والتي قد يكون كلفنا تنفيذها أو بداية الدخول فيها الكثير من المال والجهد نفاجأ بأنها لم تكن إلا (نزوة).
والنزوة حسب معلوماتي المتواضعة في تخصص اللغة العربية مشتقة من الفعل (نزا) أو (انتزى) وكلاهما بمعنى وثب أو تسرع، ويقربها البعض من (بدوات) فعندما يقال فلاناً (ذو بدوات) أي أنه يتبع الرأي فجأة ودون (ترو).
وعلماء النفس يعرفون النزوة: بالهوى المفاجئ الشديد السريع لشيء ما، فالنزوة إذن وعلي ما يبدو التسرع سواء في الشر أو الخير، الشر نسأل الله أن يجنب الجميع منه، ولكن مشكلتنا كمجتمع في نزوات الخير التي لا تستمر رغم فضلها الكبير وصورها الكثيرة العديدة، فهناك مبادرات جميلة وهامة على مستوى المجتمع كتزاور الأهالي والجيران والأصدقاء والزملاء وبشكل دوري ثابت وكذلك الانخراط في الأعمال المجتمعية التطوعية المنظمة والمقننة بكافة أشكالها وصورها، وعلى مستوى الفرد هناك أيضاً عادات ومبادرات أثرها كبير مع الاستمرار والمداومة من أهمها وأكثرها فائدة على صحة الإنسان ممارسة الرياضة بانتظام ولو كانت هذه الرياضة المشي.
الكثير الكثير من المبادرات والممارسات الحميدة التي سرعان ما تنتهي وتتلاشى حتى قبل أن نبدأها، وكل هذه الرغبات والنوايا ما هي إلا نزوات.
وهناك مشكلة أخرى وهي في طبيعة نزواتنا والتي تكاد تكون بصور مكررة لكافة فئات المجتمع، فلدينا وكما ذكرت نزوة المشي التي لا يستمر ويداوم عليها إلا القليل رغم التحضير لها بشراء الملابس والأجهزة وكل ما هو مطلوب (لعداء كبير)،
وأيضاً تجهيز وبناء المسابح في البيوت وقد تمضي السنين ولم تستخدم إلا مرات معدودة على أصابع اليدين لتبقى مهملة أو مصانة للمنظر فقط وتبقى معها رياضة السباحة مجرد نزوة، وكذلك (هبقة) الصيد والتي في الغالب تنتهي بمجرد شراء السنارة والجلب، وقس على ذلك من (هبقات) ونزوات المجتمع التي لا تنتهي ويبقى السؤال هل نحن فعلا مجتمع (نزوة).
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة

m_harbi999@hotmail.com