-A +A
حوار: خالد عباس طاشكندي

كشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، عن تلقيه العديد من العروض في الجوانب السياسية الدولية من ضمنها أن دار نشر «هيرست» الإنجليزية التي صدر عنها كتابه «العالم الإسلامي في القرن الجديد.. منظمة المؤتمر الإسلامي من 1969 – 2009» طلبت منه أن يكتب مذكراته عن الفترة التي قضاها في المنظمة، ولكنه لم يقطع بعد في أي من هذه الأمور، لا سيما وأنه ما زال يتحمل مسؤولية منصب الأمين العام التي ذكر بأن أعباءها تزداد يوما بعد يوم حتى نهاية هذا العام وأنه سيسعده حينها أن يسلمها لأخيه وصديقه الأستاذ إياد مدني.






وقال أوغلى في حواره مع «عكاظ»: المنظمة أصبحت متفاعلة وجزءا لا يتجزأ من الحلول لأغلبية مشاكل العالم الإسلامي، وأنها قابلة للتطور من خلال إداراتها ووحداتها المستحدثة في السنوات القليلة الماضية، في مجالات مختلفة.

وأوضح أوغلى أن المنظمة تعتزم استحداث وحدة للنزاعات والوساطة وضمها إلى هيكليتها لتصبح نواة هامة وأساسية، وآلية مطلوبة لإيجاد الحلول للنزاعات التي يشهدها العالم الإسلامي.. وفيما يلي نص الحوار:

• حينما نتحدث عن البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، فإننا لا نتحدث عن رجل أنجبته دهاليز السياسة، رغم كونه سياسيا بارزا، ولكننا نتحدث عن شخصية أنجبتها الثقافة بل وتعدد الثقافات، أنتم نتاج ثقافة علمية بحتة في دراستكم العلمية للكيمياء، ونتاج ثقافة عربية أثناء وجودكم في مصر، ونتاج ثقافة إسلامية أثناء ترؤسكم لـ«إرسيكا» في اسطنبول، فضلا عن إجادتكم عدة لغات، فهل ترون أن تعدد تلك الثقافات عزز من دوركم السياسي كأمين عام لمنظمة التعاون الإسلامي؟، وكيف استفدتم من كل تلك التجارب؟

• • دراسة العلوم بمعنى أوسع تنمي في الإنسان موهبة النظر العقلي، وتطور ملكة التفكير المنهجي، وتتبع العلاقة بين السبب والنتيجة، أما دراسة العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية فتعطي الإنسان بعدا واسعا يتجاوز المحدودية الزمنية والمكانية.. والعمل الدبلوماسي يعلم الإنسان كيف يرى تنوع الألوان وتدرج الظلال بينها، والفرق بين المترادفات بعضها وبعض ويبين له حساسية وقع الكلمات لكي تؤهله لأن يختار من بينها ما يستطيع به أن يحقق الهدف المرجو من العمل الدبلوماسي.

وأود أن أضيف أنني نشأت في بيت إسلامي محافظ على قيم الإسلام ويعمل على تعليمها ونشرها بالإضافة إلى الاهتمام بالتراث وخصوصا الأدبي والفكري، حيث كان والدي رحمه الله من العلماء المسلمين الذين كانت حياتهم أنموذجا للتضحية من أجل قيم الإسلام، ومن أجل الحفاظ على القيم والثقافة الإسلامية، وهذا بحث طويل لا أخوض فيه الآن، ولكن والدي قدم تضحيات كثيرة من حياته وثروته وجاهه في ظروف التغيرات الجذرية التي خاضها عالمنا الإسلامي فترة الحرب العالمية الأولى وما بعدها.

وبالإضافة إلى دراستي للعلوم التي أحببتها رغبة مني في استكشاف أسرار الكون وعلوم الفضاء وما إلى ذلك، ولكن في نفس الوقت كنت أعني بالأدب وبالتاريخ وفي سن مبكرة جدا بدأت أكتب وأترجم، وأهديك الآن كتابا خاصا بي كتبته سنة 69م وأعيد طبعه مؤخرا وكان ثاني كتاب أؤلفه من حيث الترتيب، وتجد في مقدمته ما تستدل به على قراءاتي المكثفة في الأدب والتراث الثقافي، بالإضافة إلى تأثري في تلك الفترة بما حصل من تقلبات سياسية عديدة في مصر التي عشت فيها حتى عام 1970م، لقد كان لتلك الفترة أثر كبير في نفسي خاصة وأن كثيرا من أصدقائي وزملائي استشهدوا في حرب 67م.




عروض متنوعة

• ماهي برامجكم القادمة؟ وهل تنوون كتابة مذكراتكم أو العودة للحياة العلمية وإعداد ما كنتم تتمنون إعداده من دراسات وبحوث علمية؟

• • هذا سؤال مفتوح ولم أكن أفكر فيه بصورة جدية لضيق الوقت، ولكن على أي حال فقد بدأت أفكر فيه وأفكر في الكثير من العروض التي بدأت تأتيني سواء من الجانب الدبلوماسي الدولي، أو من بلدي أو من الجانب الأكاديمي الذي لم أتخل عنه ولم يتخل عني في هذه السنوات، وبالنسبة لكتابة المذكرات فكما تعلمون أنني أصدرت كتابا عن المنظمة باللغة الإنجليزية بعنوان «العالم الإسلامي في القرن الجديد.. منظمة المؤتمر الإسلامي من 1969 – 2009»، تناولت فيه ضرورات إصلاح المنظمة من خلال رؤية استلهمت تاريخها، وقد طلب مني الناشر الإنجليزي في ذلك الوقت أن أكتب كتابا عن المنظمة من المنظور الشخصي وأن أدون وأن أكتب ما يشبه المذكرات حول تعاملي معها على مر السنين، ولكنني لم أقطع بعد في أي من هذه الأمور، لا سيما وأنني ما زلت أتحمل مسؤولية منصب الأمين العام التي تزداد أعباؤها يوما بعد يوم حتى نهاية هذا العام حيث سيسعدني حينها أن أسلمها لأخي وصديقي الأستاذ إياد مدني.




استهلالة متميزة

• لا شك أنكم واجهتم مواقف كثيرة خلال سنوات عملكم في المنظمة، هل لكم أن تحدثونا عن أبرز المواقف سواء كانت متعلقة بأشخاص أو أحداث؟

• • الموقف الذي ترك أثرا كبيرا في نفسي، جاء في استهلالة عملي كأمين عام للمنظمة، عام 2005، ففي الأيام الأولى لتسلمي هذا المنصب من الله علي بشرف المشاركة - بصفتي أمينا عاما - في غسيل الكعبة والدخول إلى الحجرة الشريفة فيها، صحيح أنه قد سبق لي أن دخلتها وصليت فيها في قمة مكة والطائف سنة 1981م، وشعرت بهيبة وجلال وقدسية المكان إلا أن تلك المعاني الروحانية أحسست بأنها تركزت وتبلورت في داخل هذا المكان الفريد لحظة شاركت في غسيل الكعبة المشرفة، وشعرت كذلك في بداية عملي كأمين عام أن هذا الحدث بما احتواه من خشوع وتفرغ للعبادة وخدمة أقدس الأماكن وتعظيمها، قد جاء بتوفيق من الله عز وجل، وأدخل في نفسي الطمأنينة بأن الله سيكون عونا لي، في أيامي الأول لاستلامي المنصب.. وأن أنبري لخدمة الأمة الإسلامية والتفاني في ذلك.




تحديات وتحولات

• مجهوداتكم وأنتم على منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حافلة بالإنجازات التي شهد لها الجميع، نقلتم فيها المنظمة إلى واقع متميز بالمشاركة الدولية، والحركة الدؤوب، والتنظيم المنشود، هلا حدثتمونا عن تلك الفترة المهمة؟

• • تميزت هذه الفترة بتحديات كبيرة وعاشت تحولات جذرية، وأكبر هذه التحديات هو أن المنظمة كانت «منظمة مؤتمر»، بمعنى أنها كانت مبنية على أنها سكرتارية تقوم بإعداد المؤتمرات السنوية والدورية وينتهي عملها عادة بنهاية المؤتمر وطبع قراراته، وتحويل هذه السكرتارية إلى منظمة تعاون بكافة الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية ويبدأ بنشاط في المجال الإنساني في الدفاع عن حقوق الإنسان في عالمنا وترسيخ قيمه، وفي العلوم والتكنولوجيا ومسائل المرأة وغيرها ويؤسس لتعاون في كل هذه المجالات.

وهناك تحديات عديدة أخرى فرضت نفسها وبحثت لنفسها عن الحل، وسعت المنظمة لإيجاد هذا الحل، ابتدأت منذ أول يوم باشرت فيه عملي في الأول من يناير 2005 بعد أيام معدودة من كارثة تسونامي التي خلفت دمارا وقتلا وتشريدا لآلاف البشر، حيث نجحت بفضل من الله وبدعم من الدول الأعضاء في توفير ملاذ لأكثر من 25 ألف طفل تيتموا جراء الكارثة، فكانت انطلاقتنا في المجال الإنساني الذي شكل جانبا جديدا من أنشطة المنظمة، ومضى في خطوات منهجية ومدروسة تبلورت وتتوجت بمنح المنظمات الإغاثية في العالم الإسلامي صفة الاستشارية، ما يؤسس لنواة إغاثة إسلامية كبيرة تشكل أداة تحرك سريع عند حدوث الكوارث في العالم الإسلامي.


 




علاقات حميمة

• بقيتم في المملكة قرابة ثماني سنوات، كنتم فيها بجانب عملكم قائدا للمنظمة، على صلة بأعلام البلاد، وبكثير من الهيئات الثقافية والعلمية، وكونتم صداقات وصلات عديدة ومعرفة بالمجتمع السعودي. فهل لمعاليكم التحدث عن هذا الجانب؟

• • معرفتي وعلاقتي بالمملكة تزيد على ثلاثة عقود، توطدت فيها صداقات فريدة وعلاقات اجتماعية أعتز بها، كما تعاونت فيها مع الكثير من الهيئات الثقافية والعلمية والشخصيات الفذة التي أنجبتها والتي أعتز بصداقتها، ولكنني أفهم سؤالكم بما يتعلق بالسنوات الثماني التي قضيتها أنا وعائلتي هنا في جدة وأحب أن أقول إننا استمتعنا بكرم الضيافة السعودية التي رأيناها من العائلات العريقة، كما اطلعت على الكثير من الأنشطة التي تقوم بها بعض هذه العائلات على المستوى الإنساني والإسلامي الواسع من ذلك عائلة الجفالي، وعائلة علي رضا زينل، اللتان رأيت لهما الكثير من الأنشطة على المستوى العالمي، كما أعتز بالنشاط الثقافي الدوري الذي يقيمه الشيخ عبدالمقصود خوجة في أثنينيته الشهيرة، وغير ذلك كثير ولا أريد أن أطيل في هذه القائمة، فما ذكرته كان على سبيل المثال لا الحصر، وسوف تستمر هذه العلاقات الحميمة والأسرية والاجتماعية.




المملكة والمنظمة

• المملكة دولة المقر لمنظمة التعاون الإسلامي، كيف رأيتم دعمها ومؤازرتها للمنظمة، سواء من ناحية تيسير عمل المنظمة وإجراءاتها، أو عبر دعم خططها وطموحاتها المستقبلية؟

• • المملكة لها مكانة خاصة، لدى المنظمة، ليس فقط لأنها دولة المقر ولكن لأنها صاحبة الدعوة الأولى لجمع كلمة المسلمين ولإنشاء المنظمة في عهد المغفور له الملك فيصل، لذا فهي تضطلع بمسؤولية خاصة، وأستطيع أن أقول إن المنظمة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، تعيش عصرها الذهبي حيث تواكبت الرعاية المخلصة الكريمة من قبل خادم الحرمين بالديناميكية والأسلوب الاستباقي لإدارتها.

وفي هذا الصدد، كانت دعوة خادم الحرمين الشريفين للقمة الاستثنائية الثالثة عام 2005 في مكة، نقطة تحول جذرية لما تمخضت عنه من خطة عشرية ومن قرارات يمكن وصفها بأنها ثورية في تاريخ المنظمة كذلك قمة مكة الاستثنائية الرابعة التي جاءت في ظرف تاريخي دقيق.

• تحكم علاقات المنظمات مع حكومات ودول المقر، أنظمة وإجراءات تنظم تلك العلاقات بشكل روتيني، ولكن بعض المنظمات قد تواجه ظروفا استثنائية تتطلب دعما مباشرا من قادة دول المقر، فهل واجهت منظمة التعاون الإسلامي مثل تلك الظروف؟ وكيف وجدتم دعم ومؤازرة قيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة مثل تلك الظروف الاستثنائية؟

• • أريد هنا أن أشير إلى أمرين أساسيين لعلاقة المنظمة بدولة المقر، عندما بدأت العمل لم يكن لدى المنظمة مقر لائق بها، وفي السنة الأولى وجدت ترحيبا كبيرا من خادم الحرمين الشريفين ومن حكومة المملكة بإنشاء مقر جديد، وتكرم خادم الحرمين الشريفين برفع الستار عن حجر الأساس للمقر الجديد للمنظمة خلال الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي في ديسمبر 2005م، وثم لاحقا وهب خادم الحرمين الشريفين بمكرمة عزيزة قطعة أرض للمقر الدائم، وتشرفت بالإعلان عن أمر خادم الحرمين الشريفين السامي بالشروع الفوري في عملية بناء المقر الجديد خلال الجلسة الختامية للقمة الإسلامية الرابعة في أغسطس 2012م في مكة المكرمة، ومؤخرا سلمنا أمين محافظة جدة المهندس هاني أبوراس رخصة بناء المقر الدائم، ونحن ننتظر الإعلان عن المناقصة للشروع في البناء قريبا إن شاء الله.

أما الأمر الثاني فهو اتفاقية المقر، وهذا أمر ضروري لا يمكن لأي منظمة أن تؤسس عملها في إطار قانوني من دون مثل هذه الاتفاقية وهذا هو الحال في كل المنظمات الدولية الأخرى وأيضا هو الحال في بعض المؤسسات الفرعية للمنظمة التي لديها اتفاقيات مقر مثل البنك الإسلامي للتنمية بجدة، ومركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة «إرسيكا» بإسطنبول، ولذلك بدأت الاتصالات مع الحكومة السعودية، وأذكر أن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قال لي إنني أول أمين عام للمنظمة بين تسعة أمناء عامين، الذي يطلب أن يكون هناك اتفاقية مقر، ووقعت بالفعل على اتفاقية المقر في يوم 13 أغسطس 2012م مع سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية ممثلا عن المملكة، وأود أن أشير هنا كذلك إلى أن الاتفاقية حظيت بموافقة مجلس الوزراء السعودي الموقر، وهو الآن أمام مجلس الشورى الموقر للمصادقة عليه إن شاء الله.




تحديات كبيرة

• في القمة الأخيرة للدول الإسلامية التي عقدت بالقاهرة، طرحتم آمالا كثيرة لمستقبل المنظمة، في ظل الظروف الراهنة والمضطربة في دول العالم الإسلامي، من سوء الأحوال السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، كيف توائمون بين تلك الآمال والطموحات، وبين الظروف الراهنة، أقصد هل يمكن عمل شيء تجاه الاستقرار، وبالتالي النظر في إمكانية تحقيق الآمال؟

• • ما من شك أن التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها تشكل هاجسا لدى المنظمة، وشغلها الشاغل، فهي تعمل وستواصل عملها من أجل إيجاد الحلول للتغلب على تلك التحديات، ووضع الخطط بعيدة المدى، والبرامج التي من شأنها أن تساعد الدول الأعضاء على تعزيز العمل الإسلامي المشترك للخروج بموقف جماعي قادر على تجاوز العقبات وتذليلها.

والمنظمة في هذا السياق اختلفت عن السابق، وأصبحت منظمة متفاعلة وجزءا لا يتجزأ من الحلول لأغلبية مشاكل العالم الإسلامي، فهي الآن تمتلك الأدوات لذلك والبنية التحتية للبناء عليها، وإيجاد الأذرع اللازمة لهذا الغرض، فالأرضية الآن في منظمة التعاون الإسلامي قابلة للتطور من خلال إداراتها ووحداتها المستحدثة في السنوات القليلة الماضية في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى وحدة النزاعات والوساطة التي تعتزم المنظمة ضمها إلى هيكليتها لتصبح نواة هامة وأساسية، وآلية مطلوبة لإيجاد الحلول للنزاعات التي يشهدها العالم الإسلامي.

وأصبحت الأمانة العامة للمنظمة الآن منخرطة بشكل منهجي ومدروس في التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم الإسلامي، وأثبتت قمة القاهرة أن الدول الإسلامية تثق بدور المنظمة، وقدرتها على فرض نفسها لاعبا أساسيا، وإذا ما تأملت خطابات قادة الدول الأعضاء في جلسات القمة في يوميها 6-7 فبراير 2013، لتلمست بشكل مباشر اللغة المختلفة التي خاطب بها زعماء الأمة الإسلامية منظمتهم، معربين عن إعجابهم بأدائها وما وصلت إليه، وداعين لمنحها العديد من الأدوار التي تؤكد قدرتها على العمل، وأنا شخصيا أعتقد أنه لا يزال في منظمتنا قدرات كامنة عديدة يمكن الاستفادة منها للوصول بالشعوب الإسلامية إلى مستقبل مشرق وزاهر.


 




• هل لنا أن نتعرف على ما تم من جهود في سبيل إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطوير الأداء بها في الآونة الأخيرة ومحاولة أحيائها من جديد بعد أن عاشت سنوات من التكلس والجمود؟

• • قائمة الإنجازات والأنشطة التي قامت بها المنظمة منذ بدأنا عملية الإصلاح طويلة لا يمكن الإحاطة بها في أسطر، لكن دعني أقول إننا نجحنا في ارتقاء مكانة تتلاءم وحجم المنظمة التي تعد ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، وحزنا على ثقة الدول الأعضاء، من خلال دعمها لكل الخطوات المحورية التي قطعناها مثل إطلاق الخطة العشرية، والميثاق الجديد، وإنشاء إدارات جديدة، ومكاتب تمثيلية فتحت آفاق عمل أوسع للمنظمة، فتضاعفت ميزانية المنظمة، وزاد طاقمها ليتواءم مع حجم أنشطتها، وتوسعت مشاريعها وبرامجها في مساحة شاسعة تعمل فيها ضمن مجالات سياسية واقتصادية وإنسانية وثقافية، هذا بالإضافة إلى الثقة الدولية التي ترجمتها شراكات عقدناها مؤخرا مع الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، فضلا عن بناء علاقات مؤسسية مع الولايات المتحدة، وبريطانيا والصين وروسيا ودول تسعى بجدية لنيل عضوية المراقب في المنظمة، لقد أصبح للمنظمة كلمة مسموعة في المجتمع الدولي، وأصبح لها ثقل في أروقة الجمعية العامة، ومجلس حقوق الإنسان الدولي، واليونيسكو وكثير من المنظمات الدولية، وتقف وراء مواقف وسياسات دولية تهدف إلى حماية مصالح الدول الإسلامية.. باختصار أصبحت منظمة التعاون الإسلامي لاعبا أساسيا وأعتقد أن المرآة الإعلامية تعكس ذلك بوضوح.