-A +A
محمد داوود (جدة)
أوضح المشرف العام على برنامج جدة للكشف المبكر لعنق الرحم التابع لكرسي الدكتور باسلامة للأورام النسائية في جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور خالد بن حسين سيت، أن الهدف من إطلاق البرنامج هو توعية النساء بأهمية إجراء «مسحة» عنق الرحم لرصد أية تغيرات قد تحدث نتيجة الإصابة بفيروس الورم الحليمي الذي يمهد للإصابة بحدوث سرطان عنق الرحم، ونسبة الإصابة بهذا المرض تشارف نسبة 1.3 لكل 001 ألف سيدة.
وقال سيت في حوار خاص لـ«عكاظ»، إن غياب الوعي الصحي لدى معظم النساء وضعف إدراكهن بأهمية الفحص المبكر أدى إلى اكتشاف العديد من حالات الإصابات في مراحل متأخرة، داعيا جميع نساء محافظة جدة للاستفادة من البرنامج الوقائي عبر التسجيل المباشر ودون الحاجة إلى وجود ملف طبي في المستشفى الجامعي .. وهذا نصه:

• بداية ما أهم أهداف برنامج جدة للكشف المبكر لعنق الرحم وخطوات التسجيل؟
- برنامج جدة للكشف المبكر لعنق الرحم هو أحد أنشطة كرسي البروفيسور باسلامة للأورام النسائية في جامعة الملك عبدالعزيز، وهو وقائي وتوعوي يهدف إلى الكشف المبكر للسيدات من 30 ـ 65 عاما، وحثهن على الفحص السنوي لعنق الرحم لاكتشاف الورم في وقت مبكر، وأيضا لكل من مر على زواجها ثلاث سنوات، والمركز يقدم خدماته مجانا ولا يتطلب وجود ملف في المستشفى، مع التأكيد أن الكشف المبكر يعزز من الشفاء، وأن إهمال إجراء مسحة عنق الرحم بشكل دوري يمهد لاكتشاف الحالات في مراحل متأخرة.
الفحص السنوي
• ماهو وضع سرطان عنق الرحم في المملكة؟
- سرطان عنق الرحم يحتل المرتبة 13 لدى السيدات في المملكة، ويحتل المرتبة الثانية لمن أعمارهن بين 15ـ 44 عاما، ونسبة الإصابة به تسجل 1.3 لكل 100 ألف سيدة، حيث يتم تسجيل 152 حالة جديدة كل عام، و55 حالة وفاة، ويتوقع زيادة الإصابة بهذا المرض إلى 309 حالة جديدة و117 حالة وفاة عام 2025م، إذا لم يكن هناك المزيد من الجهود لمحاربة هذا المرض، وتوفير سبل الوقاية وضرورة زيادة الوعي عند السيدات وحثهن على الفحص السنوي لعنق الرحم من أجل الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم.
وعي الطبيبات
• أجريتم دراسة لرصد وعي الطبيبات وخاصة طبيبات النساء والولادة حول سرطان عنق الرحم .. ما نتائج هذه الدراسة؟
- الدراسة التي أجريتها من خلال استبيان شمل 200 من الطبيبات المتزوجات، أو من سبق لهن الزواج ومتوسط أعمارهن 36 عاما من ( 22 ـ 59 ) عاما، وتم تقسيم الطبيبات إلى قسمين، قسم يشمل طبيبات النساء والولادة، وآخر شمل طبيبات من كافة التخصصات حول المعلومات وخبراتهم حول سرطان عنق الرحم والفحص الدوري وسبل الوقاية منه، كما بينت النتائج أن 76 في المائة من الطبيبات لديهن معرفة تامة بأن الفيروس الحليمي الإنساني له علاقة بسرطان عنق الرحم، وأن 44 في المائة يمتلكن معرفة بأن سرطان عنق الرحم قابل للشفاء، و91 في المائة من الطبيبات يدركن أن «لطاخة» عنق الرحم تمنع سرطان العنق، و39 في المائة من الطبيبات على معرفة بتوقيت متى تأخذ «الطاخة» ومن يطبق عليهن الفحص الدوري لعنق الرحم، كما كشف الدراسة أن 35 في المائة من الطبيبات يعملن مسحة عنق الرحم لمرضاهن، و28 في المائة من الطبيبات قمن بعمل المسحة لأنفسهن، و48 في المائة من الطبيبات سمعن عن التطعيم ضد الفيروس المسبب لعنق الرحم، و50 في المائة ينصحن المرضى بالتطعيم، و47 في المائة أخضعن بناتهن للتطعيم و42 في المائة أبدين استعدادهن لتلقي اللقاح.
الفيروس الحليمي
• يتضح من حديثكم أن هناك علاقة وثيقة بين فيروس الورم الحليمي (HPV ) والإصابة بسرطان عنق الرحم؟
- نعم هذا صحيح، فسرطان عنق الرحم يعد ثاني أكثر السرطانات شيوعا عند النساء، وتكتشف نحو 500 ألف إصابة جديدة سنويا، و231 ألف حالة وفاة حول العالم.
وفي منتصف التسعينات وجدت أدلة جديدة تشير إلى ان الفيروس الحليمي البشري (اتش بي في) يسبب سرطان عنق الرحم، ودعت هذه الأدلة إلى إجراء عدة دراسات وتجارب سريرية لتطوير لقاح يقي من سرطان عنق الرحم، كما أن معرفة العلاقة بين فيروس (اتش بي في ) وسرطان عنق الرحم شجعت على إجراء مزيد من الأبحاث حول كيفية الوقاية من سرطان عنق الرحم عبر الوقاية الأولية أو التلقيح، بالإضافة إلى الفحص الدوري للفيروس وعمل مسحة عنق الرحم.
مفهوم السرطان
• ما هو السرطان .. وما الفرق بين الورم الحميد وغير الحميد؟
- تنمو خلايا الجسم في الأحوال الطبيعية وتنقسم عندما يحتاج الجسم إلى ذلك، وعندما تكبر هذه الخلايا وتصل إلى حد معين تبدأ في التلاشي والفناء وتحل محلها خلايا جديدة، وأحيانا يحدث خلل ما في العملية الطبيعية، فتبدأ الخلايا في الانقسام دون أن يحتاجها الجسم دون أن تموت الخلايا القديمة التي انتهى عمرها الافتراضي، وتشرع الخلايا الزائدة عن حاجة الجسم في تكوين كتلة من نسيج غير طبيعي وهو الورم، وفي هذه الحالة يكون هذا الورم إما حميدا أو خبيثا أي (سرطاني) ، وفي الواقع فإن الورم السرطاني أكثر خطورة، لأنه لا يتوقف عن الانقسام ويبدأ في مهاجمة الأعضاء المجاورة له والقضاء عليها، وينتشر إلى أماكن وأعضاء أخرى بالجسم ليكون العديد من الأورام السرطانية في أعضاء الجسم المختلفة.