-A +A
ماجد محمد العنزي
انطلقت منذ عدة أيام فعاليات أسبوع المرور الخليجي تحت شعار «غايتنا سلامتك » ، وقد تناول المنظمون العديد من الفقرات المتعلقة بالمرور وطرق علاج المشكلات التي تؤرق كل من يجلس خلف مقوده . ما أثار مفاجأتي أثناء قراءة التقارير المتعلقة بهذا الأسبوع هو مناقشة المسؤولين لمقررات جامعية منها الهندسة المرورية والتحقيق في حوادث المرور وحتى في كيفية استخدام الحاسب الآلي لإحصاء ما يحدث في الشارع من أحداث ! الطريف بالأمر أنني قرأت هذه المعلومة وسط زحام شديد ثم وقعت بالحفرة ( الفخ ) ! حينها سألت نفسي مباشرة : أين هذه المقررات والندوات من علاج مشكلة ضخمة ظاهرة أمام الملأ مثل هذه الحفرة ؟
ماذا لو أقام أهل جدة مؤتمرا خاصا بهم ليتحدثوا عن همومهم المرورية ؟ هل سيتحدثون عن الجوانب العلمية التي تحلل الحوادث وأسبابها أم سيشيرون بأصابعهم إلى المشكلات الفعلية في الشارع بشكلٍ مباشر (كالحفرة السابقة) ؟ هل سيفكرون في نشر الوعي عن طريق رسائل نصية قصيرة (كتلك التي بلغتني على هاتفي) أم أنهم يرغبون في رؤية نتائج فورية على أرض الواقع ؟ هل سيبدؤون بعقد دورات تدريبية في فنون القيادة الآمنة أم أنهم سيعرضون مشكلاتهم مع المشاريع المتعذرة والطرق غير الآمنة (والمطبات) المفاجئة والزحام الشديد وهدر أوقاتهم الثمينة ؟

ما يحدث في شوارع جدة لا يحتمل التأجيل، وقد تكون هنالك مدن أخرى أسوأ حالا منها. الزحام يخنق عروس البحر الأحمر وبطريقة لا تحقق شعار « غايتنا سلامتك » ! الشاحنات تسرح وتمرح في الطرق وتعيق حركة السير، الحفر تملأ جنبات الطريق وهذا ما قد يسبب حوادث جسيمة حين يحاول قائد المركبة أن يهرب من شرها ويجد نفسه قد ارتطم بسيارة أخرى ! إضافة إلى أن تلك الحفر قد تؤدي لتلف سيارات المواطنين التي لم ينتهوا من تقسيط قيمتها بعد!.
إقامة فعاليات ومعارض تحت شعار « غايتنا سلامتك » يحتاج إلى الكثير من الجهد في معالجة أحوال الطرق والأزمات التي يعاني منها كل قائد لمركبته. سيصبح تفاعل الناس مع الإرشادات واللوائح المرورية أفضل بمراحل من مطالبتهم بتفاعل إيجابي في حضور المشكلة، وهذا ما سأتطلع ويتطلع إليه الجميع مع كل أسبوع مرور خليجي قادم.