-A +A
سيد عبدالعال (القاهرة)
كشف المستشار الثقافي في سفارة المملكة في القاهرة الدكتور خالد الوهيبي عن تجاوزات ارتكبها أكاديميون في الجامعات المصرية بحق طلاب سعوديين في الدراسات العليا، دعت الملحقية إلى مقاضاتهم رسميا لدى المحاكم، حيث تضمنت آخر الأحكام إنجاح طالب في مرحلة الماجستير بعد ثمانية أشهر من إصرار أكاديمي على إسقاطه. وأوضح في حوار أجرته معه «عكاظ» أنه بناء على تقارير رصد الحياة المعيشية في مصر، تبلغت وزارة التعليم العالي بتوصية تدعو إلى زيادة مكافآت الطلاب ومخصصات الموظفين، نتيجة ارتفاع الأسعار، وتزايد قيمة إيجار الشقق بنسبة 004 في المائة.
وأقر الوهيبي بأن مبنى الملحقية لا يرقى إلى مستوى الحراك الذي تبذله ثقافيا واجتماعيا وأكاديميا، حيث رُفع خطاب بضرورة الانتقال من المبنى، إلى آخر أحدث وأوسع .. فإلى تفاصيل الحوار:


• بداية حدثنا بلغة الأرقام عن الطلاب السعوديين في مصر؟
- الطلاب السعوديون حوالي ثلاثة آلاف طالب، المبتعثون منهم 1600 طالب، والباقون يدرسون على حسابهم الخاص، ويبلغ طلاب الدراسات العليا 764 طالبا وطالبة.
• وكم تشكل نسبة الطالبات بالنسبة للطلاب؟
- الطالبات كن يمثلن الثلث من إجمالي الطلاب، وفي العام الجاري قلت النسبة لتخرج أعداد كبيرة منهن.
• هناك شكاوى تتردد حول واقع الخدمات التي تقدمها الملحقيات للطلاب، وأنها لا تقوم بواجبها ولا تؤدي المهام المسؤولة عنها.. فما تعليقكم؟
- أجيبك فيما يخص الملحقية الثقافية في القاهرة، فهناك جوانب تعنى بها الملحقية وأخرى السفارة، فنحن نقدم كل ما يحتاجه الطلاب من خدمات، وفي مقدمتها الخدمات الأكاديمية، كمساعدتهم في التسجيل وتوجيههم لأفضل الجامعات وحل مشاكلهم، والوقوف على ما يتعرضون له من صعوبات ومعوقات داخل الجامعات، كذلك الدعم والمساندة في الأنشطة الثقافية، أما ما يتعلق بالمشكلات الإدارية الأخرى نحن نباشرها في البداية فقط، بعد ذلك نحيلها إلى قسم شؤون الرعايا السعوديين في السفارة، بحسب الاختصاص.


المكافأة لا تكفي
• ولكن بعضها من صميم عملكم، كمطالب الطلاب بالإجماع بزيادة المكافآت، بعد ارتفاع الأسعار في مصر وتزايد قيمة إيجار الشقق.. فبم تردون على ذلك؟
- لا أخفيك.. حتى نحن الموظفين نعاني من هذا الارتفاع، وقد لاحظنا زيادة مطردة في الأسعار في السنوات الخمس الماضية بنسبة 400 في المائة، فلك أن تتخيل شقة بسيطة من غرفتين وصالة كانت تؤجر في الشهر الواحد بـ500 جنيه، والآن تتجاوز 2000 جنيه.. فأنا أضم صوتي لهم، وآمل أن تكون هنالك زيادة تشمل الطلاب والموظفين الموفدين في الملحقية الثقافية.
• في المقابل.. وأنا في طريقي إليك لم أتوقع نفسي أنني داخل مقر الملحقية الثقافية، حيث يبدو المبنى قديما ويفتقد الكثير من الخدمات.. فما رأيكم؟
- صحيح، وقد رفعنا إلى وزارة التعليم العالي خطابا طالبنا فيه بضرورة الانتقال من هذا المبنى، ولا نزال في في انتظار الرد، فنحن نحتاج إلى مقر يليق بمكانة وحراك الملحقية، فالمقر الحالي مضى عليه نحو 10 أعوام، وأصبح مزدحما من الداخل، وتحيط به ست مدارس، ولا توجد له مواقف للسيارات، لا للموظفين ولا الطلاب ولا المراجعين.

مخطط لتأسيس ناد طلابي
• يرى الكثير من الطلاب أن الأندية الطلابية لا تؤدي دورها على الوجه الأكمل، وأن عدد الطلاب أوسع من واقعها.. هل هذا صحيح؟
- يوجد في مصر ناديان للطلاب السعوديين، الأول في القاهرة والآخر في الإسكندرية، وبطبيعة الحال يعد النادي هو المظلة الأساسية لتجمع الطلاب السعوديين، فهناك مناسبات يرعاها سفير خادم الحرمين الشريفين في القاهرة وتحت رعاية السفارة كاليوم الوطني مثلا، وهناك مناسبات أخرى تنصب لها خيمة في إحدى الجامعات تحت علم المملكة مثل «أيام الشعوب». والحقيقة أن هناك مقترحات بإنشاء مبنى متكامل، يحتضن وحدات إدارية وتعليمية وسكنية وثقافية، وأرسلت كافة مخططات المشروع إلى الوزارة، فطلب المسؤولون في الوزارة موافاتهم بدراسة وافية عن إمكانية البناء وتكلفته، فتم استيفاء ذلك، وننتظر ردها على أن تتولى الوزارة مهمة الإشراف الكامل عليه.
• ما أبرز التحديات والمعوقات التي تواجهكم مع الطلاب السعوديين تحديدا؟
- العقبات ليست كثيرة، لتعاون الطلاب السعوديين مع الملحقية، وهذا أمر يشكرون عليه، بينما في البداية أبدى الكثير منهم امتعاضه من تطبيق الملحقية التعاملات الإلكترونية، وأصر حوالي 85 في المائة منهم على الحضور بأنفسهم إلى الملحقية للتقدم بطلباتهم ومتابعة معاملاتهم، فأفهمناهم أن الرفع عبر البوابة الإلكترونية إجراء لا بد منه، كونه يحفظ حق الطالب، ويجعله مطلعا على تاريخ تقديمه الطلب، ووقت إنجازه، والمحطات التي تأخر عندها، وقد تجاوب غالبيتهم مع ذلك. وهناك إشكالات يشترك فيها الطالب، فمثلا يتأخر بعضهم عن موعد بداية الدراسة، فترسل إليه إنذارات تحاط بها الملحقية، فيتضايق بعضهم، رغم أنها إجراءات أكاديمية بحتة.

الملحقية تقاضي الجامعات
• وبم تقيمون تجاوب الجامعات والمعاهد المصرية معكم في حل مشكلات الطلاب؟
- حقيقة هناك مشكلات واضحة في هذا الجانب، وإن حاولنا حل بعضها وديا من خلال الاتصال برؤساء الأقسام أو عمادة الكليات، حتى أنني ذهبت شخصيا لمديري الجامعات لحل مشكلات بعض الطلاب، وكذلك المساعد للشؤون الأكاديمية والتعليمية، فرصدنا ـ بصراحة ـ تعنت أساتذة مع طلاب الدراسات العليا تحديدا، حيث يفرضون عليهم أمورا ليست من صميم المرحلة الأكاديمية، ما دفعنا إلى رفع قضية رسمية ضدهم لدى الجهات المعنية، وقد كسبنا قضيتين حتى الآن لصالح طلاب سقطوا ورسبوا في المقررات، فمثلا سقط طالب في مقررات الماجستير دون مبرر واضح، وبعد مداولات دامت نحو ثمانية أشهر، صدر الحكم بنجاح الطالب، وتمكينه من تسجيل بحث الماجستير.
• لهذا طالب بعض طلاب الدراسات العليا بأن تكون الملحقية طرفا ثالثا بينه وبين المشرف على رسالة الماجستير أو الدكتوراه لمنع مثل هذه التجاوزات ولتيسير الحصول على الشهادة في أسرع ما يمكن.. أليس كذلك؟
- لا أظن أن يسمح بذلك، وإلا فنحن رفعنا خطابا لإحدى الجامعات طلبنا فيه أن تكون الملحقية على اطلاع بما ينجزه الطالب أولا بأول، وذلك لمساعدة الطالب في إنجاز المرحلة ودرءا لحصول أي تأخير، فكان الرفض هو جواب الجامعة، وبرروا ذلك بأن هذه أمور أكاديمية تتعلق بالأقسام وليس للجهات الأخرى حق التدخل فيها، ومع هذا وعدنا الطلاب بأن نتابع معهم أولا بأول، وأن يبعث إلينا ما ينجزه.
• كيف يمكن الاستفادة من الطلاب وقدراتهم في خدمة السفارة والملحقية؟
- نحن نريد أن نزرع لدى الطلاب العمل التطوعي الذي ينشأ من اشتراكهم في النادي، ومشاركتهم في تنفيذ الأعمال الاجتماعية، وكذلك أن يتطوع في العمل مشرفون دراسيون، ليكونوا عنصرا نافعا في مساعدة الطلاب وحل مشكلاتهم داخل الجامعات، ونحن بصدد تفعيل العمل التطوعي قريبا من خلال النادي والاشتراك مع الملحقية.