ليست المرة الأولى التي أزور فيها معرضا للكتاب، ولكنها المرة الأولى التي أغادر المعرض مكرها لارتباطاتي السابقة، إلا أنني بقيت عدة أيام أتجول بين أجنحته المختلفة وحسن تنظيمها، مبتهجا استنشق عبق الحروف، كنت أعيش عرسا ثقافيا بين تلك الكتب، فأنا من جيل يقدر الكتاب وأحب اقتناءه واحتضانه، بينما أبنائي وأحفادي من جيل الكتاب الإلكتروني على قلة قراءتهم.
كان المعرض يمثل المملكة العربية السعودية بجميع أطيافها، رافعا سقف الحرية شعاره «الحوار... ثقافة وسلوك».. تلتقي بين ردهاته الأمراء والوزراء والعلماء، والأدباء وطلاب العلم ورجال الأعمال وكبار السن من الرجال والنساء، حضور لافت للشباب وبعض من ذوي الاحتياجات الخاصة. استوقفني وزير الثقافة والإعلام معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي خوجة، وهو يتجول بين (عناوين الكتب) يلتقط كتابا يتصفحه يدخل في جيبه يدفع ثمنه ويذهب مواصلا جولته.
نجاح معرض الكتاب وكثافة الزوار يدحضان من كان يراهن على انقراض الكتاب الورقي وزواله مستقبلا ليحل محله الكتاب الإلكتروني، كما راهنوا على الصحف والمجلات الورقية، وهناك معارض دولية ناجحة للكتاب تقام سنويا مثل معرض القاهرة ومعرض الشارقة ومعرض الدار البيضاء ومعرض ماليزيا ومعرض فرانكفورت ولها روادها.
المعرض هذا العام خلا من بعض (المنغصات)، فقد كان تعامل منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حضاريا ومتصالحا مع العارضين والزوار، يتحدثون معك بابتسامة ويقومون بعملهم بانضباط أبهر الجميع، كانوا لا يتدخلون فيما لا يعنيهم، ينصحون بالمعروف وينهون عن المنكر بالمعروف، ويتركون ما لا يخصهم للجهات الرسمية المسؤولة عن محتويات المعرض، كانوا يقومون بعملهم خير قيام.
كذلك مع المنغصات السابقة ترويج بعض دور النشر لإصداراتهم لرفع أسعارها بأن الكتاب سحب أو ممنوع، ويتم بيعه من تحت الطاولة أو الادعاء بأن بعض الجهات تقوم بشراء الكتاب بكميات لمنع وصوله للآخرين قد اختفت هذا العام.
قدم المعرض هذا العام برنامجا ثقافيا مكثفا بعضه مكرر وورش عمل وجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب وتكريم عدد من الشخصيات يوم الافتتاح.
ثم تخصيص عدد من المنصات للتوقيع، والتي كانت تعج بالمؤلفين للتوقيع على كتبهم، وإن كان بعضهم أسماء مغمورة، ويلاحظ هذا العام أن إدارة المعرض لم تسمح بالتوقيع في أجنحة المعرض.
وجود البريد السعودي في المعرض أتاح للزوار شحن مشترياتهم من الكتب وإيصالها إلى مقارهم بالمملكة.. كذلك شراء الكتب عبر الإنترنت وشحنها داخل وخارج المملكة، وهذه خدمة جديدة لزوار معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام.
رغم نجاح المعرض هذا العام كانت هنالك بعض الملاحظات أتمنى أن تقوم وزارة الثقافة والإعلام بالعمل على تلافيها في المعارض ــ إن شاء الله تعالى، منها اختلاف أسعار بعض الكتب في دار النشر حسب الطلب كأننا في بورصة!! وكذلك اختلاف أسعار بعض الكتب من دار نشر إلى أخرى، إضافة إلى ارتفاع أسعار الكتب، وضيق مساحة المعرض وتكدس الأجنحة بالكتب، ما يصعب وصول الزائر للكتاب الذي يحتاجه؛ لذ أرى ضرورة زيادة مساحة المعرض في الأعوام القادمة، وبخاصة بعد أن تم فقط قبول اشتراك 970 دار نشر، ورفض أكثر من 475 دار نشر ــ كما صرح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، ما يعني حرمنا من عدد هائل من الكتب.
كان المؤمل من المعرض هذا العام رفع سقف الإبداع؛ لأن تكرار وجود كتب تجار الشنطة والإسهاب في تقديم كتب الروايات التي تعتبر غوغائية في الطرح بعضها هزيلة المضمون.
المعرض يقام سنويا في الرياض، حبذا لو يقام كل سنتين، ويقام سنة في جدة وسنة في الدمام... وهكذا، ما يوسع دائرة المشاركة وتحقيق المنفعة للجميع.
شكرا لوزارة الثقافة والإعلام ولوزيرها الأديب الشاعر معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ونائبه معالي الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر، على هذه التظاهرة الثقافية السعودية التي عشناها أياما في معرض الرياض وفتح أبواب الثقافة والمعرفة للجميع.
وبالله التوفيق..
* مدير عام مؤسسة البلاد للصحافة والنشر (سابقا).
كان المعرض يمثل المملكة العربية السعودية بجميع أطيافها، رافعا سقف الحرية شعاره «الحوار... ثقافة وسلوك».. تلتقي بين ردهاته الأمراء والوزراء والعلماء، والأدباء وطلاب العلم ورجال الأعمال وكبار السن من الرجال والنساء، حضور لافت للشباب وبعض من ذوي الاحتياجات الخاصة. استوقفني وزير الثقافة والإعلام معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي خوجة، وهو يتجول بين (عناوين الكتب) يلتقط كتابا يتصفحه يدخل في جيبه يدفع ثمنه ويذهب مواصلا جولته.
نجاح معرض الكتاب وكثافة الزوار يدحضان من كان يراهن على انقراض الكتاب الورقي وزواله مستقبلا ليحل محله الكتاب الإلكتروني، كما راهنوا على الصحف والمجلات الورقية، وهناك معارض دولية ناجحة للكتاب تقام سنويا مثل معرض القاهرة ومعرض الشارقة ومعرض الدار البيضاء ومعرض ماليزيا ومعرض فرانكفورت ولها روادها.
المعرض هذا العام خلا من بعض (المنغصات)، فقد كان تعامل منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حضاريا ومتصالحا مع العارضين والزوار، يتحدثون معك بابتسامة ويقومون بعملهم بانضباط أبهر الجميع، كانوا لا يتدخلون فيما لا يعنيهم، ينصحون بالمعروف وينهون عن المنكر بالمعروف، ويتركون ما لا يخصهم للجهات الرسمية المسؤولة عن محتويات المعرض، كانوا يقومون بعملهم خير قيام.
كذلك مع المنغصات السابقة ترويج بعض دور النشر لإصداراتهم لرفع أسعارها بأن الكتاب سحب أو ممنوع، ويتم بيعه من تحت الطاولة أو الادعاء بأن بعض الجهات تقوم بشراء الكتاب بكميات لمنع وصوله للآخرين قد اختفت هذا العام.
قدم المعرض هذا العام برنامجا ثقافيا مكثفا بعضه مكرر وورش عمل وجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب وتكريم عدد من الشخصيات يوم الافتتاح.
ثم تخصيص عدد من المنصات للتوقيع، والتي كانت تعج بالمؤلفين للتوقيع على كتبهم، وإن كان بعضهم أسماء مغمورة، ويلاحظ هذا العام أن إدارة المعرض لم تسمح بالتوقيع في أجنحة المعرض.
وجود البريد السعودي في المعرض أتاح للزوار شحن مشترياتهم من الكتب وإيصالها إلى مقارهم بالمملكة.. كذلك شراء الكتب عبر الإنترنت وشحنها داخل وخارج المملكة، وهذه خدمة جديدة لزوار معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام.
رغم نجاح المعرض هذا العام كانت هنالك بعض الملاحظات أتمنى أن تقوم وزارة الثقافة والإعلام بالعمل على تلافيها في المعارض ــ إن شاء الله تعالى، منها اختلاف أسعار بعض الكتب في دار النشر حسب الطلب كأننا في بورصة!! وكذلك اختلاف أسعار بعض الكتب من دار نشر إلى أخرى، إضافة إلى ارتفاع أسعار الكتب، وضيق مساحة المعرض وتكدس الأجنحة بالكتب، ما يصعب وصول الزائر للكتاب الذي يحتاجه؛ لذ أرى ضرورة زيادة مساحة المعرض في الأعوام القادمة، وبخاصة بعد أن تم فقط قبول اشتراك 970 دار نشر، ورفض أكثر من 475 دار نشر ــ كما صرح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، ما يعني حرمنا من عدد هائل من الكتب.
كان المؤمل من المعرض هذا العام رفع سقف الإبداع؛ لأن تكرار وجود كتب تجار الشنطة والإسهاب في تقديم كتب الروايات التي تعتبر غوغائية في الطرح بعضها هزيلة المضمون.
المعرض يقام سنويا في الرياض، حبذا لو يقام كل سنتين، ويقام سنة في جدة وسنة في الدمام... وهكذا، ما يوسع دائرة المشاركة وتحقيق المنفعة للجميع.
شكرا لوزارة الثقافة والإعلام ولوزيرها الأديب الشاعر معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ونائبه معالي الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر، على هذه التظاهرة الثقافية السعودية التي عشناها أياما في معرض الرياض وفتح أبواب الثقافة والمعرفة للجميع.
وبالله التوفيق..
* مدير عام مؤسسة البلاد للصحافة والنشر (سابقا).