يبدو أن السحر أزلي في دأب البشر؛ فقد مارسه المصريون القدماء، وغيرهم من الأمم العريقة في الحضارة، ولذلك جاءت معجزة موسى إبطال شعوذة السحرة وإظهار خداعهم، فكان إلقاء عصاه لتتلقف ما كانوا به يتباهون في أيام الزينة والمهرجانات، ففضحهم وأبطل مساعيهم.
ولم يكن قدماء العرب بدعا من هذا الشأن، حيث كانت الكهانة والعرافة والسحر والتأخيذ من بعض يومياتهم ومعتقداتهم على عهد الجاهلية خصوصا. وقد اشتهر كهان وكاهنات في بلاد العرب عرفوا باستعمال لغة خالصة لهم تتسم بالغموض والغرابة والإيجاز والسجع. وإذا كانت بعض الأعرابيات اشتهرن بممارسة السحر احترافيا، كما لا يزال بعض العجائز يمارسنه إلى يومنا هذا، في كثير من البلدان العربية، فإن أي امرأة، في مستوى معين من حياتها الزوجية والعاطفية، كانت تحفظ بعض العبارات السحرية الموروثة تؤخذ بها زوجها حتى لا يفلت منها، فيتزوج عليها.
وقد أطلقت العرب على ذلك مصطلح «التأخيذ»، الذي من معانيه الحبس والقيد، حتى إنهم كانوا يطلقون على الأسير في الحرب: «الأخيذ»؛ لأنه كان يؤخذ فيحبس ويقيد، ومنه ما ورد في أمثالهم السائرة، وأقوالهم الجارية، عن بعض ذلك: «أكذب من أخيذ الجيش»! أي أكذب من الأسير الذي يأسره الأعداء فيحاولون الاستعانة به على معرفة أسرار قومه لينالوا منهم في الحرب بأقل الأضرار والأخطار، فهو لا يزال يكذبهم، في الحقيقة، ولا يصدقهم شيئا.. فكأن معنى التأخيذ، إذن، احتيال، أو التماس للقوة الخارقة، من زوجة على زوجها، لتحبسه عن غيرها من النساء فلا يخونها، ويتعلق بها وحدها.
ومن أشهر عبارات التأخيذ التي كانت جارية بين نساء الأعراب في الجاهلية قول إحداهن، كما ورد ذلك في بعض أمات المعاجم العربية: «أخذته في دباء، مملأ من الماء، معلق بترشاء، فلا يزل في تمشاء، وعينه في تبكاء»!، فهذه الزوجة الأعرابية كانت تريد أن تقيد زوجها، وتتحكم في سلوكه حين يغيب عنها خصوصا، وذلك من خلال قراءة هذه التأخيذة العجيبة عن أن ينظر إلى غيرها بأن جعلته كالشيء الذي يستقر في قعرة دباءة، أي في القرع ــ أو اليقطين ــ الملآن الذي كان يتخذ إناء لبعض السوائل قبل استعمال الصحاف الخزفية والأواني النحاسية، ثم تعلق تلك الدباءة في ترشاء (أي في حبل)، وذلك حتى تتمكن منه الأخذة السحرية فيمسي هائما على وجهه، حبا في صاحبته، وهياما بغرامها!...
وعلى بطلان السحر، فالضعيفات من النساء يتمسكن به عبثا، لأنهن يعتقدن أنه يخلصهن مما يقعن فيه من المواقف العصيبة!.
ولم يكن قدماء العرب بدعا من هذا الشأن، حيث كانت الكهانة والعرافة والسحر والتأخيذ من بعض يومياتهم ومعتقداتهم على عهد الجاهلية خصوصا. وقد اشتهر كهان وكاهنات في بلاد العرب عرفوا باستعمال لغة خالصة لهم تتسم بالغموض والغرابة والإيجاز والسجع. وإذا كانت بعض الأعرابيات اشتهرن بممارسة السحر احترافيا، كما لا يزال بعض العجائز يمارسنه إلى يومنا هذا، في كثير من البلدان العربية، فإن أي امرأة، في مستوى معين من حياتها الزوجية والعاطفية، كانت تحفظ بعض العبارات السحرية الموروثة تؤخذ بها زوجها حتى لا يفلت منها، فيتزوج عليها.
وقد أطلقت العرب على ذلك مصطلح «التأخيذ»، الذي من معانيه الحبس والقيد، حتى إنهم كانوا يطلقون على الأسير في الحرب: «الأخيذ»؛ لأنه كان يؤخذ فيحبس ويقيد، ومنه ما ورد في أمثالهم السائرة، وأقوالهم الجارية، عن بعض ذلك: «أكذب من أخيذ الجيش»! أي أكذب من الأسير الذي يأسره الأعداء فيحاولون الاستعانة به على معرفة أسرار قومه لينالوا منهم في الحرب بأقل الأضرار والأخطار، فهو لا يزال يكذبهم، في الحقيقة، ولا يصدقهم شيئا.. فكأن معنى التأخيذ، إذن، احتيال، أو التماس للقوة الخارقة، من زوجة على زوجها، لتحبسه عن غيرها من النساء فلا يخونها، ويتعلق بها وحدها.
ومن أشهر عبارات التأخيذ التي كانت جارية بين نساء الأعراب في الجاهلية قول إحداهن، كما ورد ذلك في بعض أمات المعاجم العربية: «أخذته في دباء، مملأ من الماء، معلق بترشاء، فلا يزل في تمشاء، وعينه في تبكاء»!، فهذه الزوجة الأعرابية كانت تريد أن تقيد زوجها، وتتحكم في سلوكه حين يغيب عنها خصوصا، وذلك من خلال قراءة هذه التأخيذة العجيبة عن أن ينظر إلى غيرها بأن جعلته كالشيء الذي يستقر في قعرة دباءة، أي في القرع ــ أو اليقطين ــ الملآن الذي كان يتخذ إناء لبعض السوائل قبل استعمال الصحاف الخزفية والأواني النحاسية، ثم تعلق تلك الدباءة في ترشاء (أي في حبل)، وذلك حتى تتمكن منه الأخذة السحرية فيمسي هائما على وجهه، حبا في صاحبته، وهياما بغرامها!...
وعلى بطلان السحر، فالضعيفات من النساء يتمسكن به عبثا، لأنهن يعتقدن أنه يخلصهن مما يقعن فيه من المواقف العصيبة!.