-A +A
عبدالعزيز بن عثمان بن صقر
الإعلان عن ضبط شبكة تجسس في المملكة تعمل لحساب دولة أجنبية تضم 16 سعوديا ولبنانيا وإيرانيا في أربع مناطق سعودية جزء من مشهد يجسد مسلك الدول ذات الطبيعة التجسسية التي تعشق العمل في الظلام، ولا تلتزم بمعاهدات أو مواثيق أو حقوق الجوار أو ما يقره الدين الإسلامي الذي تتخذه غطاء كذبا وبهتانا، وتتدثر بشعارات ظاهرها غير باطنها، لكن نعرف حقيقة غاياتها وأهدافها، ونعلم طبيعة مواقفها وسياساتها، فهي دأبت على تسخير جهدها ومواردهاللتجسس على الدول العربية عامة والخليجية خاصة، بغية اختراق هذه الدول وتشكيل طابور خامس يخدم مصالح هذه الدولة المارقة الضالة المضلة، المفسدة في الأرض.
هذه الدولة، وأعني إيران، تنتهج هذا النهج منذ حكم الشاه الذي كان يخطط لإحياء الامبراطورية الفارسية على أساس قومي (فارسي) يناصب العروبة العداء، وجاءت ثورة ولاية الفقيه لتعيد إحياء هذه النعرة لكن برداء الطائفية المقيتة من خلال محاولة إدخال المنطقة العربية عامة والخليجية خاصة تحت وصاية «قم» مستغلة اللعب بالورقة الطائفية، وجهل ضعاف النفوس بغايات طهران التي لا علاقة لها بالإسلام، بل تريد تحويل منطقة الخليج إلى ملعب إيراني، فعمليات تمدد النفوذ ونشر شبكات التجسس تتوالى، ولم ولن تتوقف سواء في اليمن، البحرين، الكويت، مصر، المغرب، لبنان وغيرها خاصة أن طهران تبدو في حالة سعار بعد أن أوشك حليفها بشار الأسد على السقوط، وكذلك اهتزاز الأرض تحت نظام بغداد الذي يحكم تحت وصايتها، فسقوط الأسد سوف يحرم الدولة الفارسية من اختراق العمق العربي الذي منحها دعم ذراعها العسكري وهو ميليشيا حزب الله اللبناني، كما أن سقوط الأسد يحرمها من التواجد على حدود صديقتها غير المعلنة إسرائيل، حيث تتحذ طهران من النظام السوري وحزب الله أوراقا لمساومة تل أبيب وواشنطن على مصالح خاصة غير معلنة، وتتم هذه المساومة تحت غطاء مفتعل وكاذب من الهجوم الإعلامي الفضفاض.

علينا تحصين مجتمعاتنا من الطابور الخامس، ومباركة خطوات أجهزتنا الأمنية الواعية، والاصطفاف خلف قيادتنا، لحماية وحدة وسلامة وطننا ومواطنينا فالمحاولات الإيرانية لن تنتهي مادام مشروعها الطائفي الفارسي قائما.