-A +A
سامي القرشي
الفيفا كان أكثر الجهات فرحا بانتخاباتنا الرياضية والتي وصل بموجبها عيد إلى كرسي رئاسة الاتحاد، بل إن فرحه كان أكثر من ابتهاج سوادنا الأعظم ولأسباب معلومة وهي أن الفيفا ينظر إلى مستقبل اللعبة على يد من يفهم رياضة بلدنا في الوقت الذي ننظر نحن فيه لانتصار ولدنا.
في كل دول العالم الباحثة عن مصلحة اللعبة يتناحرون للحصول على المنصب الرياضي الأكبر ولكن حينما ينفض السامر وتشرب كل أرض ماءها وتنتهي الحفلة بفائز فإن الخاسر وكل معسكره يعيدون برمجة كل أفكارهم التنافسية باتجاه دعم لمنافس أمس من أجل رياضة مستقبل.
لدينا، وبعد تتويج عيد حدث العكس، فالمعسكر الخاسر بكل ألوانه وشخصياته وضع كامل ثقله باتجاه كيف نثبت لكل الوسط الرياضي أن عيد لم يكن الخيار الأمثل من خلال جمع التكتلات وزرع كل العقبات في طريقه وأما ما كنا نسمع عنه من تقديم لمصلحة عامة فهو أشبه بكاميرا خفية.
ما أراه واضحا أمامي من المشهد الرياضي في الصحف والبرامج ومواقع التواصل وعلى لسان بعض رؤساء الأندية إعلامها ومن يتبعها لا يتجاوز كونه (سوف نسقط رئيسكم) وهو الأمر والذي أراه واضعا رياضتنا في دوامة لن تنتهي، تسقطون اليوم ونسقط غدا ورياضتنا لن تتقدم أبدا.
أنديتنا ومن يقوم عليها (رؤساؤها، أعضاء شرفها، إعلامها وجماهيرها) تتباهى بجمع البطولات والألقاب، فهذا الشمس وذاك القمر ونحن الأسد وهم الصقر ليبقى اللقب الأهم والذي أضمن لصحابه دخول كتب التاريخ ويسري الفخر والعجب بين عجم وعرب هو (من أسقط أول اتحاد منتخب؟!).
سيسجل التاريخ لأصحابه أول رئيس سعى لإسقاط أول شخصية رياضية منتخبة لاتحاد بلده وسوف يسجل التاريخ لأصحابه أول إعلام سعى ضد تيار التغيير في مسيرة رياضة وطنه وسوف يسجل التاريخ لأصحابه أول من أعاد رياضتنا إلى كان وفاز بلقب (أنا ومن بعدي الطوفان).