من الذكاء أن تستمع إلى الجميع، وألا تنصت إلا للثقات. الثقات فقط!.
أعلم أنك قد قرأت مرادفا للعبارة السابقة بصيغ مختلفة في مؤلفات تحكي تجارب حياتية لرموز ناجحة في عوالم الأدب والفن والسياسة وغيرها، محليا أو عالميا. والأكيد أن تلك الأسماء لم تسطر كلماتها لي ولك، إلا حرصا على حمايتنا، بعد أن تلوت من الألم جراء قرصة هنا، وصفعة هناك!
لكننا مع ذلك نندفع بقوة وسذاجة تجاه وميض محبة كاذب، هدفه الوحيد الوصول إلى مولد الطاقة الإيجابية بداخلنا، وإيقافه للأبد، فنتخبط ونصبح فريسة سهلة لليأس، وتشتت الأهداف والتوهان. ولم أجد تفسيرا لذلك الاندفاع سوى الرغبة في تذوق مرارة التجربة. الأمر أشبه ما يكون بما تقوم به الزهرة الجميلة المفترسة المسماة بـ «الديونيا». فتلك الزهرة ذات الألوان الزاهية، تقف مبتسمة وهي تمد ذراعيها وكأنها تستعد لاستقبال ضيف عزيز بعد طول غياب، وفي اللحظة التي يصل فيها الضيف، تنطبق عليه وتفرز إنزيمات حارقة لقتله وتحليله في الحال!
هذه الصورة بتفاصيلها تطابق ما نواجهه هذه الأيام، وأنا على يقين بأنك يا عزيزي القارئ قد التقيت بمن أسميتهم «الديونيون» نسبة إلى الديونيا، وبما أنك تقرأ هذه الحروف، فأنت بالتأكيد نجوت من فكوكهم الحادة بأعجوبة بعد أن أطلقت ساقيك للريح، كما فعل أحمد!
فأحمد لا يذكر موقفا كان قلبه يرفرف فيه بسعادة إلا وحاول فيه أحدهم إيقاف نبضه بكلمتين وإيماءة! فحين ابتاع السيارة التي تعب وصبر كثيرا لجمع الدفعة الأولى من أقساطها، لم يتردد أحدهم في سرقة لحظات رضاه، بأن يهمس له وهو يلوح بمفتاحها، بأنه وقع ضحية استغفال من البائع أو الشركة! وكلما انطلق نحو تحد جديد فوجئ بمن يحذره من عاقبة تهوره، بحجة أنه يفتقر إلى أبسط المقومات لخوض التحديات، و تجاوز العقبات! وكم سمع جمل الإطراء المعلبة التي تبدأ بـ «ممتاز» و «رائع» وتنتهي بـ «بس» و «لكن» !
أخيرا أقول، الديونيون هم أشباه بشر، يقتاتون على ضعفك، ويرهبهم نجاحك، وتعذبهم سعادتك. خلقوا لك، ليكونوا دافعا لا عقبة في طريقك، فهم كالأحجية التي تحفز عقلك، وتستفز رغبتك في انتزاع الحلم من أنياب المستحيل!
Randa_sheikh@yahoo.com
أعلم أنك قد قرأت مرادفا للعبارة السابقة بصيغ مختلفة في مؤلفات تحكي تجارب حياتية لرموز ناجحة في عوالم الأدب والفن والسياسة وغيرها، محليا أو عالميا. والأكيد أن تلك الأسماء لم تسطر كلماتها لي ولك، إلا حرصا على حمايتنا، بعد أن تلوت من الألم جراء قرصة هنا، وصفعة هناك!
لكننا مع ذلك نندفع بقوة وسذاجة تجاه وميض محبة كاذب، هدفه الوحيد الوصول إلى مولد الطاقة الإيجابية بداخلنا، وإيقافه للأبد، فنتخبط ونصبح فريسة سهلة لليأس، وتشتت الأهداف والتوهان. ولم أجد تفسيرا لذلك الاندفاع سوى الرغبة في تذوق مرارة التجربة. الأمر أشبه ما يكون بما تقوم به الزهرة الجميلة المفترسة المسماة بـ «الديونيا». فتلك الزهرة ذات الألوان الزاهية، تقف مبتسمة وهي تمد ذراعيها وكأنها تستعد لاستقبال ضيف عزيز بعد طول غياب، وفي اللحظة التي يصل فيها الضيف، تنطبق عليه وتفرز إنزيمات حارقة لقتله وتحليله في الحال!
هذه الصورة بتفاصيلها تطابق ما نواجهه هذه الأيام، وأنا على يقين بأنك يا عزيزي القارئ قد التقيت بمن أسميتهم «الديونيون» نسبة إلى الديونيا، وبما أنك تقرأ هذه الحروف، فأنت بالتأكيد نجوت من فكوكهم الحادة بأعجوبة بعد أن أطلقت ساقيك للريح، كما فعل أحمد!
فأحمد لا يذكر موقفا كان قلبه يرفرف فيه بسعادة إلا وحاول فيه أحدهم إيقاف نبضه بكلمتين وإيماءة! فحين ابتاع السيارة التي تعب وصبر كثيرا لجمع الدفعة الأولى من أقساطها، لم يتردد أحدهم في سرقة لحظات رضاه، بأن يهمس له وهو يلوح بمفتاحها، بأنه وقع ضحية استغفال من البائع أو الشركة! وكلما انطلق نحو تحد جديد فوجئ بمن يحذره من عاقبة تهوره، بحجة أنه يفتقر إلى أبسط المقومات لخوض التحديات، و تجاوز العقبات! وكم سمع جمل الإطراء المعلبة التي تبدأ بـ «ممتاز» و «رائع» وتنتهي بـ «بس» و «لكن» !
أخيرا أقول، الديونيون هم أشباه بشر، يقتاتون على ضعفك، ويرهبهم نجاحك، وتعذبهم سعادتك. خلقوا لك، ليكونوا دافعا لا عقبة في طريقك، فهم كالأحجية التي تحفز عقلك، وتستفز رغبتك في انتزاع الحلم من أنياب المستحيل!
Randa_sheikh@yahoo.com