-A +A
محمد داوود، حسين هزازي (جدة)
تشارك المملكة دول العالم اليوم الاحتفال باليوم العالمي للتوحد، نشرا للتوعية بالاضطراب في النمو العصبي وتأثيره على تطور وظائف العقل، والمطالبة بكشف أسبابه التي لم تتضح حتى الآن، وقد أكد الأخصائي ياسر بن محمود الفهد في رؤية علمية له حول مسببات التوحد أنه لا توجد حتى الآن نظرية واحدة مقنعة لسبب واحد يكمن وراء إصابة الأطفال بالتوحد خلال الثلاث السنوات الأولى، فربما تكون هناك أسباب عديدة وأن معظم الباحثين لديهم القناعة التامة بأن السبب بيولوجي أكثر من كونه نفسيا.
وقد يحدث التوحد أو ما يشابهه تماما لدى الأطفال الذين يعانون من التلف العضوي بالدماغ، والأعراض فريدة ودقيقة للغاية، ومايزال هناك جدل حول الاختلافات العصبية في دماغ الأشخاص التوحديين بالمقارنة بغيرهم من الأشخاص العاديين، فيما يظهر من الدلائل المتحصل عليها عبر الكشف بالرنين المغناطيسي وجود تغييرات مسامية دقيقة في الدماغ التوحدي، وزيادة حدوث النوبات المرضية (الصرع) تشير إلى اختلافات عصبية أيضا (20% - 30% نشأت لديهم نوبات صرع في مرحلة المراهقة).

وينظم مركز جدة للتوحد اليوم العديد من الفعاليات بهذا اليوم منها إطلاق البالون الأزرق في كورنيش جدة ضمن المشاركة في الحملة العالمية لتأثير اللون الأزرق الإيجابي على أطفال التوحد من خلال إضاءة عدة مواقع به تكثيفا للوعي الاجتماعي.
ووفقا للتقديرات العالمية هناك حالة توحد في كل (88) مولودا، وبذلك فإن احتمالية عدد المصابين في المملكة تصل إلى (322.459) مصابا، قياسا على عدد السكان البالغ (29.195.895).
وتعد المملكة أول دولة في الشرق الأوسط يؤسس فيها مركز للتوحد على مستوى الشرق الأوسط عام 1993م، وأسست الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجدة مركز جدة للتوحد كأول مركز عربي يؤسس في المنطقة، وحصل على جائزة أفضل مشروع رائد في مجال العمل الاجتماعي ضمن الدورة 26 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في سلطنة عمان – مسقط 1430هـ، تقديرا لدوره في مسيرة التنمية المستدامة التي تنفذها مؤسسات القطاعين الأهلي والخاص على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وقد وقفت الإحصائيات لمرضى التوحد في المملكة عند 16 مركزا، فيما أظهرت نتائج البحث الوطني عن التوحد المحكم الذي أجرته جامعة الملك سعود بالتعاون مع الجمعية السعودية الخيرية للتوحد عام 1428، أن التوحد في المملكة بلغ 120 ألف حالة وتتزايد حالته بشكل مضطرد، بينما يصيب التوحد في أنحاء العالم 67 مليون شخص أبرزها نوعا التوحد التقليدي وعرض اسبيرجر وعرض ريت، إلى جانب اضطراب الطفولة التحللي واضطراب النمو الشامل غير المحدد، بينما قام مركز جدة للتوحد بدراسة إحصائية تركزت في مكة المكرمة والوسطى والشرقية ومنطقة عسير وأحصت خلال ذلك 680 طالبا يعانون من مرض التوحد، في وقت قامت فيه الجمعية السعودية الخيرية للتوحد بتعديل شروط القبول لتناسب الإقبال الكبير على وحداتها.