-A +A
عبدالعزيز بن عثمان بن صقر
من الواضح أن كثيرا من القضايا العربية هي قضايا الفرص الضائعة ، فهذا ما أكدته قضية العرب الأم القضية الفلسطينية، والأزمة السورية الحالية، ففي القضية الأولى والمستمرة منذ أكثر من 60 عاما أضاعت إسرائيل بتعنت وصلف كل الفرص التي جاءت لتهب السلام للمنطقة ومن أهمها المبادرة العربية التي طرحتها المملكة وأقرتها كافة القمم العربية منذ مطلع الألفية الثالثة، وهذا ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الدوحة الأخيرة، حيث قال «لا نرى إمكانية حل لهذا النزاع ما لم يحدث تغير في سياسة الحكومة الإسرائيلية وطريقة تعاطيها مع الحلول والمبادرات المطروحة التي سعت إلى إفشالها وتفريغها من مضامينها من خلال سياسات الاستيطان والقمع وقضم الأراضي والانتهاكات المستمرة لأبسط الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني». ومن الواضح أن إسرائيل غير آبهة بالمبادرات الإقليمية والدولية، وتطور الأوضاع في المنطقة والعالم لأنها دأبت على تفويت الفرص، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح فلسطين صفة مراقب يجسد رغبة دولية في الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني وهو ما يجب البناء عليه في التحرك العربي المستقبلي الذي يجب أن تقابله مصالحة فلسطينية وإلا فإن كل الجهود ستكون سدى فليس من المعقول أن يتبنى العالم قضية يختلف عليها أبناؤها.
القضية الأخرى والتي تشهد اهتماما عربيا وعالميا والتي أولاها خادم الحرمين الشريفين أهمية كبيرة أمام قمة الدوحة مؤخرا هي الأزمة السورية التي أهدر كل فرص حلها بشار بإصرار وانحياز للقتل وسفك الدماء ما جعل العالم كله يقف ضده إلا إيران وروسيا لأسباب آيدلوجية ومصالح معروفة، ولعل الثورة حققت مكسبها الإقليمي الأول والذي تمثل في منحها مقعد دمشق في القمة، وإقرار مبدأ تولي كل دولة تسليح المعارضة ودعمها كما ترى، وفي النهاية لن يجد الأسد طريقا غير الإقصاء تحت ضغط المقاومة الشعبية التي تقترب من القصر الرئاسي في دمشق، وستكون نهايته السقوط المدوي لأنه لم يقرأ المشهد بدقة وأهدر عشرات الفرص التي كانت كفيلة بنجاة سورية وشعبها وحكامها، لكن هذا هو مصير من لا يستمع للعقل والعقلاء.


habutalib@hotmail.com