-A +A
عبدالله ابو السمح
ندعو الله أن يكتب النجاح للاتفاق الوطني بين الفلسطينيين والالتزام به، والتوقف عن الاقتتال بين الإخوة، وهو اتفاق تعاهدوا عليه في أقدس مكان عند المسلمين، وبرعاية مخلصة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ندعو الله ونبتهل أن تستقر الأحوال في فلسطين، فذلك في مصلحة الجميع داخل فلسطين وخارجها في الدول الإسلامية، لأن الشحن العاطفي للمواطن والتهييج والإثارة مع الفشل المستمر في تحقيق أي انجاز إلا الأخبار الدامية والمكدرة تنعكس بخيبة أمل ومشاعر بالظلم والعجز والغيظ والإحساس بالإحباط.. هذه جميعاً تنعكس لا شعورياً على المواطن وعلى المجتمع، وتتولّد منها تصرفات وسلوكيات ذميمة وعنف منعكس على الذات، وخذ مثلاً على ذلك ظهور جرائم جديدة وانحرافات في السلوك لم نألفها ولم نعرف عنها مثل حوادث العنف الأسري، ليس فقط بين الزوجين ولكن موجه من الأبناء ضد الوالدين أو العكس. وأخبار الصحف تفيض الآن بأخبار الأبناء الذين يقتلون والديهم أو العنف ضد الأبناء، وأيضاً عنف الطلبة ضد المدرسين والاعتداء عليهم، في رأيي كل ذلك من الشحن العاطفي والإثارة المبالغ فيها عن أحداث فلسطين والتي تتولد منها تشوهات نفسية وبعضها إجرامية وشاذة في نفوس المشاهدين، هذا الإحباط المُدمر والشعور بالعجز مع التهييج والإثارة هو ما يُولّد كل هذه السلوكيات الشاذة في المجتمع. أرجو وأتمنى لو أن صحفنا وقنواتنا التلفزيونية تتوقف عن نقل أخبار الصراع -إلا الضروري جداً وغير المشبع بالاستفزاز والإثارة- في فلسطين، وأن يكون النقل هادئاً غير ديماغوجي، فلن يحل قضية فلسطين إلا العقل والتمشي مع الواقع، والبحث عن السلام. لقد هزمنا في حرب الأيام الستة بسبب ديماغوجية إذاعة «صوت العرب» وأمثالها التي زرعت في النفوس كل المتناقضات بين الكلام والواقع، وهذه السلوكيات الشاذة نتيجة لذلك.