-A +A
أنور ماجد عشقي
ليس من شك في أن مصطلح «التسويف السياسي» هو مصطلح جديد لم يسبق أن أدرج في قانون السياسة، ويقصد به التلكؤ والتباطؤ في الحسم، فالمجتمع الدولي تلكأ عندما كانت الصين تصنع قنبلتها النووية أثناء الحرب الفيتنامية، فشجعت الولايات المتحدة الهند على صناعة القنبلة النووية لتكون في مواجهة الصين، مما جعل الصين تدعم القنبلة الباكستانية، لتكون في مواجهة الهند وهكذا كان التصعيد النووي.
واليوم يتلكأ العالم في القنبلة الإيرانية النووية إلى حد التسويف، وهناك من يشجع إيران من طرف خفي لتشكل تهديدا للمناطق الحيوية، التي تمثل جزءا من الأمن القومي الأوروبي والأمريكي، وذلك في الشرق الأوسط.

إن وجود قنبلة نووية لدى دولة متزنة وعقلانية وراشدة يمكن السماح به إلى حد ما أن تقع في أيدي دول متطرفة مثل كوريا الشمالية وإيران، فإنها بذلك تهدد باستخدامها ولا تتهيب في اتخاذ خطوات انتحارية باستخدامها لعدم وجود نضج سياسي لديها، وبالتالي فإن ذلك سيهدد المجتمع الدولي والأمن والسلم العالميين سواء للأصدقاء أو الأعداء، خصوصا إذا كان لدى هذه الدول طموحات توسعية وأفكار عدوانية ونوايا سيئة.
ومن المؤكد أن هذه الدول على استعداد بأن تغامر بشعبها وبمكتسابتها في سبيل البقاء الوهمي والصراخ الكاذب، وإن أفضل ما يمكن التعامل به مع هذه الدول هو منعها من امتلاك القدرات النووية واستمرار الضغط عليها من المجتمع الدولي وخاصة من وكالة الطاقة الذرية الدولية التي يجب أن تتحرك بقوة لمنع امتلاك هذه الدول للقدرات النووية وكبح جماحها التوسعي. إن وجود قنبلة نووية متطرفة في منطقة حيوية من العالم كفيل بنسف كل المصالح العالمية وإحداث حالتي توتر وتصعيد، لهذا على المجتمع الدولي أن يعمل بفكر أوسع لمواجهة هذه التحديات عبر وضع سياسات مستقبيلة لمنع انتشار السلاح النووي خاصة لدى إيران هذه الدولة التي أصبحت تهدد الأمن والسلم ليس فقط في المنطقة وإنما في العالم، ووقف محاولاتها للتسويف والمماطلة.