-A +A
أ. ف. ب (لندن)
رحلت مارغريت تاتشر.. لكن لقب "المرأة الحديدية" سيبقى منحوتا في صفحات التاريخ، ذلك اللقب الذي أطلقه عليها السوفيات إبان الحرب الباردة، بقي اسما خالدا في التاريخ البريطاني.
عرفت تاتشر (87 عاما) بأنها محافظة متشددة وليبرالية إلى أبعد حدود ومناهضة شرسة للاشتراكية-الشيوعية ومن كبار المشككين بالمشروع الأوروبي ومعارضة للحركة النسائية ومثيرة جدا للجدل، لكنها تبقى بشكل خاص من عظماء القرن العشرين.. لم تقبل مطلقا بأنصاف الحلول، وهي أول سيدة تتولى رئاسة الوزراء لمدة قياسية في القرن الماضي بحيث حكمت "ماغي" لثلاث ولايات تأرجحت خلالها شعبيتها بين القمة والحضيض.

ولدت تاتشر في 13 أكتوبر 1925 في غرانثام في عمق انكلترا، من والد بقال لكنه كان مبشرا للكنيسة الانجيلية الميتودية. الا انها سرعان ما انضمت الى القيم الفيكتورية (المحافظة) في العمل والنجاح الفردي قبل أن تبدأ دراسة الكيمياء في اوكسفورد ثم المحاماة.
انتخبت تاتشر نائبة حين كانت في الرابعة والثلاثين من عمرها ثم تولت رئاسة حزب المحافظين في 1975 ورئاسة الحكومة بعد أربع سنوات من ذلك.
نجحت تاتشر في فرض نهجها وكلمتها بصوت ناعم كمعلمة مدرسة ونظرة حادة وهي تركز عينيها الزرقاوين في عيني محادثها.
وكان أقرب أصدقائها الرئيس الأمريكي رونالد ريغان الذي رفعت معه "العلاقة المميزة" عبر الأطلسي إلى أعلى قممها. كان "الرجل الثاني في حياتها" بعد دنيس تاتشر على قول كاتبي سيرتها.. تاتشر رحلت ليبدأ التاريخ في كتابة هذه السيرة.. وتحال إلى مشرحة المؤرخين بما لها وما عليها.