-A +A
هاشم الجحدلـــي
لا أدري من هو صاحب مقولة: (لن أقول رأيي حتى يكتمل المشهد، والمشهد دائما لا يكتمل)، ولكنني تذكرت هذه المقولة بكاملها عندما توالت أمام عيني أحداث رجل الهيئة وحرس مهرجان الجنادرية، فعندما بث الشريط الأول المقتضب وتداعياته صور الأمر وكأن حرس المهرجان انقضوا على رجل الهيئة بدون مبرر، بل وسوغ البعض هذا الانقضاض على أنه جاء ردا على محاولة منع فعل جارح وفاضح، وبنى المؤيد والمعارض موقفه على هذا الأساس ــ الشريط الأول؛ لأن بدايته ونهايته تدل على هذا التفسير بشكل شبه مطلق.
ولكن عندما تواترت المشاهد، وظهر للمشاهد عرض آخر للواقعة أوسع مدى وأكثر اكتمالا للمشهد تبين العكس، وبينت الأحداث أن الواقعة ليست كما قيل، وأن الفعل الذي حاول رجل الهيئة منعه ليس إلا رقصة شعبية متوارثة منذ مئات السنين ويؤديها ويشاهدها الجميع، وأن كل ما قام به من تشويش ليس إلا انفعالا غير مبرر.
وبعد ذلك ظهر أيضا بأنه ليس مكلفا لهذه المهمة، بل هو رجل إداري عنده مهام أخرى مناطة به ليس هذا الدور له ولا هو معني به.
ولكي أكون منطقيا لن أدلي بأي رأي حتى تخرج لجنة التحقيق بنتائجها، ولكن ما أريد أن أقوله هو:
ــ كم هي الصورة ملتبسة وغير صادقة أحيانا، وكم نحتاج أن نقول رأينا النهائي بعد أن يكتمل المشهد تماما.. وإلا فإننا سوف نتورط في غواية الصورة.

hbbj19@gmail.com