أفرجت السلطات الفرنسية البارحة الأولى عن مواطن شاب (18 عاما) محتجز في توقيف مطار شارل ديغول منذ يوم الثلاثاء المنصرم، بتهمة الدخول بطريقة غير نظامية، لحصوله على تأشيرة «شنجن» من القنصلية الإيطالية في جدة، بينما كانت فرنسا هي محطته الأولى بين دول الاتحاد الأوربي، بجانب عدم استيفائه شروط الضمان المالي والتأمين الطبي وحجز الفندق، وفقا للأنظمة الفرنسية.
وجاء الإفراج عن المواطن عمار أحمد أمين، الذي ذهب لزيارة والدته المبتثعة في فرنسا، بعد تدخل سفارة المملكة في باريس، وإرسال برقية عاجلة إلى الخارجية الفرنسية، ومطالبتها بواحد من أمرين؛ إما الإفراج عنه وإخلاء سبيله داخل الأراضي الفرنسية، أو إعادته إلى المملكة فورا، وقد لقي ذلك تجاوبا سريعا من قبل الخارجية الفرنسية، حيث خاطبت ـ بدورها ـ وزارة الداخلية الفرنسية، للإفراج عنه.
وأوضح لـ«عكاظ» نائب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور علي بن محمد القرني أن مبرر السلطات الفرنسية في احتجاز المواطن عمار يكمن في أربع نقاط؛ هي دخوله فرنسا بتأشيرة من سفارة إيطاليا، وعدم استيفائه الضمان المالي والتأمين الطبي وحجز الفندق، بجانب وجود معلومات مغلوطة في استمارة التأشيرة، حيث لم يوضح فيها مدة إقامته ورغبته في زيارة والدته، وأرجع الدكتور القرني ذلك إلى لجوء بعض المواطنين إلى مكاتب السياحة والسفر لاستخراج التأشيرات، دون معرفة الشروط والوقوف على تعبئة الاستمارة، وقال «عند استجواب المواطن لاحظ المحققون اختلاف أقواله، في تحديد مدة الإقامة، بحيث كانت تذكرة سفره لاتجاه واحد من جدة إلى باريس، دون حجز العودة، فيما أبلغ المحققين برغبته في زيارة والدته دون أن يوضح ذلك عند طلبه التأشيرة من القنصلية الإيطالية في جدة، ما استدعى إجراء مخاطبات بين الخارجيتين الفرنسية والإيطالية»، مشيرًا إلى حصول المواطن على التأشيرة من خلال مكتب للسياحة في مكة المكرمة مقابل 950 ريالا، وقال نائب السفير إنه باشر الواقعة بنفسه، حيث زار المواطن في توقيف المطار، وأمضى معه 4 ساعات ونصف الساعة، لحين حصوله على وعد قاطع بالإفراج عنه، مؤكدا أن ذلك من صميم عمله، وليس له فضل فيه ولا منة.
محاذير تأشيرة شنجن
ونبه القرني المواطنين بضرورة الحصول على تأشيرة دخول دول الاتحاد الأوربي «شنجن» من السفارة أو القنصلية التي تمثل الوجهة الأولى للسفر، وفقا لما ينص عليه نظام السفر في الاتحاد الأوربي، إذ يمنح الدول صلاحية منع أي مسافر يدخل إليها في حالة حصوله على تأشيرة من سفارة دولة أخرى.
وأهاب الدكتور القرني المواطنين الراغبين في السفر إلى فرنسا بزيارة موقع سفارة المملكة في باريس، للاطلاع على الأنظمة والقوانين المهمة في هذا الصدد.
تأخر الملحقية
إلى ذلك؛ أوضحت لـ«عكاظ» شروق منير عرب، والدة المواطن أنها قطعت مسافة 400 كيلومتر من مقر إقامتها في مدينة بوزنسون شرقي فرنسا، إلى باريس لمتابعة حالة ابنها، وقالت «اضطررت لدفع مبلغ 1300 يورو كضمان مالي، وتحديد عودته بعد أسبوعين إلى جدة، حيث كلفت تذكرته 419 يورو، بجانب الحجز في أحد الفنادق»، وقالت إنها أبلغت في البداية الملحقية الثقافية بإيقاف ابنها في المطار، أملا في أن تقوم الملحقية بإبلاغ سفارة المملكة في باريس، كي تتصرف على ضوء ذلك، لكنها لم تفعل، مما اضطرها للاتصال بالسفارة.