-A +A
شتيوي الغيثي
غالبا ما يرتفع شأن أحد المثقفين لأسباب موضوعية تختص بالمثقف، وبما قام به من دور ثقافي أو نقدي في فترة زمانية ومكانية محددتين. وغير موضوعية تختص بما هو خارج المثقف، أي بالجو الثقافي الذي أعطى فرصة لبروز مثقف دون آخر، رغم التفاوت الكبير بين اسمين ثقافيين من الناحية الفكرية والقيمة المعرفية ولا إشكالية في هذا البروز، إنما الإشكالية تأتي فيما بعد هذا البروز، أي في حالة الترميز الثقافي من قبل عدد من المثقفين الذين شاركوا في هذا الترميز في قترة من الفترات.
بالتأكيد أن لكل مجتمع رموزه الثقافية، لكن كيف يمكن التعامل مع هذه الرموز؟ في حالتنا الثقافية السعودية جرى ترميز الكثير من الشخصيات الثقافية بسبب نوع من النضالية الثقافية، أي أن العامل الزمني أعطى فرصة لظهور رموز ثقافية لو جاءت متأخرة قليلا عن وقتها لانتفت معها حالة الترميز هذه، بغض النظر عن القيمة المعرفية في نتاج المثقف السعودي (كثيرا ما أعيد النظر في قيمة النتاج الثقافي لأي مثقف بعد فترة ليظهر تهافت بعضه وهذه حالة صحية بالطبع)، ومن هنا تم تحويل الكثير من الرموز الثقافية السعودية إلى صنمية ثقافية، بمعنى أنه لم تحصل عملية مراجعة حقيقية لنتاج المثقفين الرموز، والذي يحصل هو نوع من المعارك الثقافية بين عدد من المثقفين دون أن ينال النقد النتاج الثقافي للمثقف الرمز.
المشكل في الأمر هو رفض الكثير ممن تتلمذ على يد هذه الرموز الثقافية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لعملية النقد، حتى غدا الرمز الثقافي السعودي أقرب إلى ذلك المثقف الذي لا يمكن نقده لما يتحصن به من هالة ثقافية. ودائما ما يسارع أتباعه للدفاع عنه حتى لو جاء بأخطاء فادحة يمكن أن تضر بمسيرته العلمية لا يمكن التغاضي عنها، بل يتم تبريرها تبريرات ملتوية من هنا أو هناك حفاظا على الرمزية الثقافية. هنا يتحول المثقف من رمزية ثقافية إلى صنمية ثقافية.


shtiwi7@hotmail.com



للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 402 مسافة ثم الرسالة