-A +A
ياسر سلامة
في الأسابيع القليلة الماضية تم تغيير حاويات القمامة القديمة ــ أعزكم الله ــ (التي كانت مفتوحة ومكشوفة من الأعلى) بحاويات جديدة مغطاة من الأعلى ولها فتحتان على ما يبدو إنها جلدية أو (ربر).
كنت متأكدا من أن الناس لن تتعامل مع هذه النوعية، أو لنقل الموديل الجديد من الحاويات التي تحتاج مزيدا من الجهد والوقت لاستخدامها، ولأنها مغطاة والفتحتين اللتين في أعلاها تحتاجان دفعا أقوى لأكياس القمامة لتسقط داخلها، وقد كان ما لم أتمنه وتوقعت، وعلى من أصر على وجود هذا الغطاء في الحاويات الجديدة المكلفة ملايين الريالات أن يوصف لنا شارعا واحدا ترك أهله أو عمال النظافة حاوياته بغطائها المغلق الجديد.

وللأمانة العلمية، تغطية حاويات القمامة لها فوائد بيئية كثيرة، إلا أنها من الناحية الوظيفية والعملية لا تحقق الغرض المطلوب، ولا سيما والناس تعودت على إلقاء أكياس القمامة في الحاويات دون لمسها ومن بعيد، والسؤال الأهم في قصة تغيير آلالف الحاويات في مدينة كبيرة كجدة هو: من يتحمل ميزانية هذا التغيير، والمؤكد أن شركات النظافة لن تتحمله على حساب هامش ربحها، والذي يتضاعف بتضاعف ميزانية نظافة جدة إلى ثلاثة أضعاف تقريبا، والنتيجة من حفرة لدحديرة.. يا شوارع جدة.
وعلى سيرة شوارع جدة، لا يمكن جحود أو إنكار الجهود التي تقوم بها الأمانة لسفلتة بعضها، إلا أن حفر ومطبات ومنزلقات البعض الأكثر من شوارع جدة أرهق جيوبنا من كثر ما يصرف منها على صيانة سياراتنا، وكأن شركات السيارات هي من تصنع هذه (التعتيقات) المدمرة على السكك، والسؤال الأهم أيضا هنا: لماذا شوارع (نبيلة) يعاد سفلتتها مرات ومرات، وكأن الأسفلت هدية عيد ميلادها، وهناك شوارع أخرى ليست (حقيرة) والله لم تذق طعم الأسفلت إلا سنة افتتاحها؟، مجرد سؤال.