شهدت المملكة البارحة خسوفا جزئيا للقمر رصدت كافة مراحله في جميع مناطق المملكة، وتميز بأنه استمر في شكله الجزئي 27 دقيقة فقط، وبذلك اعتبر أقصر خسوف جزئي للقمر منذ 25 سنة، حيث كان آخر خسوف من هذا النوع حدث في 3 مارس 1988م واستمر 14 دقيقة.
وأوضح لـ «عكاظ» رئيس جمعية الفلك بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن مراحل الخسوف بدأت في نفس التوقيت في كافة مناطق المملكة، حيث دخل القمر إلى منطقة شبه الظل للأرض الساعة (9:04) مساء بتوقيت مكة، ولم تكن هذه المرحلة ملاحظة نظرا لعدم حدوث تغير كبير في إضاءة القمر يتم إدراكه بالعين المجردة وظل قرص القمر بالكامل مضيئا.
وأشار إلى أنه بعد مرور ساعة و50 دقيقة، بدأ دخول القمر إلى الجزء الداخلي من ظل الأرض «الظل» وبدأ الخسوف الجزئي في (10:54) مساء ، حيث رصد الطرف الشمالي الغربي من القمر مظلما بسبب سقوط ظل الأرض عليه، وبعد 3 دقائق وصل القمر إلى طور البدر المكتمل في (10:57) مساء وكان على مسافة (365.317) كيلومتر من الأرض ، وبعد 13 دقيقة من بداية الخسوف الجزئي وصل الخسوف ذروته العظمى في (11:07) مساء، وكان القمر في الأفق الجنوبي الشرقي من سماء المملكة ونسبة الجزء المخسوف من سطحه صغير جدا، حيث إن (0.5) درجات قوسية من الطرف الشمالي الغربي من قرص القمر دخلت إلى ظل الأرض وهي أقل من (1.5) في المائة من قطر القمر، مما يعني أنه بالكاد يكون الخسوف جزئيا، ولاحظ الراصدون أن هذا الجزء من القمر كساه نوع من الظلمة ولكنه لن يتحول إلى اللون الأحمر.
وبعد 27 دقيقة من بداية الخسوف الجزئي انتهى الساعة (11:21) مساء وعاد القمر مضيئا بالكامل ولكنه لازال في منطقة شبه ظل الأرض، وبعد ساعة و 50 دقيقة من نهاية الخسوف الجزئي خرج القمر من منطقة شبه ظل الأرض في (1:11) فجرا..
وأدى جموع المصلين في المملكة الساعة الحادية عشرة مساء أمس صلاة الخسوف تأسيا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث أم فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ ماهر بن حمد المعيقلي المصلين في المسجد الحرام، كما أم فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي المصلين في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، فيما أدى جموع المصلين في جوامع ومساجد مناطق المملكة صلاة الخسوف.