-A +A
خلف الحربي
أمس، نشرت جريدة النهار اللبنانية خبرا قصيرا تحت عنوان (أبقار سوريا تهدد أبقار لبنان)، جاء فيه أن تجارا أدخلوا إلى لبنان كميات من الأبقار السورية المصابة بالحمى القلاعية، وهو مرض يصيب الأبقار بالضعف ويجعلها تفقد الشهية فلا تأكل العشب ولا التبن، وقد اختتمت الجريدة الخبر بقولها: «من آثار الأزمة المفتوحة في دمشق أن بقرات سوريا أرادت توجيه رسالة صغيرة إلى بقرات لبنان»!.
**
مشاركة حزب الله العلنية في جريمة إبادة الشعب السوري الشقيق هي العنوان الأبرز في نشرات الأخبار، طوال الأشهر الماضية لم يكن حزب الله يرغب في الكشف عن وجهه الحقيقي؛ كي لا يعرف العرب أنه لا حزب ممانعة ولا حركة مقاومة ولا جبهة تحرير، بل هو مجرد بقرة إيرانية!، حاول حزب الله طوال الفترة الماضية إخفاء ما لا يمكن إخفاؤه، ولكن إيران لم تعد ترى فائدة من تخفي حزب الله في هذه المرحلة العصيبة عليها وعلى جزار دمشق، فاستدعت حسن نصر الله إلى طهران، ووجهت له الأوامر بأن يخوض حزبه الحرب ضد الشعب السوري بشكل مكشوف وعلني، ونشرت صور خامنئي مع حسن نصر الله التي أعقبها كشف الحزب عن عملياته في سوريا.. وهكذا أصبحت المسألة على المكشوف.
**
حزب الله لن يستفيد شيئا من قتل النساء والأطفال في القرى السورية، وزعيمه يعرف جيدا أن ما يقوم به رجاله اليوم سوف يمزق سوريا ويحرق لبنان ويعيد تشكيل خارطة العرب لصالح إسرائيل، ولكن بطل الأمس مضطر اليوم للدخول في مستنقع العار لأنه لا يملك من أمره شيئا، لأن القرار الإيراني صدر وهو عبد مأمور، ترى كيف كان سيحرر فلسطين وهو لم يستطع أن يحرر نفسه من هذا القرار الذي يدرك أنه سوف يغرق سوريا ولبنان في بحر من الدماء؟!
**
كي لا يتحول الإنسان إلى بقرة عليه أن يعتمد على لغة الأرقام، حسنا، فلنحاول أولا العودة لأخبار المجازر المريعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان من ناحية أعداد الضحايا وانتهاكات حقوق الإنسان، ثم نبدأ نجمع أخبار المجازر التي سيكون حزب الله شريكا فيها ونسجل أعداد الضحايا، والنتيجة النهائية هي التي تجعلنا نعرف أيهما أشد خطرا على العرب.. إسرائيل.. أم حزب الله؟!.


klfhrbe@gmail.com


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250
موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة