-A +A
علي فقندش
الأخطاء هي حتما أنواع، كما هو الحال مع الكذب الذي هو ألوان وأشكال بدوره.. وغير ذلك من التأويلات والتفاسير، بينما يظل الصدق واحدا في لونه وشكله فهو غير متعدد. دعونا نتحدث اليوم عن الأخطاء في الفن!، فالحياة الفنية تحتمل كثيرا من الأخطاء بقصد أو بدون قصد، كما تحتمل المواربة وعدم الوضوح؛ لذا أتيح مجال كبير لمن هم كذابون ــ بلا شك ــ في فنونهم ومواهبهم وعطائهم، بل إن معظمهم شحاذون وطلاب شهرة ونجومية.. هكذا مباشرة دون امتلاك مسوغات ودلائل تجعل من هذا أو ذاك موهوبا صادقا في موهبته، واسما يستحق دخول دائرة الضوء التي بدت مباحة؛ كأرض ليس لها صاحب ومالك، ليستخرج عدد من المتهورين عدة صكوك على نفس المساحة دون أن نعلم ويعلم الناس كيف تأتى له ذلك. للأسف، عديدون هم أولئك المدعون. وفي رأيي أن المدعين في كل مناحي الحياة سهل جدا التعامل معهم بهدف ردع غيهم. أما مدعو الإبداع، فصعب علينا أن نستطيع إليهم سبيلا! لأن الخطأ هنا كبر في حجمه واقترب من أن يكون خطيئة، ذلك أن نتائج التزاوج بين الكذب والادعاء من ناحية والإبداع والفنون وكل ما يتناغم مع الوجدان والمشاريع يكون تزاوجا غير شرعي؛ لأنه تزاوج بين نوعين مختلفين، وهذا محرم في الشرائع وفي طبيعة الحياة أيضا.
للأسف، كثيرون هم الكذابون مدعو الجمال والإبداع، كأن يقدم فلان نفسه كشاعر، وليس له حتى في مجال النظم شيء، ناهيك عن أن يكون شاعرا، أي متعاملا مع الأحاسيس والمشاعر: لأن النقد يصل إلى استبعاد الناظم من وصف وصفة شاعر، أيضا ذلك المدعي بأنه كاتب أغنية، وتلك المسكينة التي كم تسعى إلى دنيا الأضواء كرسامة، بينما هي تكون قد استقدمت رساما آسيويا بمهنة سائق أسرة، وتظل ملطخة «البالطو» الذي ترتديه بمزيج من الألوان عند زيارة صديقاتها لها، في الوقت الذي تكون قد أرسلت سائقها إلى غرفة السائق، مبعدة إياه عن مرسمها ــ مقره الدائم ــ عندما لا يكون أحد في زيارتها، هذا لا يلغي أن لدينا رسامات تشكيليات رائعات في فنهن وصدقهن، ولكن المدعين ــ للأسف ــ أكثر نسبة!. وهنا الكذاب الوقح، أي الذي يتاجر بالكذب على عينك يا تاجر، ومعظم هؤلاء مدعو الغناء المصرون على المواصلة رغم عدم توافر عوامل النجاح أمام المجتمع، أو أن الله لم يكرم أحدهم بأهم عوامل النجاح، ألا وهو القبول، هؤلاء يصنف معظمهم على أنهم مساكين يحتاجون التعامل برأفة ومحاولة الأخذ بأيديهم من تصنيف الخطيئة إلى «الخطأ» فقط، لتكون الثانية هي جريرتهم أمام عدالة الصدق والإبداع وليست الأولى.

فاصلة ثلاثية:
يقول أندريه موروا: لذة الحب الذي لا يجرؤ أحد على الجهر به لها أشواكها ولها ورودها أيضا.
ويقول لاكوردير: عواطف الحب كالصواعق، لا يسعك معرفة أين ستضرب قبل أن تقع على هدفها.
ويقول نزار: الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال.. لكنه الإبحار دون سفينة وشعورنا أن الوصول محال.