-A +A
إعداد وتنظيم: عبدالله آل هتيلة، خالد مقبول، عبدالله الحسون، أدار الحوار: عبدالله عبيان ــ أعده للنشر: فريق العمل بمكتب جازان

حوار شفاف وصريح ومسؤول جمع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بمختلف شرائح المجتمع في المنطقة مساء الاثنين الماضي في مقر الغرفة التجارية الصناعية، حضره الرجال والنساء والشباب والفتيات، جمعتهم «عكاظ» من خلال حوار المسؤولية المشتركة، فكان الأمير المبادر وهو يخاطب الجمع الذي أتى للحوار معه وهو يؤكد لهم «أنا على استعداد تام للإجابة على أي سؤال، فأنا جئت لأستمع لكم»، فبادله الحضور بأسئلة حملت أحلام جازان وهموم أبنائها، فكانت هذه العبارات المتبادلة عقد اتفاق بالمصارحة والبوح بما يجول في الخواطر.

كشفت إجابات الأمير محمد بن ناصر التي حاصرتها رائحة الفل والكادي، عن جملة من الإجراءات التي ستتخذ في القريب العاجل، والتي ستنهي معاناة الكثيرين، خاصة من تعطلت إجراءات استخراج صكوكهم وحجج الاستحكام المتعلقة بممتلكاتهم في المحاكم، وبدد مخاوف من يسكنون في بطون الأودية وعلى ضفافها، وفي أعالي قمم الجبال، وبشرهم بأنهم في قلب ملك يحمل لهم كل الحب والتقدير، ويسعى إلى تحقيق متطلباتهم الضرورية، وفي المقابل طالبهم سموه بأن يقفوا إلى جانبه، وأن يتحملوا مسؤولياتهم لتغيير الصورة الخاطئة المرسومة في أذهان البعض عن المنطقة، ليحل المستثمرون ضيوفا يساهمون في استكمال ما تبقى من مشاريع سياحية ما زالت على قائمة الانتظار تبحث عن رجال الأعمال.

وفي المقابل، كان الحضور على قدر كبير من المسؤولية والصدقية، ولأنهم يدركون أن أمير منطقتهم لا يحب المجاملة، وأنهم أيضا ليسوا بحاجة إلى أن يجاملوا تحدثوا عن حزمة من أوجه النقص التي ما زالت تؤرق مضاجع الكثيرين في مجالات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، وأيضا بطء بعض الخدمات البلدية التي ما زالت تخدش جماليات ما ينجز من مشاريع أسهمت في تجميل وجه مدينة جازان.

حوار المسؤولية المشتركة، الذي دعت إليه «عكاظ» ، كان مختلفا، لأنه يقام لأول مرة خارج المركز الرئيسي، ولأن الحضور النسائي كان مميزا، ولأن الطرح كان جريئا من مواطنين مخلصين، وكانت الإجابات أكثر وضوحا من أمير يحرص دوما على أن يستمع لهموم ومطالب وملاحظات أبناء جازان. فإلى حوار «عكاظ» للمسؤولية المشتركة في منطقة جازان:





* المستشار التعليمي عبد اللطيف العلاقي:

- لست بحاجة إلى مقدمة، نحبكم أميرا، ونجلكم والدا، وندرك تماما أنكم تسعون بكل ما أوتيتم لإدارة عجلة التنمية بمنطقة جازان، أجبتم من خلال كلمتكم على بعض النقاط التي تدور في الأذهان، وما أود أن أطرحه هو أن كل مواطن في جازان ممن لهم أراض موروثة يحمل قصة، فالمراجعات يطول أمدها في المحاكم والإدارات ذات العلاقة تمتد لسنوات، وهذا يضر بالمواطن ويهضم حقوقه ويضيع وقته، فنحن بحاجة إلى آلية تنهي هذه المعاناة وتعزز العلاقة بين المسؤول والمواطن.

- أمير جازان: تحدثت عن إشكالية الصكوك وتأخر قضايا الأراضي في كلمتي، ونحن متفائلون من خلال الاتصالات مع وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى ورئيس المحاكم بالمنطقة. وكما ذكرت فالقضايا الجنائية عديدة، والسجون تعج بالمتسللين والمخالفين والمهربين، ويرون جميعا ضرورة البت في هذه القضايا، بالإضافة إلى حرم الحدود، فمع النقص في أعداد القضاة إلا أننا نفرغ القضاة في المنطقة للبحث في وثائق وحصر أملاك المواطنين، وقد صدر الأمر بإعطائهم حجج استحكام، ونحن في الحقيقة نعاني من هذه المشكلة وخاصة حرس الحدود، لأن المواطن يجب أن يتفاعل مع المتطلبات، وأن يقدم أوراقه لتقدر أملاكه، وأن يعوض التعويض المجزي عن أملاكه التي ستكون ضمن حرم الحدود. ونحن موعودون بدعم القضاء بالمنطقة، خاصة مع تخصيص قضاة للقضايا الجنائية والحقوقية والمرورية والعقارية وغيرها، فالآن القاضي في جازان يباشر جميع هذه القضايا وهو بشر فمن الطبيعي أن يأتي هذا التأخير، لكن نطمح إلى زيادة أعداد القضاة، وما أثلج صدور الجميع هو قرار نقل المنح السكنية إلى وزارة الإسكان، وسبق أن سلمنا للوزارة ضاحية الملك عبدالله وقطعا سكنية كافية، وسفوح الجبال، لأن الدراسات مع وزير الإسكان أن تكون هناك مراكز حضرية ليستفيد المواطنون وفي نفس الوقت القضاء على العشوائيات التي أثرت اجتماعيا وأمنيا على المنطقة، إضافة إلى أن لدينا حاليا سبعة مشاريع قيد الإنشاء تابعة لوزارة الإسكان، وستوزع على المستحقين حسب الأولويات والأنظمة التي تضعها الوزارة، وهذه المشاريع ستسهم في القضاء على مشكلة الإسكان وهي المشكلة الرئيسية، وحقيقة عملنا ليل نهار إلى أن خصصت 40 ألف قطعة سكنية في ضاحية الملك عبدالله وأكثر من 20 ألف قطعة في مختلف المحافظات في المنطقة لتوزيعها على المواطنين، وعند صدور الأمر ستتوقف الأمور ما عدا القضايا التي يملك أصحابها وثائق يعتد بها قبل عام 1386 هجرية، فلن يقف أحد أمام حق المواطن، وأبواب المحاكم مفتوحة على مختلف درجاتها، ونحن في دولة تعمل حسب الشريعة الإسلامية، وهذا أمر لا يمكن أن يحيد عنه أي إنسان.

* د. قاضي العقيلي عضو سابق في مجلس الشورى:

- بحكم عملي في مجلس الشورى سابقا، اطلعت على كثير من تقارير صناديق الإقراض المتنوعة، فوجدت أن منطقة جازان تقع في ترتيب متأخر مقارنة بالمناطق الأخرى، فهل يرى سموكم ضرورة وجود حاضنات، وخاصة لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تساعد الشباب والفتيات على بناء مستقبلهم في هذه المجالات بالحصول قروض، وقد تساهم الغرفة التجارية؟

- أمير جازان: لا شك هناك صناديق ولكن الاستفادة منها محدودة، ويجب أن نبحث عن أسباب عدم الاستفادة منها، وقد يكون عدم معرفتها أو الخدمات التي تقدمها جزء من الأسباب، ويجب أن تستثمر أسوة بالمناطق الأخرى، وأنا أتفق معك أن الاستفادة منها في جازان محدودة وخاصة الزراعية والعقارية، وذلك يعود إلى مشاكل الصكوك، وبإذن الله مع النظرة البعيدة المدى والأوامر الملكية سيتم القضاء على هذه المشكلة بالنسبة لمن يملكون الوثائق، ولكن نحن ضد كل من يحاول أن يتلاعب بحقوق الآخرين، أو الاعتداء على أملاك الدولة، ودورنا حماية حقوق الدولة والمواطنين، وأن نعطي لكل ذي حق حقه، وفي نفس الوقت نحارب العشوائيات، التي تستغل من قبل المتسللين وتساعد على انتشار الجريمة، وهذه العشوائيات وللأسف منتشرة وبكثرة بالمنطقة، وللمعالجة نعمل على إيجاد مناطق نمو حضري بأحزمة على القرى والمدن التي يصل تعدادها إلى 3800 مدينة وقرية بالمنطقة، وستتولى الأمر وزارة الإسكان، ونحن بدورنا نضع أمامهم الصورة العوائق التي تواجه المنطقة وتحد من الحصول على قروض صناديق الإقراض، وبالنسبة للعوائق الأخرى يأتي من ضمنها عدم السداد وبالتالي يجد البنك نفسه في حرج لأنه يعتمد على هذا الأمر في الإقراض، ونحن والغرفة التجارية والمسؤولين مستعدين للوقوف إلى جانب كل من يبحث عن قرض.

* حصة سعد القحطاني، معيدة بقسم الصحافة والإعلام بجامعة جازان:

لماذا لا تتوفر فرص عمل في المنطقة لخريجات قسم الصحافة؟

- أمير جازان: عدم توفر الوظائف لا يقتصر على قسم الصحافة فقط، بدليل أن مهمة توظيف السعوديين والسعوديات لإمارات المناطق، وكان معنا قبل أيام وزير العمل واتفقنا معه على كثير من المواضيع بما فيها التوظيف، ونحن بانتظار آلية التوظيف، وبعد أن تصلنا سوف نعمل مع الإدارات والمواطنين بشكل مباشر، ونحن متفائلون في هذا الاتجاه.

* الكاتب أحمد مجلي:

- المسؤولية الاجتماعية وليدة لمتطلبات التنمية المستدامة لبناء مستقبل زاهر، فهل يرى سموكم تشكيل فريق عمل من الجنسين لقيادة إدارة عليا للمسؤولية الاجتماعية بمنطقة جازان لتفعيل أهدافها، وإلزام الغرفة التجارية ببرنامج ورشة عمل لوضع استراتيجية للتعريف بهذه المسؤولية ووظيفتها، وأيضا تعريف رجال الأعمال والمؤسسات وكافة القطاعات بالمشاريع الاجتماعية لإنشائها ودعمها؟

- أمير جازان: مجلس المنطقة مقسم إلى مجموعات عمل من ضمنها المسؤولية الاجتماعية ولجان اقتصادية وخدماتية، وأعضاء هذه اللجان يدعمون ببعض مديري أفرع الوزارات بالمنطقة، ونحن دائما ومن خلال المجلس نضع أولويات وترفع إلى بعض الجهات، وأعتقد أن مجالس المحافظات تلعب دورا كبيرا في ما يتعلق بالمسؤولية والتنمية الاجتماعية، وتبحث في كل ما يتعلق بالتنمية الاجتماعية للمنطقة ومتطلباتها، سواء بدعم من الدولة أو بتقديم مقترحات قد تجد طريقها للتنفيذ عند الاقتناع بالفكرة، ولكن إذا أردنا تطبيق معنى المسؤولية الاجتماعية، فعلينا أن نؤمن أنها مسؤوليتنا جميعا فذخيرة الوطن هم الشباب، وعلينا بدءا من رب الأسرة مرورا بالمدرسة والمواطن، أن نجعلهم يترعرعون في بيئة صحية جيدة، وأن نعلمهم الجدية بعيدا عن اللامبالاة والإهمال، ثم إن الدولة لا تستطيع أن تفي بكل متطلبات المواطن، لها مهام استراتيجية، ولكن أمورا كثيرة تتم بين المواطن والمسؤول وعلى سبيل المثال مجلس الشباب سيكون نبض الشارع وراصدا للمتطلبات، وسنتبنى لهم أمورا كثيرة مثلما تبنينا مشاريع أعطت ولله الحمد النتائج المأمولة، وعلى سبيل المثال الإسكان الخيري وغيره، ووزارة الشؤون الاجتماعية لها دور كبير ونحن على تنسيق دائم معها، وعلى استعداد لتقبل أي اقتراح محدد لتبنيه وإطلاقه.

* هدى مباركي، ماجستير إدارة أعمال، مساعد إداري بالتربية والتعليم:

- نحتاج إلى جمعية تهتم بشؤون الفتيات وتعمل على تطوير قدراتهن، وأن تكون تحت مظلة رسمية لدعمها، خاصة أن لدينا مبادرات كثيرة، إضافة إلى أننا نريد مساواتنا بالشباب وتمكيننا من الالتقاء بسموكم لطرح اقتراحاتنا والعقبات التي تعترض عملنا التطوعي.

- أمير جازان: وردتنا أفكار كثيرة تدور في هذا الفلك، وأقصد العمل التطوعي، وهي الآن تحت الدراسة، وأعتقد أن مجلس الشباب والشابات، يضم شابات من المنطقة، ولا مانع لدينا من تبني مثل هذه الفكرة متى وجدنا أن ما يأتينا من رؤى وأفكار ستعمل على خدمتها لتكون الإمارة مظلة رسمية، لأن في ذلك خدمة اجتماعية إنسانية.

* د. علي الشعبي عميد كلية الأمير سلطان للسياحة:

- من يغيب عن جازان ثم يعود إليها يلمس نقلة تنموية كبيرة تعيشها هذه الأيام، واسمح لي سمو الأمير أن أكون شفافا وصريحا في طرح قضية وهي أنه وعلى الرغم من المشاريع التي نفذت في المنطقة، إلا أن تطلعات أبنائها كانت لما هو أكبر مما أنجز، رغم يقيننا بالمعوقات التي يأتي في مقدمتها ضعف القطاع الخاص والمؤسسات والشركات التي تنفذ المشاريع، وضعف عامل جذب المستثمر، فما هي قراءة سموكم لذلك، وما هي الخطة المستقبلية لتقليص الفجوة بين ما أنجز وتطلعات أبناء المنطقة؟

- أمير جازان: المنطقة تحتاج إلى تسويق إعلامي، لأن كثيرا من الأفكار وللأسف راسخة في أذهان بعض المواطنين تبعد المستثمرين عن جازان، ولو نظرنا إلى ما تحقق منذ العام 2006 سنجد أن ما تحقق أكثر مما توقعنا، ففي جازان مصفاة البترول وهي بحد ذاتها ستسهم في رفع المنطقة من جميع النواحي الاجتماعية والتقنية والتجارية والتعليمية وغيرها، ونحن نعلم أن شركة أرامكو لا تهتم فقط بما هو ضمن اختصاصاتها فقط وإنما لها اهتمامات أخرى، فمثلا علمت من مدير جامعة جازان أن شركة يابانية تطلب وبإلحاح ابتعاث مهندسين وتخصصات أخرى من السعوديين لليابان، وأيضا أرامكو تحتاج إلى أعداد كبيرة من الشباب لتدريبهم، فأكثر ما يهمنا تأهيل الكوادر الوطنية، والمدينة الاقتصادية بما يوجد فيها، وهذا أمر مهم أن نكون على علم بما سيتم في هذه المنشآت العملاقة ستحتاج إلى آلاف الشباب للعمل فيها لأنها تحتضن موانئ وإصلاح سفن، وصناعات تكميلية ومناطق ترفيه وتصنيع هائلة، كذلك ضاحية الملك عبدالله اعتمد للبنية التحتية فيها سبعة مليارات، وما أود أن أؤكد عليه في هذا السياق وتقديم كل العون للمواطن من حيث الخدمات أو المشاريع أو التوظيف، أن خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله– وضع للضاحية اشتراطات قوية حتى توصل بخط يده إلى عرض الشوارع والجسور والأنفاق، ونحن نحاول التنسيق بين جميع الإدارات الخدمية ليكون التنفيذ موحدا لتقليل التكلفة وجودة التنفيذ، وكما سبق وأن ذكرت يأتي إلينا مستثمرون، ولكن نأمل من جميع وسائل الإعلام المساهمة معنا في خطط التنمية، والمناقشة، وإبداء الرأي والنقد الهادف البناء، فمشكلتنا وبصراحة التسويق، ولدينا عقد مع إحدى القنوات التلفزيونية المشاهدة مدته ثلاث سنوات لإبراز الفرص الاستثمارية وما تحتضنه المنطقة من مقومات يجب استغلالها، ومن خلال منبر «عكاظ» أحب أن أوضح لرجال الأعمال والمستثمرين، أن المجال مفتوح للاستثمار في جازان، ولكن لا أتمنى أن تأتي إلينا شركات استثمار أجنبية لأن ما يهمنا رأس المال الوطني، وأبشر المواطنين أن هناك مشاريع كثيرة ستتم منها ما يتعلق بالقضاء على العشوائيات، والجزر وغيرها ولكنها تحتاج إلى عمل جبار، يحتاج إلى وقفات من المواطنين والتفاعل مع خطط الدولة التنموية، لتتسارع العملية التنموية.

* الكاتب الدكتور حمود أبو طالب:

- ما يضر المنطقة سمو الأمير هو شخصنة النقد، وأقصد الذي لا يصب في مصلحة البناء وتغيير الصورة السلبية، فكل عمل لا بد أن يتخلله بعض التقصير، وهذا أمر طبيعي، فالنقد الذي يهدف إلى نماء المنطقة هو الذي يساعد على تجاوز هذا الخلل وليس على تعميق الفجوة بين من هم خارج المنطقة ومن هم بداخلها، ومن يعرف جازان قبل عام 2006 أو قبل مجيء سموكم ولا يرى الفارق الحقيقي بين ما هي عليه الآن وذلك الوقت لا يسعني إلا أن أقول إنه مزايد أو أعمى لا يرى الحقيقة، سمو الأمير هناك من يتساءل عن المشاريع التي تفضل زميلي الدكتور علي الشعبي وتساؤله: لماذا لا تأتي الشركات الكبار إلى جازان، وأنا أعرف الصعوبات في ذلك، ولكن محاولات سموكم لاستثناء المنطقة من بعض فقرات نظام المشتريات الحكومية لتشجيع الشركات عن ماذا أثمرت، النقطة الأخرى أن كل الدول تهتم بالأمن المائي والأمن الغذائي وهذا ما تعاني منه المنطقة، والرهان كان وما زال على أن جازان سلة خبز المملكة، وأنها مخزن الغذاء الاستراتيجي، وفيها كم هائل من الأودية الكبرى ولكن لم يستفد منها على المستوى الاستراتيجي وليست هناك مؤشرات زراعية على أنها ستكون مفتاح الأمن الغذائي للمنطقة، فهل هناك أمل أن نخطو إلى الأمام في هذا الاتجاه؟

- أمير جازان: معاناتنا من شخصنة النقد والبعد عن الموضوعية، ودائما في الجلسة الأسبوعية المفتوحة لمن أراد، نسعى إلى أن يكون هناك لقاء شفاف بين المسؤول والمواطن وفي آخر جلسة خصصت للإعلاميين والناطقين الإعلاميين في محاولة لتقريب وجهات النظر ونحن ندرك أن من حق الصحفيين الحصول على المعلومة، خاصة في مطالبتنا لهم بإيضاح مصادرهم، وللأسف بعض الناطقين تكون لهم صلاحيات محدودة الأمر الذي يجبرهم على العودة لمراجعهم وهذا يحتاج إلى وقت طويل، وتفوت فرصة الإيضاح للمتابع، لأنه إن اطلع على الخبر ولم يجد ردا من المسؤول فسيتبادر إلى ذهنه أن ما نشر صحيح مائة بالمائة، وهذا طبعا غير موضوعي أو حيادي، فطالبنا بل واتفقنا على أن يكون هناك ناطق إعلامي لكل جهاز حكومي، ونطلب أيضا من الصحفيين أن يتحروا الدقة بعيدا عن إثارة مواضيع تؤثر على مستقبل المنطقة وأهلها الذين يستحقون كل التقدير، لأننا نراهم في كل المجالات، وأبناء جازان يساهمون وبقوة في نهضة الوطن، ويجب أن يعتز ويفتخر كل فرد بهذه المشاركة، أعود إلى المنافسات وترسية المشاريع وجلب الشركات الكبرى فهذا شغلنا الشاغل ودائما في اجتماعات أمراء المناطق نرى أن الجودة والنوعية الأهم بعيدا عن الأقل سعرا، والنظام ينص على ذلك أيضا، ولكن مع مرور الوقت يبدو أن الممثلين والمسؤولين في الإدارات المالية استساغوا هذه الطريقة وطبيعي جدا أن من يبحث عن الأقل سعرا يسهم في إبعاد الشركات الكبرى عن المنافسات مما يؤدي إلى الترسية على مقاولين لدى الواحد منهم أكثر من 20 مشروعا وجميعها متعثرة، والمسؤولون في وزارة المالية نظرتهم استراتيجية أكثر، ولكننا أيضا كمسؤولين عن التنفيذ نرى إعادة النظر في عملية الأسعار ونركز على الكيفية والنوعية، لاستمرارية الاستفادة من أي مشروع، أما الزراعة والأمن الغذائي فكما أسلفت نعمل منذ وقت طويل على معالجة مشكلة الحيازات الصغيرة التي تقع على ضفاف الأودية، وتقدمت عدة مشاريع وعقدنا كثير من الاجتماعات وأقنعنا المزارعين إما بالنسبة المئوية في الاستثمار أو البيع، لأن أي حيز صغير تملكه عائلة بأكملها، وعندما يذهب إلى المحكمة للحصول على حجة استحكام يطلب منه حصر ورثة وهذا صعب وهذه مشكلة، والأسبوع القادم ستعقد ورشة عمل لمناقشة الوضع الزراعي، وجازان ولله الحمد فيها مياه متجددة وأودية وتزخر بالمياه المنقولة، وبالتنسيق مع وزارة المياه سيصبح في كل سد محطة تنقية ومحطة سقيا للمزارعين، وبعض الحيزات وهذا رأينا لا تفيد الدولة أو المواطن وإنما يستفيد منها المتسلل أو المخالف وهذا ضرره أكبر لأنه يشكل خطرا على أمن المنطقة، فبإذن الله نسعى في هذا المجال ولم يتبق باب إلا وطرقناه، وللعلم المياه مشكلة عالمية إلا أن الدولة تسعى إلى تحقيق هذا الأمن.

* سهام سلطان معيدة بقسم الصحافة والإعلام بجامعة جازان:

- أغلب الحاضرات من المتخصصات في مجال الإعلام، وفي إحدى إجابات سموكم ذكرت وبحضور رئيس تحرير صحيفة عكاظ الدكتور هاشم عبده هاشم، أن هناك نقصا في التسويق الإعلامي للمنطقة، فلماذا لا تكون هناك مبادرة عمادها سموكم وصحيفة عكاظ ومتخصصات قسم الإعلام بالجامعة، خاصة أنه لن يسوق للمنطقة أحد كما يسوق لها فتياتها؟

- أمير جازان: هذا يسعدنا جدا، لكن نوعية المساعدة تعود لما لدى صحيفة «عكاظ»، وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر الجزيل لجامعة جازان التي أعتبرها درة الجامعات لتبنيها كل ما يصب في مصلحة المنطقة، سواء الأمراض المستوطنة أو المناطق الحارة، والتعاون في كل المجالات، وفعلا أصبح للجامعة دور كبير في إعداد الدراسات وتقديمها للجهات الأخرى، وإيجاد الحلول العلمية القابلة للتطبيق.

* رئيس التحرير:

- أعد سمو أمير المنطقة بتبني مشروع إعلامي لتسويق المنطقة بالتعاون مع جامعة جازان.

* الكاتب والشاعر إبراهيم مفتاح:

- نحن في فرسان على موعد مع مهرجان الحريد الذي يشرفه سموكم، وكنت أظن أن سؤالي سيغرد خارج السرب من منطلق موقعي الجغرافي في داخل البحر، لكنكم أدخلتموني للسرب عندما أشرتم إلى تطوير الجزر، فقبل سنوات وصلت إلى فرسان لجنة من عدة جهات، لاختيار أرض يبنى عليها مطار فرسان، وتعاقبت اللجان لذلك الغرض ولم نسمع شيئا، وأثناء تدشينكم للعبارتين بحضور وزير المالية تحدثت عن المطار، وعقبة الاعتمادات المالية، فما الذي تم بشأن هذا المطار؟

- أمير جازان: انتهت اللجنة التحضيرية المشكلة من جميع الوزارات بما فيها وزارة المالية من رصد احتياجات الجزر، وأمر خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة برئاسة أمير المنطقة وعضوية وزير المالية ووزير الاقتصاد لدراسة تطوير فرسان، وما زلت وبصفة شبه يومية أتابع تحديد اجتماع لدراسة توصيات اللجنة التحضيرية، وسيقر ويبرمج ما يحقق المصلحة العامة، ورفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين وهو الحريص على تنمية منطقة جازان، أما بالنسبة لمطار فرسان فوزارة الدفاع تبرعت بأرض ليقام عليها وسلمت للطيران المدني، ومع الأسف لم يعتمد في ميزانية العام الماضي أو الحالية ونتمنى أن يعتمد العام القادم، وإذا أقرت مقترحات اللجنة التحضيرية فستشهد فرسان قفزة نوعية هائلة، رغم أنه أقر 50 في المائة منها، إلا أننا نسعى إلى إقرارها بشكل كامل.

* مهدي السروري:

- لماذا لا يتم ومن خلال إمارة المنطقة متابعة كل ما يكتب في الصحف أو وسائل التواصل الاجتماعي، وأنتم من تحملون هم المواطن وتتطلعون لتحقيق توجيهات خادم الحرمين الشريفين؟

- أمير جازان: أعتقد أن توجيهاتنا بضرورة تعيين ناطقين وستعطى بعض الأجهزة فرصة، وآخر العلاج الكي، فهناك الوسائل التقنية التي تتيح للناطق بالاتصال بمراجعه وجلب المعلومة وتمريرها لوسائل الإعلام، أما ما يتعلق بالمواقع الإلكترونية فكلنا نتابعها، ومن المفترض أن يتابعها كل مسؤول ليأخذ منها ما يفيده في أداء عمله، ويتجاوز أي طرح مغرض لا يخدم المصلحة العامة، وأؤكد أنني شخصيا والمسؤولين نتابع وبدقة كل ما يطرح في الوسائل الالكترونية.

* فاطمة سليمان طالبة بقسم الإعلام بجامعة جازان:

- نطمح إلى أن يخصص في المركز الإعلامي قسم يختص بقضايا وهموم المرأة، وأيضا قسم نسائي بصحيفة عكاظ لتدريب الخريجات؟

- أمير جازان: هذا يسعدنا ونتمنى المشاركة في إبداء المرئيات ومتطلبات هذا المركز، لأننا في طور الاتصال بالصحفيين والصحفيات لمعرفة المتطلبات لتحقيق الفائدة المرجوة للمواطنين والدوائر الحكومية والخطط التنموية، والإسهام في تغيير الانطباعات غير المنطقية، فكلما تعاملنا بمرونة ونعطي المعلومة ونتحدث بشفافية مع أي إنسان سنحقق الأهداف، وقائد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقول «أنا خادم لهذا الوطن والمواطن»، فإذا كان هذا ديدن الملك، فيجب أن نكون أقل من خدام لهذا الدين والوطن والمواطن.

* رئيس التحرير:

- صحيفة عكاظ على كامل الاستعداد لاستقبال أكبر عدد من الطالبات وتدريبهن في أكاديمية «عكاظ».

* الكاتب منصور مكين:

- أكثر ما يحتاجه المتقاعدون هو الخدمات الطبية، وطالبنا بمستشفى وصدرت الموافقة بسعة 150 سريرا وسلمت الأرض للخدمات الطبية، واليوم مرت خمس سنوات، والليلة نذكر بأننا بحاجة لهذا المستشفى الذي سيخدم المدنيين والعسكريين.

- أمير جازان: ليس لدي أي فكرة عن هذا المستشفى ولكن أقر للمنطقة مستشفيان عسكريان أحدهما في المدينة العسكرية والآخر كمستوصف في مدينة جازان، ووزارة الدفاع لها خططها واستقلاليتها، فإن أتت المشاريع شكرنا، وللأمانة هذه الوزارة لا تدخر جهدا من أجل تشييد المشاريع الصحية في جميع المناطق، وعندما تنشأ القاعدة العسكرية الثالثة في جازان ستحتضن الكثير من المرافق الصحية التي تقدم خدماتها للعسكريين والمواطنين بمن فيهم المتقاعدون.

* مدير مكتب صحيفة المدينة علي خواجي:

- نعلم أن جازان مرت بثلاث مراحل: ما قبل الأمير محمد بن ناصر وما قبل زيارة خادم الحرمين الشريفين وآخرها مرحلة ما بعد هذه الزيارة الكريمة، وحظيت المنطقة بعد المرحلة الثالثة باهتمام شخصي من والد الجميع الملك عبدالله –يحفظه الله– فشكلت اللجان وحظيت جازان بميزانية لم نكن نحلم بها، ولكن ما زال المواطن البسيط حاليا يعاني من نقص واضح في الخدمات الصحية والتعليمية، خاصة أنه ذلك المواطن الذي لا يستطيع الذهاب للمستشفيات أو المدارس الخاصة، في ظل تدني مستوى الخدمات الصحية الحكومية وتهالك المدارس المستأجرة، ناهيك عن الانقطاعات الكهربائية التي تتكرر يوميا؟

- أمير جازان: الخدمات الصحية موضوع مقلق، ولا ننسى قبل حديثي عن الملابسات، أن جازان تفتقر للمغريات التي تدفع الأطباء والطبيبات والمعلمين والمعلمات للعمل فيها، في ظل عدم المواقع الترفيهية، والمدارس الخاصة، يضاف إلى ذلك وجود مناطق تعتبر نائية، فيجب أن نعترف أن البنية التحتية لم تكتمل حتى هذه الليلة، والنهضة التنموية بدأت منذ سنوات قريبة، فأعتقد أن علينا الصبر وتفاعل رجال الأعمال في إقامة المنشآت التي تساعد على استقطاب هذه الكفاءات الأجنبية إلى أن تتوفر الكفاءات الوطنية، ونحمد الله أن كلية الطب وبعض الكليات تحتاج إلى تعديل بسيط في بعض المناهج لتسد الحاجة على الأقل في النواحي الفنية والتمريضية، وهناك مدارس خاصة تحت الإنشاء، ونحن ندرك أن بعض المستشفيات انتهى عمرها الافتراضي، ولا يوجد إقبال كاف على العمل في المنطقة لأسباب واهية، فنحتاج إلى تغيير هذا الانطباع الراسخ في أذهان الناس، ولا أخفيك أنني وبقية زملائي نسعى جاهدين وبكل ما نملك إلى الإسهام وبفاعلية لتغيير هذه الصورة لنستقطب الاستثمارات وبما يساعدنا على ملء الشواغر، أما الأخطاء الطبية فتحدث في كل المناطق وأنحاء العالم، ولكن تم تصعيد الأمور، وبدورنا رفعنا بمقترحات آنية وأخرى مستقبلية لرفع مستوى الخدمة الصحية، وهي الآن لدى وزير الصحة والجهات العليا للبت فيها، وندرك أنها تحتاج إلى خطوات لكي تكتمل، وعلينا أن نساعد على تجاوز هذه الظروف وإيجاد الوسائل لتسديد هذه الكوادر الطبية، بما يضمن لنا تحقيق الأهداف النوعية وليست الكمية.

* أميرة السلمي المعيدة بقسم الصحافة والإعلام بجامعة جازان:

- لماذا لا يتم عمل شبكة مواصلات لنقل الطالبات، خاصة في المناطق النائية توصلهم بالجامعة وبذلك يتم تذليل أبرز العقبات؟

- أمير جازان: حقيقة شبكة النقل أعتبرها مشكلة ليس على مستوى جازان، ولكنها عامة وأعتقد هناك مشاريع للنقل سيتم الإعلان عنها، إضافة إلى تنظيمات للمناطق النائية، ونتمنى أن تعتمد بدلات ومحفزات للعمل في هذه المناطق.

* نعمة جابر المثنى الفيفي المدربة المعتمدة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني:

- مدارس القطاع الجبلي (فيفا وبني مالك) وخصوصا الخاصة للبنات، في مقار متواضعة، نأمل النظر في تحسين أوضاع هذه المدارس.

- أمير جازان: شكلت لجنة للوقوف على أوضاع المدارس بالمنطقة، خاصة المستأجرة ومنها، وأعتقد أن للأهالي دورا في التبرع بأراض تقام عليها المشاريع الجديدة، في ظل عدم توفر أراض للدولة أو حتى للشراء، والإمارة سلمت إدارة التربية والتعليم أراضي كثيرة، والوزارة في طريقها لبناء مدارس حكومية عليها، ونعلم أن بعض المدارس سيئة، وللأمانة زرت مدارس في مناطق نائية وفوجئت بأنها على قدر كبير من الترتيب من حيث وسائل التعليم والتدريب والإيضاح قلما نجدها في بعض المدارس المتقدمة، وهذا نتاج إخلاص الجهاز الإداري والتعليمي فيها.

* أحمد محمد نهاري شيخ قبيلة آل حنينة بالحقو:

- كثير من مراكز المنطقة تفتقر لخدمات الصرف الصحي، فهل هناك خطة لاعتماد مشاريع لهذه الخدمة؟

- أمير جازان: هناك مشاريع صرف صحي لمختلف أرجاء المنطقة، ولكن من أصعب ما يمكن إنجازه هي البنية التحتية، لأنها تحتاج إلى وقت وجهد وشركات جيدة، فكل مشاريع الخدمة الأرضية ستعمم بإذن الله.