-A +A
أنور ماجد عشقي
لا أحد يعلم من يسير النظام في سورية، لكن الكثير يدركون أن النظام يجيد خلط الأوراق واللعب بها، فالشبيحة ورقة، وجبهة النصرة ورقة، والكيماوي ورقة، فالشبيحة تعمل على القتل بلا رحمة، وذبح الأطفال بالسكاكين، لكسر إرادة الشعب، ولم تنجح لأن الشعب قرر إسقاط النظام، أما ورقة النصرة فهي التي أوقفت التدخلين الأمريكي والأطلسي وامتنعت عن تسليح المعارضة خشية أن تقع الأسلحة في أيدي منظمات العنف، أما ورقة الكيماوي المحدودة في خان العسل فهي ورقة جديدة من أوراق النظام، فهل تنجح في تحييد الحساسية الأمريكية وإسرائيل والغرب خشية أن يتم استعمالها على نطاق واسع؟.
فاستراتيجية النظام هي التمهيد للتصعيد بخطوات عسكرية محدودة انتظارا لردود الفعل الدولية، ومن ثم يتوسع فيها، ففي حمص بدأت السلطة بالقصف بالسلاح الثقيل، وبعدما تأكد أن المجتمع الدولي تقبل ذلك وأن الولايات المتحدة لن تقوم بعمل منطقة عازلة وسع من نطاق القصف، فها هو النظام اليوم يقصف المدن بالصواريخ على أهلها، وهو ما لم يفعله أي نظام، وهذا ما حدث أيضا في استخدام الطائرات.

لقد تعود النظام في سورية على تهديدات أمريكا، فقد هدد أوباما عندما استخدم الأسد طائراته لضرب الشعب السوري، وعندما قال الأسد: إننا نضرب الإرهابيين، سكت الرئيس الأمريكي وتوسع الأسد، وكذلك الحال بالنسبة للصواريخ، واليوم بدأ اللعب بالكيماوي، فإذا توسع فيها وجدت إسرائيل مبررا لها لاستخدامه، ووجدت روسيا أيضا الفرصة لقمع الشعب في الشيشان، وداغستان، وآسيا الوسطى، المرشحة للربيع العربي.
لقد تجلى الموقف الأمريكي في تردد أوباما فقد قال: إن السلاح الكيماوي خط أحمر، واليوم يقول: إن الكيماوي ثبت استعماله، لكننا لا نعرف من قام باستعماله وهذا التردد يطيل من أمد الأزمة. فالرئيس أوباما يعيش فوبيا حرب العراق وأفغانستان، ولا يريد أن يورط الشعب الأمريكي في مزيد من الحروب، كما أنه أصبح أسيرا لجائزة نوبل التي حصل عليها من أجل السلام.
إن ما خسرته الدول من عدم الحزم لدى قادته أكثر مما خسرته بسبب إقدامهم، فلو ترددت تاتشر لضاعت فوكلاند.