-A +A
صالح شبرق (جدة)
امتلأت جنبات القنصلية الفرنسية في جده بأعمال الفنانين التشكيليين السعوديين في معرضهم المشترك الذي استضافته القنصلية ضمن التعاون الثقافي السعودي الفرنسي بمبادرة من قنصل عام فرنسا في جدة (لويس بلين) الذي قدم المعرض بكلمة تفصيلية حملت كثيرا من الرؤية النقدية والإشادة بالحركة التشكيلية السعودية، مشيرا في كلمته إلى التعددية لهذا المعرض حيث شارك مجموعة من الفنانين من مختلف مناطق المملكة ومن جمهورية مصر الشقيقة، وهم فنانة الشرقية غادة الحسن وفنانة من الرياض نجلاء السليم وشروق الهاشمي من جدة ورشا المازن من الإسكندرية بمصر، ورواد التشكيل السعودي طه صبان وعبدالله إدريس. تفاوتت الأعمال في أساليبها ومواضيعها، فبينما خاطبت أعمال نجلاء السليم ورشا مازن ثقافة المتلقي ومساعدته في الوصول إلى الشكل دون معاناة في التفكير أو طرح الأسئلة جاءت أعمال شروق الهاشمي تحمل ملامح الفن الحديث بكل تقنياته ضمن إنجازات بصرية حديثة لكل ما هو راهن وساخر واغترابي، كما كانت أعمالها موائمة للشكل المعاصر تساير الرؤية البصرية الحديثة التي تسود المشهد الفني الراهن. طه صبان كانت لوحاته ضمن مناخات بيئية مستمدة من أشكال الموروث المحلي تتوزع في مساحات لونية دون ثرثرة باختصارات واختزال للأشكال وهو يمتلك مخزونا بصريا تمتد ينابيعه إلى مرحلة مبكرة بمكة المكرمة.
وارتكزت أعمال غادة الحسن على الاهتمام بالشكل وإبراز الخامات البسيطة والهامشية وصياغتها في فضاءات تحمل عدة احتمالات وتأويلات وتترك أسئلتها من داخلها.

أما عبدالله إدريس الذي يمتلك مخزونا بصريا وفكريا نتيجة تراكمات ثقافية انعكست على كافة أعماله، إضافة إلى سطوة الذات المتناهية مما تترك الأعمال عدة احتمالات وتأويلات قدم مجموعة أعمال احترافية تدلل على أنه حاليا ممن إذا ذكر التشكيل السعودي حتما يذكر عبدالله إدريس فهو إضافة إلى أنه أحد الرواد إلا أنه أحد المختلفين في الطرح ودائما ما يعودنا على الجديد وعلى ثقافة قد يصعب للكثير فهمها وتفسيرها وتحليليها.