-A +A
شتيوي الغيثي
لا أفهم أسباب التأجيلات المتوالية من قبل وزارة الثقافة في المؤتمرات أو الملتقيات التي تنظمها حتى وإن كان محليا. ملتقى المثقفين تم تأجيله أكثر من مرتين أو ثلاث حتى عقد بشكل غير لائق وبارد، وسبق أن نقدناه في وقته. يأتي مؤتمر الأدباء (رغم أنه لا كبير فرق بين التسميتين: مؤتمر، أو ملتقى.. مثقفين، أو أدباء) مرة أخرى ليتم تأجيله أكثر من مرتين هذه التأجيلات لا تفترض إلا أمرين كما أتوقعهما: الأول: أن الوزارة ليس لها برنامج محدد وواضح وخطة تسير عليها في عملها وملتقياتها وفعالياتها، وهذا ــ إن صدق التوقع ــ فهي إشكالية في رسم الخطط التي قامت عليها الوزارة في تفعيلها لمناشطها ودفع الحراك الثقافي في السعودية؛ لذلك يصبح عملها أقرب إلى البيروقراطي منه إلى العمل الثقافي.
التوقع الآخر ــ في نظري ــ أن هناك بعض الأمور التي هي خارجة عن إرادة الوزارة من تأثيرات خارج أروقتها تجبرها على أن تنساق لما يطلب منها، حتى لو كان من أقل مسؤول في المناطق التي تريد الوزارة إقامة الملتقيات فيها، وهذا ــ إن صدق التوقع أيضا ــ مشكلة أخرى لا تقل عن المشكلة السابقة، فالوزارة التي تريد أن تمنح «الاستقلالية الكاملة» لأنديتها نجدها غير قادرة على فرض استقلاليتها عن المؤسسات الأخرى كوزارة لها كيانها الخاص الذي لا يمكن أن يتزحزح لأجل رأي مسؤول من هنا أو هناك أيا كان نفوذه.

في الحالتين، هناك تخبط يعوق عمل الوزارة أكثر مما ينجحه. فإذا كانت بعض قطاعاتها غير قادر على أن يقوم بأعماله وفعالياته بشكل جيد وفق الخطة الزمنية التي حددته مسبقا، فلا نستطيع أن نطالب الأندية الأدبية أو جمعيات الثقافة والفنون أن تكون أكثر فاعلية من وزارتها. وإذا كانت الوزارة غير مستقلة في ذاتها وقراراتها، فلن ننتظر الاستقلالية من أنديتها.