-A +A
أنور ماجد عشقي
اعتادت إسرائيل على سياسة قضم الأراضي كأسلوب للتوسع، لكن المبادرة العربية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وأيدها العرب أوقفت هذا الزحف، وأصبحت كل الأطروحات من خارطة الطريق وغيرها تسير في إطار المبادرة العربية.
وهذا ما أوقف التوسع الإسرائيلي الذي اتجه نحو الاستيطان كنوع من الالتفاف على المبادرة، لكن العالم أقر بأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية عمل غير مشروع، فلم تفلح إسرائيل في إضفاء الشرعية الدولية عليه.

كما أن هناك من نادى بالسلام داخل إسرائيل على أساس هذه المبادرة، وعلى رأس هؤلاء «يائير هير شفيلد» الذي يمثل الجناح اليساري، أما الجناح اليميني الذي أخذ ينادي بالسلام على أسس المبادرة العربية فهو «إيجال رابين» ابن الرئيس الأسبق «إسحاق رابين» الذي أغتيل من قبل اليمين الرافض للسلام، بالإضافة إلى «هابرمان»، فاكتسبوا تأييدا جيدا لتحقيق السلام بين العرب والإسرائليين، فانضمت إليهم قيادات فاعلة على رأسها شيمون بيريز.
لقد صمدت المبادرة أمام الكثير ممن أرادوا إسقاطها عند كل حادث أو أزمة، واليوم تطالعنا مبادرة من الجامعة العربية بقصد تحريك المفاوضات تقضي بقبول تبادل بعض الأراضي مع إبقاء المبادرة العربية.
فهل يقصد من هذه المبادرة الجديدة تجديد المبادرة العربية؟ أم أن القصد منها هو تحريك المفاوضات؟ وهل من حق الدول العربية أن تتنازل عن بعض الأراضي الفلسطينية؟ أم أن هناك شأنا فلسطينيا على الفلسطينيين تقريره؟ وما هي الأراضي التي تريد إسرائيل أن يتنازل الفلسطينيون عنها لإسرائيل؟ هل هي القدس؟ وهل تتخلى عنها إسرائيل؟ أم أن هذه الترتيبات سوف تدخلنا في نفق مظلم؟.