-A +A
عبدالعزيز معافا (ضمد)
يقتات العم موسى عبده من بيع الذرة الشامية منذ 35 عاما في أسواق جازان الشعبية، وعلى الرغم من مواجهته الشرر المتطاير من الفحم الذي يستخدمه في شي الذرة، وحرارة النار المنبعثة من الموقد أمامه طيلة تلك السنين، إلا أنه لا يفضل غيرها وسيلة لكسب الرزق، الذي يغنيه عن سؤال الآخرين، فعفته وكبرياؤه من أبرز الأسلحة التي يستخدمها لمواجهة أعباء الحياة. ارتبط أهالي ضمد بالعم موسى منذ أكثر من ثلاثة عقود، فما إن تنقشع عتمة الليل وتعلن الشمس قدوم يوم الاثنين من كل أسبوع في المحافظة، حتى يظهر بائع الذرة في السوق الشعبي، بعد أن يؤدي صلاة الفجر جماعة في المسجد، وبين الباعة الذين يغص بهم الموقع، ترى العم موسى أمام بسطته يقف بين الدخان المتصاعد من الموقد أمامه، يزاول مهنته التي ألفها ورفض التخلي عنها على الرغم من الرزق اليسير الذي يناله منها. وقال العم موسى: «منذ أكثر من 35 عاما وأنا أتنقل من سوق لآخر في المنطقة حاملا الفحم وأكياس الذرة الشامية، أزاول المهنة التي أحببتها، غير عابئ بلهيب النار، والشرر المتطاير من الجمر، الذي يؤذي عيني، ويخترق ملابسي»، مؤكدا أنه لن يتخلى عنها على الرغم من قلة مدخولها أمام ماراثون التقنية. وأكد أن بيع الذرة بات يسري في دمه، خصوصا أن أكل العيش يحتاج إلى الصبر، مرجعا عشقه لهذه المهنة إلى أنها تغنيه عن مد يده للآخرين. وبات العم موسى معلما في أسواق جازان ومعروفا لدى أهلها فهو يتواجد يوم الاثنين في ضمد، وفي الثلاثاء يتوجه للعمل في سوق صبيا، ويوم الأحد في أحد المسارحة، بحثا عن لقمة العيش الحلال التي تغنيه عن سؤال الآخرين. ويتوقع العم موسى أنه بات الشخص الوحيد الذي يزاول بيع الذرة في جازان، بعد أن تركها الكثيرون هربا من حرارة الجمر، فالحصول على ريال من هذه المهنة يأتي لقاء سيل من شرار النار المتطاير من موقد شي الذرة كما يقول العم موسى.