حين يتعلق حديثنا بالإخلاص، ويذكر الضمير في طيات الكلام كضرورة حتمية وماسة، فإن الأمر لا ينحصر في حماة الأرواح والأبدان الذين ذكرتهم في مقالي السابق، وهم الأطباء. فأنا أحمل في قلبي عتبا كبيرا على كل من ائتمناه كبشر، على قلوبنا وعقولنا وأجسادنا!
وليس القسم معيارا لقياس إنسانيتهم أو مدى تمسكهم بأخلاقيات مهنهم أو يقظة ضمائرهم! فمن يمتهن الكتابة على سبيل المثال ويحمل على عاتقه هم الإنسان الذي يتقاسم معه هذا الكوكب، لا يؤدي قسما أو يتلو ترانيم معينة، قبل أن يلتحق بصحيفة ما أو يشرع في كتابة رواية! والمعلم الذي يقضي جل وقته ليلا في تحضير ما سيقدمه صباحا لتلك العقول التي دفع بها ذووها لتلقف ما ستستند عليه في بناء مستقبلها، لم يقسم كذلك! والعاملة المنزلية التي استوطنت قلوب من تعمل لديهم قبل أن تستوطن الحجرة التي منحت إياها في منزلهم، وباتت تعرف كل القصص التي تخفيها تلك الجدران، لم تقسم أبدا! والإعلامي الذي يغرد بصوته الذهبي عبر المذياع أو يطل عبر الصندوق الفضي، والذي يعتمد عليه المتلقي في الحصول على معلومات دقيقة وصحيحة في مناحي الحياة المختلفة، لم يقسم أيضا!
وإن فكرت قليلا يا قارئي العزيز، فستدرك بأننا كثيرا ما ننسى بأن هناك ما يسمى بالبديهيات، وهي مسلمات لا تقبل الجدل فيها! كأن أذكر بأنك في اللحظة التي تقرر فيها اتخاذ مهنة شريفة تخدم بها نفسك ومجتمعك ووطنك، تكون قد قطعت عهدا مع الله بتقديم الأفضل ولا شيء غيره! ويكفيك شرف الانتماء لتلك المهنة، والذي يعادل في نظري قدسية القسم!
لن أطيل الحديث أكثر، وسأختم مقالي بأن أذكرك بأن الخطوة الأولى في التحول إلى مارد تتحقق بموت الضمير - الذي تحدثت عنه كثيرا في مقالاتي - ولكي تحول دون حدوث ذلك، يجب أن تبقيه قويا وصامدا في وجه المغريات! فبضعفه، لن يكون القسـم سوطا نضرب به على ظهر التهاون.. وبموته لا معنى للقسم!.
Randa_sheikh@yahoo.com
وليس القسم معيارا لقياس إنسانيتهم أو مدى تمسكهم بأخلاقيات مهنهم أو يقظة ضمائرهم! فمن يمتهن الكتابة على سبيل المثال ويحمل على عاتقه هم الإنسان الذي يتقاسم معه هذا الكوكب، لا يؤدي قسما أو يتلو ترانيم معينة، قبل أن يلتحق بصحيفة ما أو يشرع في كتابة رواية! والمعلم الذي يقضي جل وقته ليلا في تحضير ما سيقدمه صباحا لتلك العقول التي دفع بها ذووها لتلقف ما ستستند عليه في بناء مستقبلها، لم يقسم كذلك! والعاملة المنزلية التي استوطنت قلوب من تعمل لديهم قبل أن تستوطن الحجرة التي منحت إياها في منزلهم، وباتت تعرف كل القصص التي تخفيها تلك الجدران، لم تقسم أبدا! والإعلامي الذي يغرد بصوته الذهبي عبر المذياع أو يطل عبر الصندوق الفضي، والذي يعتمد عليه المتلقي في الحصول على معلومات دقيقة وصحيحة في مناحي الحياة المختلفة، لم يقسم أيضا!
وإن فكرت قليلا يا قارئي العزيز، فستدرك بأننا كثيرا ما ننسى بأن هناك ما يسمى بالبديهيات، وهي مسلمات لا تقبل الجدل فيها! كأن أذكر بأنك في اللحظة التي تقرر فيها اتخاذ مهنة شريفة تخدم بها نفسك ومجتمعك ووطنك، تكون قد قطعت عهدا مع الله بتقديم الأفضل ولا شيء غيره! ويكفيك شرف الانتماء لتلك المهنة، والذي يعادل في نظري قدسية القسم!
لن أطيل الحديث أكثر، وسأختم مقالي بأن أذكرك بأن الخطوة الأولى في التحول إلى مارد تتحقق بموت الضمير - الذي تحدثت عنه كثيرا في مقالاتي - ولكي تحول دون حدوث ذلك، يجب أن تبقيه قويا وصامدا في وجه المغريات! فبضعفه، لن يكون القسـم سوطا نضرب به على ظهر التهاون.. وبموته لا معنى للقسم!.
Randa_sheikh@yahoo.com