-A +A
سعيد السريحي
حمل مسؤول في وزارة التجارة والصناعة خبرا يشبه البشرى حين تحدث عن أن موانئ المملكة سوف تستقبل خلال أسبوعين كميات كبيرة من الأسمنت المستورد، مشيرا إلى أن توفر الأسمنت سوف يساهم في انخفاض قيمته إلى 14 ريالا للكيس الواحد.
ولم يكن لمثل هذا الخبر الاقتصادي البحت أن يكون بشرى لولا أن أزمة الأسمنت بلغت حدا أصبحت فيه تشكل تهديدا لعمليات البناء، سواء تمثلت في المنشآت العامة، أو حركة العمران التي تشهد ما يشبه الطفرة منذ سنوات.
الخبر الذي يشبه البشرى إن لم يكن بشرى يطرح تساؤلا حادا عما إذا كنا بحاجة إلى أن تبلغ أزمة الأسمنت حدا يضطر الجهات الأمنية أن تراقب وتحفظ الأمن في مواقع توزيعه لكي ندرك أننا بحاجة إلى استيراد كميات من الأسمنت يمكن لها أن تقدم حلا للأزمة، وتساهم في دعم حركة الإنشاء والعمران.
ومن شأن تأخر الاستيراد حتى الآن، إذا ما استثنينا الاستيراد من الدول المجاورة والذي لم يلب شيئا من احتياجات السوق، أن يعد مؤشرا على غياب النظرة المستقبلية التي يمكن لها أن تقدم الحلول التي تحول دون ظهور الأزمات فضلا عن تفاقمها، وغياب النظرة المستقبلية ليس ناتجا عن سوء التخطيط كما أن سوء التخطيط ليس ناتجا عنه، وإنما هو لغياب الإدراك لما تحتاجه الطفرة العمرانية من إمكانات ينبغي أن تتوفر في السوق المحلية، وكذلك غياب الوعي بعجز مصانع الأسمنت المحلية عن توفير احتياجات الطفرة العمرانية والإنشائية من الأسمنت.
غير أن الأخطر من غياب النظرة المستقبلية إنما يتمثل في المستفيدين من أزمة الأسمنت سواء كانوا الممثلين في شركات الأسمنت أوالموزعين للأسمنت أو الجهات التي كان ينبغي لها أن تلعب دورا لمنع تحقق هذه الاستفادة على حساب المنشآت الوطنية، وحركة العمران.
خبر وصول كميات كافية من الأسمنت المستورد خلال أسابيع من حقه أن يفتح الأبواب لأخبار أخرى تبدأ بمعالجة غياب النظرة المستقبلية، وتنتهي بالحيلولة دون استمرار استفادة المستفيدين من الأزمات على حساب الوطن.




Suraihi@gmail.com



للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250
موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة