-A +A
احمد عائل فقيهي
هناك تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية كبيرة ومفصلية يمر بها العالم العربي، وهناك واقع جديد ومختلف وجذري ينبغي التعامل معه برؤية فاحصة وماعنة، ذلك أن هذه التحولات تقول بعالم عربي جديد، وثمة خرائط سياسية جديدة يجب الوعي بخطورتها في المستقبل القريب والبعيد على الأجيال العربية القادمة.
إن هذه التحولات تعكس فكر الأجيال الجديدة التي تتصل اتصالا مباشرا بتقنيات العصر والوسائل الحديثة، ومرتبطة أيضا باحتقانات اجتماعية في بعض البلدان العربية، إضافة ــ وهذا هو الأهم ــ إلى الواقع الاقتصادي والتنموي لهذه البلدان، وهو ما يجعلنا ندرك أهمية النظر إلى ما يحدث دون إهمال أننا وسط كل هذه الأحداث العاصفة والتحولات الكبرى التي تحدث، ولذلك لا يمكن إغفال كل ذلك، ومن هنا نقرأ كل هذه الأحداث والتحولات بعقل ثاقب وبصر وبصيرة ترى أبعد ما وراء كل هذا الذي يحصل ويجري، ذلك أننا جزء من خارطة عربية وإسلامية كبيرة ومتشابكة في تداخلاتها، لذلك أتساءل: أين مراكز البحث واتجاهات الرأي ــ التي هي قليلة وغير مؤثرة ــ عن كل ما يحدث ويجري، هل ثمة دراسات وندوات ومؤتمرات تقوم وتقرأ ما يحدث، كيف لنا أن نكون على المستوى الفكري والثقافي والسياسي والاقتصادي على وعي وإدراك بما نراه من حرائق تشتعل هناك، وكيف يمكن التنبه لكل هذا الخراب الذي نراه ونشاهده ويحاول الكثير التغافل عنه وعدم النظر إليه.
إن الواقع العربي ينذر بمخاطر كبيرة، وهناك من لا يهتم بهذه القضايا الكبرى التي تتصل اتصالا مباشرا بحاضر ومستقبل الأمة ومصير الأجيال الجديدة والطالعة والتي تفكر برؤية جديدة.. ومختلفة.
والسؤال الأهم الآن: أين نحن مما يحدث ويجري، وهل نقرأ هذه التحولات الجذرية بعقول تفكر وتدرك أهمية أننا جزء من هذا العالم، وأننا نقف وسط هذا الحريق الذي يحيط بنا من كل جانب.. ثم من يطفئ هذا الحريق، من يوقف هذا الخراب في بعض دول الربيع العربي؟.

a_faqehi@hotmail.com



للتواصل أرسل sms إلى 88548
الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701
زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة