-A +A
بدر بن أحمد كريِّم
هذا مثل شعبي يُضرب عادة للحارس الذي يخون ما اؤتمن عليه، إذ لا يتورّع عن ارتكاب هذه الجريمة، المُطالب بمنعها والتصدّي لها والقبض على المجرمين والمُفسدين، المعتدين على الأموال العامة والخاصة، فقد اعتقلت قبل أيام سلطات الأمن البنمية «أحد ممثلي الادعاء المختصين بمكافحة الفساد، عقب تصويره بالفيديو»، وهو مُتورّط في الفساد المفترض أنه مُوكَلٌ بمكافحته، حيث تلقى (500) دولار نقداً.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن النائب العام هناك قوله: «إنّ السلطات البنمية تتحرك ضد فساد المسؤولين القضائيين» وتشير المعلومات التي رافقت الخبر إلى أنّ «آخر مسؤول فاسد أُلقي القبض عليه هو: سكرتير مكتب المدعي العام لشؤون مكافحة الفساد، المُتهم بابتزاز أموال من أقارب المُحتجزين» وأشارت الوكالة إلى أن «قضية فساد مكتب المدعي العام لشؤون مكافحة الفساد، هي الأحدث في سلسلة الفضائح التي تهز السلطة القضائية، والشرطة، والنظام السياسي في بنما».

الفساد لم يعد اليوم ظاهرة تبدو للعيان في مجتمع بعينه، إنها هنا وهناك، وباتت تمثل وتيرة تتصاعد بكل أشكالها وأنماطها، في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة، الأمنية منها، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية وغيرها.
وكيف يظهر الفساد في البر والبحر؟ لقد ظهر }بما كسبت أيدي الناس ليُذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون| (سورة الروم، الآية 41) ومن هنا «وجب على المجتمع مقاومة المفسدين، وردعهم، وتجريمهم، وتجريم أفعالهم، وإيقافهم عند حدودهم، حتى لا يستمر الفساد ويستشري، ويكون حينئذ الطوفان».
انحسار مفهوم الخوف من الله، وعدم الاكتراث بالمسؤولية الفردية والجماعية والمجتمعية، واستغلال الوظيفة لأغراض شخصية، وتحلل البيت من أدواره التعليمية، والتربية المدرسية الخاطئة، وغياب الرقابة الحكومية الفعالة، وانهماك وسائل الإعلام في بث مضامين مخلة بالنظام الاجتماعي العام، كل هذه العوامل وغيرها تقود الفرد إلى الفساد، ولا تُعزز وعيه المعرفي بخطورته.
* * *
إلى الأخ الحسن أحمد عثمان (فندق البدر/ مكة المكرمة):
أزجي لك الشكر على ما جاء في رسالتك، وأعتذر عن تأخري في الرد عليها، وقد علمتُ من «عكاظ» أنها صححت الخطأ في الصفحة الأخيرة من عدد اليوم التالي (16 المحرم 1427هـ) بقولها: «حدث خطأ فني في كاريكاتير الصفحة الأخيرة يوم أمس، حيث كانت فكرته عن العمالة السائبة، وليست العمالة الوافدة، التي تعيش بيننا معزّزة، وتسهم معنا في البناء والتنمية» وفي يقيني أن «عكاظاً» عبّرت عن مشاعر أفراد المجتمع السعودي كافة.
فاكس: 014543856
badrkerrayem@hotmail.com