وصف السفير الايراني في الرياض سيد محمد حسيني ما يجري في العراق من قتل وتدمير بأنه امر مؤلم للغاية نافياً ان يكون لطهران أي تدخل في شؤون العراق الداخلية موضحاً ان سياسة طهران واضحة وتقوم على تحقيق الوحدة والتعايش بين شتى الطوائف والمذاهب الاسلامية شيعية كانت أم سنية..و أكد في اول حديث لصحيفة سعودية عقب تعيينه سفيراً لطهران في الرياض على ضرورة وجود عالم خال من اسلحة الدمار الشامل أشار السفير الى ان هناك تطابقاً في وجهات النظر بين الرياض وطهران فيما يتعلق بمنطقة الشرق الاوسط وضرورة خلوها من اسلحة الدمار الشامل لافتاً الى ان كل نشاطات طهران النووية سلمية تماماً وسليمة في نفس الوقت ووفقاً للمعايير الدولية ولا يمكن ان تثير قلق دول الجوار، ودعا حسيني الذين تركوا طاولة المحادثات ان يعرفوا بأنه لا بد لهم ان يعودوا اليها مرة اخرى. وفيما يلي نص الحوار:
بداية تشرفتم مؤخراً بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسلمتم أوراق اعتمادكم سفيراً لطهران في الرياض.. ماذا يعني لكم قرار تعيينكم سفيراً؟
- الحقيقة كما تعرفون انه تربط ايران بالمملكة العربية السعودية علاقات تاريخية وقديمة تعود الى ثمانين عاماً لكنها دخلت مرحلتها الجديدة بعد الثورة الاسلامية في ايران وارجو ان تسمح لي بتسليط الضوء على بداية العلاقات بين البلدين الشقيقين حيث انطلقت هذه العلاقات بعد لقاء تم بين الرئيس هاشمي رفسنجاني وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان ولياً للعهد في وقتها واستمرت بفضل الجهود المخلصة التي بذلت من قبل المسؤولين من الجانبين وتوجت بزيارات متبادلة في اعلى المستويات وعلى رأسهم زيارة الرئيس هاشمي رفسنجاني والرئيس خاتمي للمملكة وكذلك زيارة خادم الحرمين الشريفين للجمهورية الاسلامية الايرانية للمشاركة في مؤتمر القمة الاسلامية الذي عقد بطهران ومن ثم في الفترة الاخيرة جاءت زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد تأكيداً لسياستنا الراهنة للتطوير الشامل للعلاقات مع كافة الدول الاسلامية ولا سيما الدول الجارة وطبعاً في هذا الاطار توجد مكانة خاصة للمملكة العربية السعودية.
اما فيما يتعلق بقرار تعييني سفيراً لطهران فقد كلفت من قبل الرئيس بتولي هذه المهمة الكبرى في هذه الارض المقدسة التي تحتضن الحرمين الشريفين حيث اعتبرها شرفاً كبيراً لي لكي أبذل قصارى جهدي لمزيد من التطور في العلاقات بين البلدين ولقد لمست منذ وصولي الى المملكة العربية السعودية نفس الرغبة والارادة لدى المسؤولين في المملكة وخاصة عند خادم الحرمين الشريفين.
كيف تقيمون ما تحقق من تطور في العلاقات بين البلدين؟
- الواقع يؤكد انه تم تحقيق تقدم ملحوظ في العلاقات والتعاون الثنائي لكنه بالتأكيد ليس على المستوى المطلوب ولا يلبي رغبة القيادتين الرشيدتين وعلى هذا الاساس يبذل الجانبان جهداً كبيراً لترجمة ارادة المسؤولين وتوظيف الامكانيات لتحقيقها ومن واجبنا كدبلوماسيين وتنفيذيين توفير كل ما نحتاجه والتنسيق مع الجهات المعنية في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية بين البلدين الشقيقين لبلورة ما نريده.
وماذا عن العلاقات في المجالات السياسية تحديداً؟
- في المجال السياسي لاشك ان هناك دورا كبيرا للبلدين لمعالجة التحديات والمشاكل وتأتي هذه الاهمية من مكانتهما واهميتهما على الصعيد الاقليمي والعالمي لا سيما في العالم الاسلامي، اننا نعتقد ان هناك قدرات وكفاءات كبيرة جداً ولا بد لنا ان نستفيد منها للتأثير على القضايا في العالم الاسلامي، نحن على قناعة بأنه بإمكان الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية لعب الادوار الايجابية لتحقيق الاستقرار وتوفير الامن في المنطقة.
نحن من المؤمنين الذين يعتقدون بأنه لا يمكن معالجة القضايا في المنطقة الا بواسطة ابنائها ولا يمكن للغرباء الذين يجهلون ثقافتنا الغنية ولا يقدرون ظروفنا معالجة قضايانا، وخير دليل على لعب دور فاعل هو ما شاهدناه في لبنان وقطفنا ثمار هذا التعاون اخيراً، نحن نعتقد انه بمزيد من التفاهم يمكن تحقيق المزيد من الاستقرار والامن وخلق الطمأنينة والتطمين للعالم الاسلامي الذي ينتظر منا المزيد من التشاور والتعاون في قضايا المنطقة.
هناك لجنة ايرانية سعودية للتعاون الاقتصادي.. كيف تقيمون دورها وما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
- كما تعلمون هناك لجنة ايرانية سعودية مشتركة للتعاون الاقتصادي وتنظيم مجالات العمل المشترك بين البلدين لاسيما في المجال الاقتصادي. اجتمعت اللجنة سبع دورات في عاصمتي البلدين وآخرها كانت في مدينة الرياض ونتوقع تشكيل الدورة الثامنة لها في القريب العاجل بإذن الله وببرنامج عمل للتعاون بشكل افضل في مجال الطاقة والبتروكيماويات والصناعات التحويلية والخدمات الفنية والهندسية. حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ حوالى 500 مليون دولار وكما قلت ان هذا المستوى ضئيل وليس مقبولاً ولا يلبي طموحات المسؤولين.
ما الذي فعلته طهران أو الذي تنوي فعله لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين؟
- اعلنا بأننا مستعدون تماما للتعاون في العديد من المجالات وخاصة فيما يتعلق بالاستثمار في المشاريع البتروكيماوية وكذلك ابدى الجانب السعودي استعداده للاستثمار في مجال انشاء الفنادق الجديدة في ايران، وفي المقابل نحن اعلنا عن استعدادنا للتعاون في مجال تصدير الخدمات الفنية والهندسية والمنتوجات الصناعية وشبه الصناعية والزراعية الى المملكة، وفي السنوات الأخيرة بدأنا مجالا جديدا للتعاون مع اخوتنا في المملكة بخصوص السياحة. كما تعرفون نحن نرسل سنويا حوالى 700 ألف حاج ومعتمر الى المملكة ونستقبل عددا من المواطنين السعوديين الذين يذهبون لقضاء فترات الاستراحة وزيارة الاماكن الطبيعية في ايران.
هناك مخاوف عدة لدول الجوار من هذا البرنامج ماذا فعلت ايران لإزالة المخاوف في المنطقة وبعض دول العالم بشأن سلمية البرنامج والدور الذي تقوم به لإقناع دول الجوار للحفاظ على البيئة؟
- بخصوص الملف النووي كما تعلمون لهذا الملف جانبان الجانب الاول يتعلق بالنواحي القانونية والفنية والآخر يتعلق بالجانب السياسي لكن التعامل الاحادي والمنحاز او بعبارة اخرى ازدواجية التعامل مع القضايا الدولية تعتبر نهجا غير ناجح ولا تؤتي ثمارا طيبة وتعارض سيادة الشعوب وحقها لتقرير المصير والاستفادة من العلم لتحقيق التنمية.
بالتأكيد اي عضوية في المؤسسات الدولية لها شروطها وكذلك انتماؤنا الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وموافقتنا على معاهدة الحد من الانتشار النووي. هناك حقوق لابد من استيفائها وفقا للقوانين والانظمة الواردة في المنظمات الدولية. اننا نؤكد على حق كافة الشعوب في استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية ونعتقد ان العلم واستخدام افضل الطرق لتوفير حياة افضل يعتبر مطلبا مشروعا لأي شعب ولأي حكومة في العالم تشعر بمسؤولية تجاه مواطنيها وعلى هذا الأساس نؤكد على حقنا المشروع للتزود بهذه التقنية للاغراض السلمية وتؤيدنا في هذه السياسة 18 دولة في العالم.
لكن هناك من يتحدث من عدم تعاون لطهران مع الوكالة الذرية وحتى مع المجتمع الدولي ولهذا جاء قرار فرض العقوبات؟
- نحن اخترنا التعاون مع المجتمع الدولي لابراز الشفافية في نشاطاتنا النووية والمبادرة الأخيرة كانت احد مظاهر التعاون الكامل للجمهورية الاسلامية الايرانية حيث دعونا سفراء دول عدم الانحياز لزيارة المواقع النووية كما وجهنا دعوة الى اخوتنا في المنطقة وأبدينا استعدادا تاما لاستقبالهم وفتح ابواب هذه المنشآت لابداء حسن نوايانا تجاه اخوتنا، كما زار بعض المراسلين العالميين والعرب ومن المملكة المواقع الايرانية في العام المنصرم ووجهنا بهذا العمل رسائل تطمينية لنؤكد على ان نشاطاتنا النووية سلمية تماما وسليمة في نفس الوقت وتكون وفقا للمعايير الدولية على أساس تصريحات الفنيين الدوليين الصادرة بهذا الشأن.
في رأيكم لماذا كل هذه الضجة، ولماذا لا يكون الحوار هو مفتاح الحل؟
- نحن نعتقد ان الذين تركوا طاولة المحادثات والحوار يجب ان يعرفوا بأنه لابد لهم ان يعودوا مرة اخرى الى اعتماد لغة الحوار مع ايران التي أبدت دائما استعدادها لمواصلة الحوار ولم تسد في يوم من الايام باب الحوار. ونحن نؤكد على وجود عالم خال من اسلحة الدمار الشامل ونتفق مع اخواننا في المملكة العربية السعودية على ضرورة ان تكون منطقة الشرق الأوسط ومنطقتنا خالية من اي اسلحة للدمار الشامل.
للننتقل لملفات الشرق الأوسط.. كيف تتعامل طهران مع الوضع المتأزم في المنطقة؟
- فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط بداية أود ان أذكر بأن التطوير الشامل للعلاقات مع الدول الاسلامية ولا سيما الجارة في المنطقة تعتبر من الاولويات الأساسية في السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية التي تريد الأمن والاستقرار للمنطقة التي عانت كثيرا من المشاكل وتعارض أي عمل من شأنه توتير الاجواء وخلق المشاكل القومية والمذهبية.
دعني انتقل معكم الى الشأن العراقي وعلاقة ايران بما يجري هناك؟
- فيما يتعلق بالعراق عارضت ايران منذ البداية احتلال العراق واعلنت مرارا على ضرورة خروج القوات المحتلة من العراق ودعت الى الاستقرار والأمن والوحدة والسيادة في العراق ولكن مبدأ الاحتلال في حد ذاته يكون مشكلة كبيرة ويعقد الأمور حيث نرى التناقض السافر في ادعاءات الأمريكيين من جهة وممارساتهم من جهة أخرى.
طهران تدعم الشعب العراقي والحكومة العراقية دون اي تدخل في شؤونه الداخلية وسياستنا واضحة تقوم على تحقيق الوحدة والتعايش بين شتى الطوائف والمذاهب الاسلامية شيعية كانت أم سنية.
وكيف تقرأون ما يحدث من قتل وتدمير في العراق؟
- الوضع في العراق وضع مؤلم جدا حيث يقتل شعب ويشرد وتمارس بحقه عمليات ارهابية واجرامية ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت ولا تزال تدعو الى تبني لغة الحوار وتبادل الافكار بل وأنها تدعو الى الحوار بين اصحاب كافة المذاهب والطوائف سواء كانت الشيعية أو السنية واسترعت دائما انتباه الجميع على ان لا يقعوا في فخ الاعداء الذين ينادون لبث الفرقة لتمرير مشاريعهم الاستعمارية.
في ظل تصاعد الأزمة النووية وسخونة الاحداث في المنطقة ما الذي تخشاه ايران؟
- لدينا قلق من الفتنة ومن الاقتتال بين الاخوة، والمسلمون لاحظوا الدول الاوروبية التي شهدت خلافات جذرية الا انهم بالنهاية ادركوا بأن في الاتحاد قوة فكيف بالنسبة لنا كمسلمين وبكل هذه المشتركات وبهذا التقارب بين الثقافة والتاريخ والعقائد والعادات والتقاليد لا نستطيع ان نترجم ما نريده عمليا لنجعل الآخرين يعرفون ما نريده ولا تكون لنا الكلمة ونحن بهذا الدين المبارك المليء بالمفاهيم والقيم الانسانية ونحن بثرواتنا الهائلة التي يمكننا ان نجعلها في خدمة تنمية مجتمعاتنا أعود وأقول اننا نؤمن بضرورة التعاون بين كافة الدول الاسلامية لوأد الفتنة وفي هذا المجال لا بد من التأكد على الدور الهام لايران والمملكة.
بداية تشرفتم مؤخراً بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسلمتم أوراق اعتمادكم سفيراً لطهران في الرياض.. ماذا يعني لكم قرار تعيينكم سفيراً؟
- الحقيقة كما تعرفون انه تربط ايران بالمملكة العربية السعودية علاقات تاريخية وقديمة تعود الى ثمانين عاماً لكنها دخلت مرحلتها الجديدة بعد الثورة الاسلامية في ايران وارجو ان تسمح لي بتسليط الضوء على بداية العلاقات بين البلدين الشقيقين حيث انطلقت هذه العلاقات بعد لقاء تم بين الرئيس هاشمي رفسنجاني وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان ولياً للعهد في وقتها واستمرت بفضل الجهود المخلصة التي بذلت من قبل المسؤولين من الجانبين وتوجت بزيارات متبادلة في اعلى المستويات وعلى رأسهم زيارة الرئيس هاشمي رفسنجاني والرئيس خاتمي للمملكة وكذلك زيارة خادم الحرمين الشريفين للجمهورية الاسلامية الايرانية للمشاركة في مؤتمر القمة الاسلامية الذي عقد بطهران ومن ثم في الفترة الاخيرة جاءت زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد تأكيداً لسياستنا الراهنة للتطوير الشامل للعلاقات مع كافة الدول الاسلامية ولا سيما الدول الجارة وطبعاً في هذا الاطار توجد مكانة خاصة للمملكة العربية السعودية.
اما فيما يتعلق بقرار تعييني سفيراً لطهران فقد كلفت من قبل الرئيس بتولي هذه المهمة الكبرى في هذه الارض المقدسة التي تحتضن الحرمين الشريفين حيث اعتبرها شرفاً كبيراً لي لكي أبذل قصارى جهدي لمزيد من التطور في العلاقات بين البلدين ولقد لمست منذ وصولي الى المملكة العربية السعودية نفس الرغبة والارادة لدى المسؤولين في المملكة وخاصة عند خادم الحرمين الشريفين.
كيف تقيمون ما تحقق من تطور في العلاقات بين البلدين؟
- الواقع يؤكد انه تم تحقيق تقدم ملحوظ في العلاقات والتعاون الثنائي لكنه بالتأكيد ليس على المستوى المطلوب ولا يلبي رغبة القيادتين الرشيدتين وعلى هذا الاساس يبذل الجانبان جهداً كبيراً لترجمة ارادة المسؤولين وتوظيف الامكانيات لتحقيقها ومن واجبنا كدبلوماسيين وتنفيذيين توفير كل ما نحتاجه والتنسيق مع الجهات المعنية في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية بين البلدين الشقيقين لبلورة ما نريده.
وماذا عن العلاقات في المجالات السياسية تحديداً؟
- في المجال السياسي لاشك ان هناك دورا كبيرا للبلدين لمعالجة التحديات والمشاكل وتأتي هذه الاهمية من مكانتهما واهميتهما على الصعيد الاقليمي والعالمي لا سيما في العالم الاسلامي، اننا نعتقد ان هناك قدرات وكفاءات كبيرة جداً ولا بد لنا ان نستفيد منها للتأثير على القضايا في العالم الاسلامي، نحن على قناعة بأنه بإمكان الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية لعب الادوار الايجابية لتحقيق الاستقرار وتوفير الامن في المنطقة.
نحن من المؤمنين الذين يعتقدون بأنه لا يمكن معالجة القضايا في المنطقة الا بواسطة ابنائها ولا يمكن للغرباء الذين يجهلون ثقافتنا الغنية ولا يقدرون ظروفنا معالجة قضايانا، وخير دليل على لعب دور فاعل هو ما شاهدناه في لبنان وقطفنا ثمار هذا التعاون اخيراً، نحن نعتقد انه بمزيد من التفاهم يمكن تحقيق المزيد من الاستقرار والامن وخلق الطمأنينة والتطمين للعالم الاسلامي الذي ينتظر منا المزيد من التشاور والتعاون في قضايا المنطقة.
هناك لجنة ايرانية سعودية للتعاون الاقتصادي.. كيف تقيمون دورها وما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
- كما تعلمون هناك لجنة ايرانية سعودية مشتركة للتعاون الاقتصادي وتنظيم مجالات العمل المشترك بين البلدين لاسيما في المجال الاقتصادي. اجتمعت اللجنة سبع دورات في عاصمتي البلدين وآخرها كانت في مدينة الرياض ونتوقع تشكيل الدورة الثامنة لها في القريب العاجل بإذن الله وببرنامج عمل للتعاون بشكل افضل في مجال الطاقة والبتروكيماويات والصناعات التحويلية والخدمات الفنية والهندسية. حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ حوالى 500 مليون دولار وكما قلت ان هذا المستوى ضئيل وليس مقبولاً ولا يلبي طموحات المسؤولين.
ما الذي فعلته طهران أو الذي تنوي فعله لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين؟
- اعلنا بأننا مستعدون تماما للتعاون في العديد من المجالات وخاصة فيما يتعلق بالاستثمار في المشاريع البتروكيماوية وكذلك ابدى الجانب السعودي استعداده للاستثمار في مجال انشاء الفنادق الجديدة في ايران، وفي المقابل نحن اعلنا عن استعدادنا للتعاون في مجال تصدير الخدمات الفنية والهندسية والمنتوجات الصناعية وشبه الصناعية والزراعية الى المملكة، وفي السنوات الأخيرة بدأنا مجالا جديدا للتعاون مع اخوتنا في المملكة بخصوص السياحة. كما تعرفون نحن نرسل سنويا حوالى 700 ألف حاج ومعتمر الى المملكة ونستقبل عددا من المواطنين السعوديين الذين يذهبون لقضاء فترات الاستراحة وزيارة الاماكن الطبيعية في ايران.
هناك مخاوف عدة لدول الجوار من هذا البرنامج ماذا فعلت ايران لإزالة المخاوف في المنطقة وبعض دول العالم بشأن سلمية البرنامج والدور الذي تقوم به لإقناع دول الجوار للحفاظ على البيئة؟
- بخصوص الملف النووي كما تعلمون لهذا الملف جانبان الجانب الاول يتعلق بالنواحي القانونية والفنية والآخر يتعلق بالجانب السياسي لكن التعامل الاحادي والمنحاز او بعبارة اخرى ازدواجية التعامل مع القضايا الدولية تعتبر نهجا غير ناجح ولا تؤتي ثمارا طيبة وتعارض سيادة الشعوب وحقها لتقرير المصير والاستفادة من العلم لتحقيق التنمية.
بالتأكيد اي عضوية في المؤسسات الدولية لها شروطها وكذلك انتماؤنا الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وموافقتنا على معاهدة الحد من الانتشار النووي. هناك حقوق لابد من استيفائها وفقا للقوانين والانظمة الواردة في المنظمات الدولية. اننا نؤكد على حق كافة الشعوب في استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية ونعتقد ان العلم واستخدام افضل الطرق لتوفير حياة افضل يعتبر مطلبا مشروعا لأي شعب ولأي حكومة في العالم تشعر بمسؤولية تجاه مواطنيها وعلى هذا الأساس نؤكد على حقنا المشروع للتزود بهذه التقنية للاغراض السلمية وتؤيدنا في هذه السياسة 18 دولة في العالم.
لكن هناك من يتحدث من عدم تعاون لطهران مع الوكالة الذرية وحتى مع المجتمع الدولي ولهذا جاء قرار فرض العقوبات؟
- نحن اخترنا التعاون مع المجتمع الدولي لابراز الشفافية في نشاطاتنا النووية والمبادرة الأخيرة كانت احد مظاهر التعاون الكامل للجمهورية الاسلامية الايرانية حيث دعونا سفراء دول عدم الانحياز لزيارة المواقع النووية كما وجهنا دعوة الى اخوتنا في المنطقة وأبدينا استعدادا تاما لاستقبالهم وفتح ابواب هذه المنشآت لابداء حسن نوايانا تجاه اخوتنا، كما زار بعض المراسلين العالميين والعرب ومن المملكة المواقع الايرانية في العام المنصرم ووجهنا بهذا العمل رسائل تطمينية لنؤكد على ان نشاطاتنا النووية سلمية تماما وسليمة في نفس الوقت وتكون وفقا للمعايير الدولية على أساس تصريحات الفنيين الدوليين الصادرة بهذا الشأن.
في رأيكم لماذا كل هذه الضجة، ولماذا لا يكون الحوار هو مفتاح الحل؟
- نحن نعتقد ان الذين تركوا طاولة المحادثات والحوار يجب ان يعرفوا بأنه لابد لهم ان يعودوا مرة اخرى الى اعتماد لغة الحوار مع ايران التي أبدت دائما استعدادها لمواصلة الحوار ولم تسد في يوم من الايام باب الحوار. ونحن نؤكد على وجود عالم خال من اسلحة الدمار الشامل ونتفق مع اخواننا في المملكة العربية السعودية على ضرورة ان تكون منطقة الشرق الأوسط ومنطقتنا خالية من اي اسلحة للدمار الشامل.
للننتقل لملفات الشرق الأوسط.. كيف تتعامل طهران مع الوضع المتأزم في المنطقة؟
- فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط بداية أود ان أذكر بأن التطوير الشامل للعلاقات مع الدول الاسلامية ولا سيما الجارة في المنطقة تعتبر من الاولويات الأساسية في السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية التي تريد الأمن والاستقرار للمنطقة التي عانت كثيرا من المشاكل وتعارض أي عمل من شأنه توتير الاجواء وخلق المشاكل القومية والمذهبية.
دعني انتقل معكم الى الشأن العراقي وعلاقة ايران بما يجري هناك؟
- فيما يتعلق بالعراق عارضت ايران منذ البداية احتلال العراق واعلنت مرارا على ضرورة خروج القوات المحتلة من العراق ودعت الى الاستقرار والأمن والوحدة والسيادة في العراق ولكن مبدأ الاحتلال في حد ذاته يكون مشكلة كبيرة ويعقد الأمور حيث نرى التناقض السافر في ادعاءات الأمريكيين من جهة وممارساتهم من جهة أخرى.
طهران تدعم الشعب العراقي والحكومة العراقية دون اي تدخل في شؤونه الداخلية وسياستنا واضحة تقوم على تحقيق الوحدة والتعايش بين شتى الطوائف والمذاهب الاسلامية شيعية كانت أم سنية.
وكيف تقرأون ما يحدث من قتل وتدمير في العراق؟
- الوضع في العراق وضع مؤلم جدا حيث يقتل شعب ويشرد وتمارس بحقه عمليات ارهابية واجرامية ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت ولا تزال تدعو الى تبني لغة الحوار وتبادل الافكار بل وأنها تدعو الى الحوار بين اصحاب كافة المذاهب والطوائف سواء كانت الشيعية أو السنية واسترعت دائما انتباه الجميع على ان لا يقعوا في فخ الاعداء الذين ينادون لبث الفرقة لتمرير مشاريعهم الاستعمارية.
في ظل تصاعد الأزمة النووية وسخونة الاحداث في المنطقة ما الذي تخشاه ايران؟
- لدينا قلق من الفتنة ومن الاقتتال بين الاخوة، والمسلمون لاحظوا الدول الاوروبية التي شهدت خلافات جذرية الا انهم بالنهاية ادركوا بأن في الاتحاد قوة فكيف بالنسبة لنا كمسلمين وبكل هذه المشتركات وبهذا التقارب بين الثقافة والتاريخ والعقائد والعادات والتقاليد لا نستطيع ان نترجم ما نريده عمليا لنجعل الآخرين يعرفون ما نريده ولا تكون لنا الكلمة ونحن بهذا الدين المبارك المليء بالمفاهيم والقيم الانسانية ونحن بثرواتنا الهائلة التي يمكننا ان نجعلها في خدمة تنمية مجتمعاتنا أعود وأقول اننا نؤمن بضرورة التعاون بين كافة الدول الاسلامية لوأد الفتنة وفي هذا المجال لا بد من التأكد على الدور الهام لايران والمملكة.