-A +A
وكالات (عواصم)
دان مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس تدخل «مقاتلين أجانب» إلى جانب قوات الجيش السوري في القصير، وطلب تحقيقا من الأمم المتحدة حول أعمال العنف في هذه المدينة. وكان قرار بهذا المعنى قدمته الولايات المتحدة وقطر وتركيا تم تبنيه من المجلس بـ36 صوتا مقابل معارضة صوت واحد (فنزويلا). وامتنعت ثماني دول عن التصويت في حين لم تصوت دولتان. وروسيا والصين ليستا حاليا من الدول الـ47 أعضاء المجلس وبالتالي لم تتمكنا إلا من المشاركة في النقاشات من دون التمكن من التصويت.
وتساءل السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ألكسي بورودافكين ما إذا كان يرمي كل ذلك إلى «تقويض الجهود» لتنظيم مؤتمر سلام دولي حول سوريا معروف باسم «جنيف 2» يحاول الأمريكيون والروس تنظيمه.

وقال المندوب السوري لدى مجلس حقوق الإنسان تميم مدني «لا يمكن رعاية القرار في الوقت الذي ندعم فيه مؤتمر جنيف 2». ورأت عدة دول مراقبة أن القرار غير متوازن كفاية.
ورغم كل ذلك، اتفق الدبلوماسيون على قرار «يدين تدخل المقاتلين الأجانب الذين يحاربون لحساب النظام السوري في القصير، ويعرب عن عميق القلق لمشاركتهم التي تزيد الوضع الإنساني وحقوق الإنسان سوءا ما ينعكس سلبا على المنطقة».
ويدين القرار مشاركة حزب الله اللبناني في المعارك لكن من دون تسميته رغم أن عدة دول مثل فرنسا والولايات المتحدة دانت بوضوح دور حزب الله. وقال السفير الفرنسي نيكولا نيمتشينوف إن «السلطات السورية (في القصير) ترتكب مجازر بحق من يفترض أن تحميهم. ويساعدها في ذلك تدخل مقاتلي الجناح العسكري لحزب الله حتى على حساب تهديد الاستقرار الإقليمي». كما دان القرار كافة أعمال العنف في سوريا من كافة أطراف النزاع وطلب من السلطات السورية السماح للعاملين في المجال الإنساني المكلفين بإغاثة المدنيين خصوصا في القصير «بالوصول إليها بحرية ودون قيود».
وأشار القرار أخيرا إلى «ضرورة التحقق من أن المسؤولين عن المجازر في القصير سيحاسبون» وكذلك «أولئك المسؤولون في سوريا عن انتهاكات خطيرة للقوانين الدولية الإنسانية».
وفي السياق طالبت الولايات المتحدة أمس بانسحاب حزب الله الشيعي اللبناني «فورا» من النزاع في سوريا وخصوصا من جبهة مدينة القصير الاستراتيجية، في حين يجري الإعداد لمؤتمر دولي حول سوريا. وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في مستهل ندوتها الصحافية اليومية «إننا ندين بأشد العبارات تصريحات (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله الذي أكد الدور النشط لمقاتليه في المعارك بالقصير وفي أماكن أخرى من سوريا. هذا تصعيد غير مقبول وبالغ الخطورة».