نسبت جريدة عكاظ في الأسبوع الماضي تصريحا لوكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان، قال فيه إن هناك 30 مكتبة عامة جديدة بانتظار الاعتمادات المالية لافتتاحها في عدد من مناطق المملكة، ولم يلفت نظري الرقم بقدر ما لفت نظري أكثر إشارته إلى أن مباني المكتبات العامة الحالية تنقسم إلى ثلاثة أقسام: حكومية مجهزة ومبانٍ وغرف صغيرة مستأجرة الحاجة لها ملحة.
وبناء على ذلك، أقول: من منكم يتذكر أنه ذهب إلى المكتبات العامة في جميع أنحاء المملكة لمجرد القراءة أو استعارة كتاب منذ أن اكتسح النشر الإلكتروني المشهد الثقافي، ومن يتذكر نشاطا ملموسا لتلك المكتبات ، وهذا ما يؤكد غياب أي دور فعال للمكتبات العامة في المملكة.
وهذا لا يعني بأن المكتبات العامة لا يوجد لها أي فائدة، بل على العكس، لكنها في بلادنا تبدو كذلك ودورها الحقيقي غائب إلى حد بعيد؛ بفعل وجودها كمسميات، أما على الواقع فهي أبعد ما تكون عن هذا المسمى الكبير، إضافة إلى الروتين وعدم الوعي المجتمعي بأهميتها.
وهنا نتساءل: ما فائدة المكتبات العامة إذا لم تكن قادرة على القيام بدورها المناط بها؛ مثل تنظيم معارض للكتب وإقامة الفعاليات الثقافية المتنوعة، ولا حاجة لنا بمكتبات يقتصر دورها على عرض الكتب في الأرفف حتى تكسوها الأتربة ولا يتم الالتفات لها طول العام، خصوصا إذا علمنا أن قارئ اليوم لم يعد كقارئ الأمس، حيث أصبحت هناك وسائل أخرى كثيرة يمكن الحصول منها على المعلومات وقراءة الكتب بطريقة سهلة وفعالة، كما أن انتشار الكتب الإلكترونية وسهولة الحصول عليها أضعفت دور المكتبات إلى حد كبير، بالإضافة إلى أن كثيرا من الناس تجد أن الذهاب للمكتبة مضيعة حقيقية للوقت.
وللتدليل على ذلك، فإن مكتبة بوردرز Borders الأمريكية الشهيرة أغلقت أبوابها؛ بسبب عزوف القراء عن اقتناء الكتب الورقية والتحول إلى الكتب الإلكترونية.
وننقل عن موريس جاي (ميتش) فريدمان الرئيس السابق لجمعية المكتبات الأمريكية، والمدير المتقاعد لنظام المكتبات في إحدى مقاطعات نيويورك قوله: «أولا، تمكن شبكة الإنترنت المكتبات العامة من تقديم خدمات إعلامية وإمكانيات وصول إلى المواد 24 ساعة في اليوم على مدى 7 أيام في الأسبوع. ويمكن للذين يملكون قدرة التصفح على الإنترنت، إما في المنزل، أو أي مكان آخر، مراجعة الكتالوغ المنشور الذي يدرج موجودات المكتبة، ثم حجز الكتب التي يودون استعارتها، أو تجديد فترة استعارة الكتب التي لديهم المستحقة للإعادة، أو التي تأخروا عن موعد إعادتها. ويشكل كل هذا جزءا من الوظائف التي تقوم بها الأنظمة المتكاملة للمكتبات العامة، والتي تتوفر للناس عبر الإنترنت على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع».
ويقول أيضا: «لاحظت أنظمة المكتبات العامة التعاونية في مقاطعة وستشستر، بولاية نيويورك، التي تخدم منطقة ضاحية كبرى تحيط بمدينة نيويورك زيادة في عدد حجوزات الكتب من 4 آلاف حجز شهري باستمارة ورقية في العام 1999 إلى أكثر من 93 ألف حجز شهريا خلال العام 2005. وقد تسنى ذلك بسبب تمكن سكان المنازل التي توجد فيها حواسيب في المنطقة من الوصول، في أي وقت كان، إلى نظام كتالوغ المكتبات المنشور على الإنترنت».
وعلى الرغم من الجدل حول منافسة الكتاب الإلكتروني للكتاب الورقي، حيث يرى البعض أن الكتاب الورقي لا يمكن تعويضه، إلا أن الكتاب الإلكتروني يتمتع بمزايا أفضل من الورقي لعدة اعتبارات أقلها سهولة حمل مئات الكتب على جهاز جوال ذكي أو أيباد.
من هنا يتبين لنا ضرورة أن تأخذ المكتبات العامة التي يؤسس لها اليوم في المملكة كل تلك المتغيرات في حسبانها، وتعمل على خلق أدوار معرفية إضافية لها من أجل تسهيل وتطوير التواصل بين الجمهور، وهذا لن يتحقق إلا عن طريق ربط المكتبات العامة السعودية إلكترونيا مع بعضها البعض داخل المملكة ومع الدول الأخرى من أجل تكوين مخزون معرفي جيد يواكب التطور في عالم النشر الإلكتروني.
وبناء على ذلك، أقول: من منكم يتذكر أنه ذهب إلى المكتبات العامة في جميع أنحاء المملكة لمجرد القراءة أو استعارة كتاب منذ أن اكتسح النشر الإلكتروني المشهد الثقافي، ومن يتذكر نشاطا ملموسا لتلك المكتبات ، وهذا ما يؤكد غياب أي دور فعال للمكتبات العامة في المملكة.
وهذا لا يعني بأن المكتبات العامة لا يوجد لها أي فائدة، بل على العكس، لكنها في بلادنا تبدو كذلك ودورها الحقيقي غائب إلى حد بعيد؛ بفعل وجودها كمسميات، أما على الواقع فهي أبعد ما تكون عن هذا المسمى الكبير، إضافة إلى الروتين وعدم الوعي المجتمعي بأهميتها.
وهنا نتساءل: ما فائدة المكتبات العامة إذا لم تكن قادرة على القيام بدورها المناط بها؛ مثل تنظيم معارض للكتب وإقامة الفعاليات الثقافية المتنوعة، ولا حاجة لنا بمكتبات يقتصر دورها على عرض الكتب في الأرفف حتى تكسوها الأتربة ولا يتم الالتفات لها طول العام، خصوصا إذا علمنا أن قارئ اليوم لم يعد كقارئ الأمس، حيث أصبحت هناك وسائل أخرى كثيرة يمكن الحصول منها على المعلومات وقراءة الكتب بطريقة سهلة وفعالة، كما أن انتشار الكتب الإلكترونية وسهولة الحصول عليها أضعفت دور المكتبات إلى حد كبير، بالإضافة إلى أن كثيرا من الناس تجد أن الذهاب للمكتبة مضيعة حقيقية للوقت.
وللتدليل على ذلك، فإن مكتبة بوردرز Borders الأمريكية الشهيرة أغلقت أبوابها؛ بسبب عزوف القراء عن اقتناء الكتب الورقية والتحول إلى الكتب الإلكترونية.
وننقل عن موريس جاي (ميتش) فريدمان الرئيس السابق لجمعية المكتبات الأمريكية، والمدير المتقاعد لنظام المكتبات في إحدى مقاطعات نيويورك قوله: «أولا، تمكن شبكة الإنترنت المكتبات العامة من تقديم خدمات إعلامية وإمكانيات وصول إلى المواد 24 ساعة في اليوم على مدى 7 أيام في الأسبوع. ويمكن للذين يملكون قدرة التصفح على الإنترنت، إما في المنزل، أو أي مكان آخر، مراجعة الكتالوغ المنشور الذي يدرج موجودات المكتبة، ثم حجز الكتب التي يودون استعارتها، أو تجديد فترة استعارة الكتب التي لديهم المستحقة للإعادة، أو التي تأخروا عن موعد إعادتها. ويشكل كل هذا جزءا من الوظائف التي تقوم بها الأنظمة المتكاملة للمكتبات العامة، والتي تتوفر للناس عبر الإنترنت على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع».
ويقول أيضا: «لاحظت أنظمة المكتبات العامة التعاونية في مقاطعة وستشستر، بولاية نيويورك، التي تخدم منطقة ضاحية كبرى تحيط بمدينة نيويورك زيادة في عدد حجوزات الكتب من 4 آلاف حجز شهري باستمارة ورقية في العام 1999 إلى أكثر من 93 ألف حجز شهريا خلال العام 2005. وقد تسنى ذلك بسبب تمكن سكان المنازل التي توجد فيها حواسيب في المنطقة من الوصول، في أي وقت كان، إلى نظام كتالوغ المكتبات المنشور على الإنترنت».
وعلى الرغم من الجدل حول منافسة الكتاب الإلكتروني للكتاب الورقي، حيث يرى البعض أن الكتاب الورقي لا يمكن تعويضه، إلا أن الكتاب الإلكتروني يتمتع بمزايا أفضل من الورقي لعدة اعتبارات أقلها سهولة حمل مئات الكتب على جهاز جوال ذكي أو أيباد.
من هنا يتبين لنا ضرورة أن تأخذ المكتبات العامة التي يؤسس لها اليوم في المملكة كل تلك المتغيرات في حسبانها، وتعمل على خلق أدوار معرفية إضافية لها من أجل تسهيل وتطوير التواصل بين الجمهور، وهذا لن يتحقق إلا عن طريق ربط المكتبات العامة السعودية إلكترونيا مع بعضها البعض داخل المملكة ومع الدول الأخرى من أجل تكوين مخزون معرفي جيد يواكب التطور في عالم النشر الإلكتروني.