رغم تشديد أمانة العاصمة المقدسة على الباعة المتجولين والبساطين، بعدم البيع على جنبات الطرقات والحدائق والمنتزهات وغيرها، يجد زائر المنطقة المركزية في مكة المكرمة أن مسرحية المطاردة بين البساطين ومراقبي الأمانة تعود بشكل يومي، فالبساطون يتهمون الأمانة بعدم توفير محلات أو أكشاك نظامية لهم، خصوصا أنهم أعلنوا أكثر من مرة استعدادهم لاستئجارها من الأمانة، شرط أن تكون الأسعار رمزية، كما فعل مكتب الضمان الاجتماعي في السنوات الماضية، عندما وضع أكشاك للمسنين لبيع السواك الضماني، فيما مراقبو الأمانة يتهمونهم بأنهم يبيعون بشكل مخالف ويشوهون المنظر العام، ويلاحقونهم على مدار الساعة.
«عكاظ» التقت عددا من البساطين الذين تحدثوا عن معاناتهم وانطباعاتهم، طالبين إيصال صوتهم إلى المسؤولين، حيث قال إدريس الهوساوي أحد البساطين في المنطقة المركزية «منذ خمسة أعوام وأنا أبيع السبح والختم والسجايد على زوار بيت الله الحرام، وطرقت كل الأبواب لكي أجد وظيفة فلم أوفق، إذ ليس من السهل أن يجد من تخطى عمره الأربعين عاما وظيفة، وكذلك قدمت على معونة من مكتب الضمان الاجتماعي ولكن لم أحصل إلا على معونة سنوية فقط، ولذلك بدأت أبحث على البديل ولم أجد إلا أن أعمل بسطة في أحد أركان المنطقة المركزية لكي أسد حاجات أسرتي، بدلا من أن أطلب من الآخرين أو أمد اليد» .
وعن مطاردة مراقبي الأمانة قال: إننا نعاني منهم كثيرا حيث إنهم يصادرون بضائعنا فيكبدوننا خسائر كبيرة، متسائلا: إلى أين نذهب؟ ، ولماذا الأمانة لا تتحرك لاحتوائنا من خلال وضع آلية معينة تضمن حفظ حقوقنا؟.
من جانبه قال عبدالله الفهمي: إن وضع البساطين المادي سيء جدا، خصوصا أن أغلبهم لا يملك شهادات ولا دخلا ثابتا يسد حاجات أسرهم، مشيرا إلى أن مراقبي الأمانة أرهقونا بمطارتهم لنا ومصدرة بضائعنا، متهما المراقبين بأنهم يضيقون على السعودي أكثر من الأجنبي الوافد الذي قد يكون مخالفا لنظام الإقامة والعمل، ويتركونه يعمل بكل بساطة وعلى راحته.
وفي المقابل، أكد مدير الإعلام والنشر في أمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني أن البلديات الفرعية تقوم بجهود كبيرة للقضاء على هذه الظواهر السلبية بمشاركة الجهات الأمنية الأخرى، مشيرا إلى أن هناك لجنة مختصة تعمل في المنطقة المركزية والمناطق التي تشهد كثافة عالية من الزوار، وهي لجنة مكافحة الظواهر السلبية وتضم في عضويتها كل من الشرطة والجوازات والمجاهدين والمرور ومكتب مكافحة التسول ووزارة الحج والبلديات الفرعية وبرئاسة إمارة منطقة مكة المكرمة، وهي تقوم بجهود كبيرة في مكافحة البيع المتجول والظواهر العشوائية التي تكثر في المنطقة المركزية.
وقال المواطن محمد إبراهيم: إن من بين هؤلاء البساطين هناك الكثير من العمالة الوافدة غير النظامية التي تضيق شوارع المنطقة المركزية بعرباتها المتحركة، داعيا الجهات المعنية إلى سرعة التحرك لوضع حد لهؤلاء، وإلى تنظيم عمل البساطين من المواطنين الذين يكسبون رزقهم من وراء هذه البسطات.