-A +A
توفيق حسن جوهرجي
الجرائم الإليكترونية متنوعة منها ما يتعلق بالأموال، ومنها ما يتعلق بالأعراض، ومنها ما يتعلق بأمن المعلومات والأمن العام. وتعد سرقة آلات الصرف الآلي من أكثر الجرائم الإليكترونية انتشارا في جميع أنحاء العالم، ولا يكاد يمر يوم دون وقوع الكثيرين ضحايا لهذه الجريمة.
آلة الصراف (أو الصرف) الآلي عبارة عن حاسوب (جهاز كمبيوتر) يعتمد أساسا على تقنيات الاتصالات الحديثة يتيح لك فرصة إجراء معاملاتك المالية في الأماكن العامة دون الحاجة إلى الذهاب إلى البنك أو المؤسسة المالية التي تتعامل معها. أجهزة الصراف الآلي لها أسماء أخرى مختلفة، وكلها تقوم بنفس الوظائف تقريبا وتوفر على مستخدمها عناء الذهاب إلى البنك (إلا عند الضرورة) كما تحميه من مخاطر حمل مبالغ مالية معرضة للسرقة. يكفيك أن تحمل في جيبك البطاقة البلاستيكية التي تحصل عليها من البنك (وهي بطاقة الصراف الآلي التي تحتوي على شريط مغناطيسي عليه كافة البيانات التي تمكنك من الدخول على حسابك في البنك). يطلب منك الصرف الآلي كلمة المرور أو الدخول (كلمة السر) فإذا أدخلتها أصبح بمقدورك أن تقوم بكثير من العمليات المصرفية مثل سحب النقود (في الحدود المسموح بها) أو مراقبة أرصدة حساباتك أو إيداع النقد أو الشيكات أو تحويل أموال بين حساباتك المصرفية، أو دفع الفواتير، وبهذه البطاقة أيضاً يمكنك شراء السلع والخدمات من كثير من المتاجر والشركات. بعض بطاقات الائتمان لا تحتاج إلى كلمة دخول ويكفي أن توقع على إيصال صغير يقدمه لك الموظف الموجود في الشركة التي تتعامل معها.

ما هي المشكلة إذن؟ المشكلة هي أن بعض الناس يكتبون كلمة الدخول (أو كلمة السر) على البطاقة خشية نسيانها، أو يكتبونها في ورقة يضعونها مع البطاقة. فإذا وجدها (أو سرقها) شخص آخر سيتمكن من سرقة أموالهم في دقائق معدودة. وقد يحتال عليك بعض المجرمين الأذكياء بطرق لا تثير الشك ويصرفون من حسابك مبالغ ليس لهم الحق فيها. بعض العاملين من ذوي الذمم الخربة في المحلات والفنادق قد يسحبون من أموالك مبالغ أكثر من المبالغ المستحقة. كن حذرا دائما، وراجع الفاتورة قبل أن توقع عليها. وإذا فقدت البطاقة سارع على الفور بإبلاغ البنك الذي أصدرها واطلب منه إيقاف التعامل بها. عليك أن تفعل ذلك حتى ولو كنت خارج البلاد إذا كنت تريد حماية أموالك من السرقة.
ومن أغرب ما سمعت أن المجرمين لا يكتفون بسرقة العملاء بل يقدمون على سرقة آلات الصرف الآلي ذاتها، وقد أحبط رجال الأمن في الأحساء مثلا محاولة لفك إحداها وتحميلها على سيارة (ليأخذوا الجمل بما حمل) أما في بلجيكا فقد قام شخصان بتفجير آلة للصرف الآلي ولقيا مصرعهما في الانفجار، وقد ذكرت هاتين الجريمتين على سبيل المثال.