تنتشر محلات العطارة في العديد من أحياء المدينة المنورة، وهي تتعامل مع قائمة طويلة من العقاقير العشبية والبهارات وغيرها من المستلزمات، ورغم أن الطب الحديث ينصح بعدم التداوي بالأعشاب إلا أن بعض العطارين يؤكدون أن وصفاتهم ناجعة وتداوي الكثير من الأمراض، فضلا عن أن لديهم وصفات للتخسيس والطاقة وتجميل وتقشير البشرة، إضافة إلى قائمة طويلة من خلطات الزيوت العطرية. «عكاظ» لبست قفاز الشفافية وتجولت وزارت عددا من محلات العطارة في المدينة المنورة، حيث كشفت التحقيقات أن هناك من يبيع الوهم للزبائن وأن الأدوية والعقاقير الطبية التي يتعامل بها بعض العطارين تؤدي إلى سلسلة طويلة من الأمراض.
وفي هذا السياق يرى عدد من المتعاملين مع العطارين أن الوصفات العشبية تعالج البدانة وتستخدم في تجميل البشرة والأمراض المزمنة، وأنها أنجع من العقاقير الصيدلانية.
في البداية أوضحت سارة الحربي، بقولها: أعيتني البدانة ولجأت إلى محلات العطارة، واستخدمت أعشابا فقط، ولكن بعدها تعرضت لآلام حادة في المعدة، فعرفت فيما بعد أن السبب هي تلك الأعشاب التي حصلت عليها من محل العطارة، وذلك بعد أن وصفه لي أحد العاملين في المحل. وأضافت: على الجميع الحذر من استخدام تلك الأعشاب دون الرجوع إلى المتخصصين.
أما خليل الذبياني فيرى أن الرقابة ضعيفة على العطارين، متسائلا: بأي حق يبيع العطار كريمات طبية ووصفات كثيرة دون معرفة أضرارها، وكذلك وصفات لإطالة الشعر والتخسيس والتبييض والتسمين؟ أين الرقابة؟
وأضاف أن محلات العطارة تعرف أن البدانة تقلق الكثيرين لذا فإنها توهم الناس بأن لديها الوصفة السحرية للتخسيس وحينما يستخدمها الإنسان، ربما تضره وتسبب له مضاعفات كثيرة. من جهته أوضح محمد المرواني أنه يعمل منذ 30 عاما في مجال العطارة وأنهم يستقبلون عشرات النساء يوميا للسؤال عما تروجه الفضائيات ومواقع الإنترنت عن أدوية التخسيس والتجميل وتطويل الشعر، «ولكن نحن لا نلتفت لكل هذه المنتجات المقلدة والضارة، ونحافظ على خبرتنا، ونبيع المنتجات المعروفة فقط والأصلية التي نشتريها من محلات تصوير: (حسام كريدي) معتمدة ومرخصة».
وعن الخلطات التي يبيعونها قال: نحن لا نبيع خلطات فقط، بل نبيع أدوات العطارة التقليدية، وننصح بالأشياء التي أثبتت التجارب أنها غير ضارة وتشفي من الأمراض بإذن الله. وشدد المرواني على مراقبة الموزعين، مؤكدا أنهم من جاليات غير عربية وأكثرهم من الدول الآسيوية ويبيعون كل شيء دون رقابة صارمة. ومن جهته أوضح العطار أحمد الرحيلي أنه في هذه الأيام يتم ترويج خلطات ومنتجات أحد الأطباء التي تجد رواجا كبيرا بين النساء بسبب ظهورها في الفضائيات والإنترنت، «ونحن لا نبيع إلا المنتجات المصرح بها».
وقال البائع أنيس مختار إن وزارة التجارة تكثف جولاتها الرقابية على محلات العطارة، وذلك بعد تحقيقها نسبة إقبال كبيرة، بحثا عن العقاقير العشبية التي تساهم في زيادة نضارة البشرة، وفي كل مرة يتم ضبط الكثير من المواد المخالفة، بالإضافة إلى مصادرة منتجات عليها صور نساء. وعن مصادر تلك المواد التي يبيعها في العطارة، قال: نحن نشتري من الموزع، وهي سيارات تأتينا من مختلف مناطق المملكة. في المقابل قال ناجي العطار: نحن لا نتعامل مع المنتجات التي تروج للرشاقة أو الطاقة أو غيرها، فهي لا تجلب إلا المشاكل، ولا نبيع إلا منتجات معينة مرخصا لها، أما الموزعون فلا نتعامل معهم إطلاقا لعدم معرفتنا بمصادر منتجاتهم، وتعاملي منذ سنوات طويلة مع منتجات سعودية معروفة. وشدد ناجي على عدم بيع بعض المستحضرات التي يتم الإعلان عنها في الإنترنت والفضائيات، وقال: المستحضرات العشبية التي تروج هذه الأيام في بعض القنوات الفضائية وكذلك المستحضرات الأخرى العشبية التي تباع حاليا في بعض محلات العطارة وحتى في بعض الصيدليات والتي لا يوجد عليها رقم تسجيل الإدارة العامة للرخص الطبية بوزارة الصحة، هذه المستحضرات يجب عدم شرائها واستعمالها لأنها لم تخضع للتحليل ويجب أخذ الانتباه والحذر من المستحضرات التي يكتب عليها (ت.ص) يعني «ترخيص صناعي»، كما يجب عدم شراء أي مستحضر لتخفيض الوزن أو زيادته من المستحضرات التي يروج لها في القنوات الفضائية، وكذلك أي مستحضر آخر، حيث إن الشركات التي تعلن وتروج لهذه المستحضرات غير قانونية، كما يجب قراءة محتويات أو مكونات المستحضر.
وذكر أحمد الطوري أحد العطارين في المدينة المنورة أن محلات العطارة أصبحت تنافس الصيدليات، وذلك من خلال عرضها لكثير من الوصفات العلاجية، في الوقت الذي غابت فيه الرقابة عن تلك المحلات، وذكر أن الرجال يبحثون عن الوصفات التي ترفع مستوى الطاقة لديهم، ويدفعون المبالغ الكبيرة مقابل ذلك، في الوقت الذي يبحث النساء عن وصفات التجميل مقابل مبالغ مالية كبيرة أيضا، ويجب على الجميع البحث عن العلاج ولكن بالطرق السليمة والمعتمدة من الجهات المختصة.
وفي موازاة ذلك أوضح الدكتور عبدالله الطائفي مدير الشؤون الصحية بالمدينة المنورة أن صحة المدينة تقوم بجولات على مثل هذه المحلات وتسعى لأن تقدم خدمتها من خلال ظروف صحية أفضل، مضيفا أن العلاج بأعشاب غير معروفة ربما يسبب مضاعفات لا تحمد عقباها، وأشار إلى أن مستشفيات المنطقة مؤهلة ومزودة بكافة الخدمات الطبية التي تساعد على شفاء كل مريض بإذن الله.
ومن جانبه أوضح المهندس يحيى سيف مساعد وكيل أمانة المدينة المنورة للخدمات أن الأمانة تتبع وتراقب محلات العطارة وتضبط أي شيء مضر من خلال جولات تفتيشية تساعد على ضبط أي شيء يضر بصحة الإنسان، طالبا من المواطنين توخي الحذر والإبلاغ عن أي مخالف. وقال إن الأمانة ضبطت في جولاتها عددا من الأعشاب والأشياء التي تباع في بعض محلات العطارة اتضحت خطورتها على الصحة العامة.
خلطات مضرة
الدكتور أيمن حطاب طبيب عام في أحد المستشفيات الخاصة بالمدينة المنورة، قال إن الكثير من الناس يعتقد أن الشفاء في محلات العطارة، ويشترون وصفات عشبية وخلطات ربما تضرهم، مؤكدا أن فوضى بيع الأعشاب ساعدت على مضاعفة المرض لدى البعض، ناصحا كل مريض بأن يتوجه للمستشفيات التي أوجدت من أجل هذا الغرض.
وفي هذا السياق يرى عدد من المتعاملين مع العطارين أن الوصفات العشبية تعالج البدانة وتستخدم في تجميل البشرة والأمراض المزمنة، وأنها أنجع من العقاقير الصيدلانية.
في البداية أوضحت سارة الحربي، بقولها: أعيتني البدانة ولجأت إلى محلات العطارة، واستخدمت أعشابا فقط، ولكن بعدها تعرضت لآلام حادة في المعدة، فعرفت فيما بعد أن السبب هي تلك الأعشاب التي حصلت عليها من محل العطارة، وذلك بعد أن وصفه لي أحد العاملين في المحل. وأضافت: على الجميع الحذر من استخدام تلك الأعشاب دون الرجوع إلى المتخصصين.
أما خليل الذبياني فيرى أن الرقابة ضعيفة على العطارين، متسائلا: بأي حق يبيع العطار كريمات طبية ووصفات كثيرة دون معرفة أضرارها، وكذلك وصفات لإطالة الشعر والتخسيس والتبييض والتسمين؟ أين الرقابة؟
وأضاف أن محلات العطارة تعرف أن البدانة تقلق الكثيرين لذا فإنها توهم الناس بأن لديها الوصفة السحرية للتخسيس وحينما يستخدمها الإنسان، ربما تضره وتسبب له مضاعفات كثيرة. من جهته أوضح محمد المرواني أنه يعمل منذ 30 عاما في مجال العطارة وأنهم يستقبلون عشرات النساء يوميا للسؤال عما تروجه الفضائيات ومواقع الإنترنت عن أدوية التخسيس والتجميل وتطويل الشعر، «ولكن نحن لا نلتفت لكل هذه المنتجات المقلدة والضارة، ونحافظ على خبرتنا، ونبيع المنتجات المعروفة فقط والأصلية التي نشتريها من محلات تصوير: (حسام كريدي) معتمدة ومرخصة».
وعن الخلطات التي يبيعونها قال: نحن لا نبيع خلطات فقط، بل نبيع أدوات العطارة التقليدية، وننصح بالأشياء التي أثبتت التجارب أنها غير ضارة وتشفي من الأمراض بإذن الله. وشدد المرواني على مراقبة الموزعين، مؤكدا أنهم من جاليات غير عربية وأكثرهم من الدول الآسيوية ويبيعون كل شيء دون رقابة صارمة. ومن جهته أوضح العطار أحمد الرحيلي أنه في هذه الأيام يتم ترويج خلطات ومنتجات أحد الأطباء التي تجد رواجا كبيرا بين النساء بسبب ظهورها في الفضائيات والإنترنت، «ونحن لا نبيع إلا المنتجات المصرح بها».
وقال البائع أنيس مختار إن وزارة التجارة تكثف جولاتها الرقابية على محلات العطارة، وذلك بعد تحقيقها نسبة إقبال كبيرة، بحثا عن العقاقير العشبية التي تساهم في زيادة نضارة البشرة، وفي كل مرة يتم ضبط الكثير من المواد المخالفة، بالإضافة إلى مصادرة منتجات عليها صور نساء. وعن مصادر تلك المواد التي يبيعها في العطارة، قال: نحن نشتري من الموزع، وهي سيارات تأتينا من مختلف مناطق المملكة. في المقابل قال ناجي العطار: نحن لا نتعامل مع المنتجات التي تروج للرشاقة أو الطاقة أو غيرها، فهي لا تجلب إلا المشاكل، ولا نبيع إلا منتجات معينة مرخصا لها، أما الموزعون فلا نتعامل معهم إطلاقا لعدم معرفتنا بمصادر منتجاتهم، وتعاملي منذ سنوات طويلة مع منتجات سعودية معروفة. وشدد ناجي على عدم بيع بعض المستحضرات التي يتم الإعلان عنها في الإنترنت والفضائيات، وقال: المستحضرات العشبية التي تروج هذه الأيام في بعض القنوات الفضائية وكذلك المستحضرات الأخرى العشبية التي تباع حاليا في بعض محلات العطارة وحتى في بعض الصيدليات والتي لا يوجد عليها رقم تسجيل الإدارة العامة للرخص الطبية بوزارة الصحة، هذه المستحضرات يجب عدم شرائها واستعمالها لأنها لم تخضع للتحليل ويجب أخذ الانتباه والحذر من المستحضرات التي يكتب عليها (ت.ص) يعني «ترخيص صناعي»، كما يجب عدم شراء أي مستحضر لتخفيض الوزن أو زيادته من المستحضرات التي يروج لها في القنوات الفضائية، وكذلك أي مستحضر آخر، حيث إن الشركات التي تعلن وتروج لهذه المستحضرات غير قانونية، كما يجب قراءة محتويات أو مكونات المستحضر.
وذكر أحمد الطوري أحد العطارين في المدينة المنورة أن محلات العطارة أصبحت تنافس الصيدليات، وذلك من خلال عرضها لكثير من الوصفات العلاجية، في الوقت الذي غابت فيه الرقابة عن تلك المحلات، وذكر أن الرجال يبحثون عن الوصفات التي ترفع مستوى الطاقة لديهم، ويدفعون المبالغ الكبيرة مقابل ذلك، في الوقت الذي يبحث النساء عن وصفات التجميل مقابل مبالغ مالية كبيرة أيضا، ويجب على الجميع البحث عن العلاج ولكن بالطرق السليمة والمعتمدة من الجهات المختصة.
وفي موازاة ذلك أوضح الدكتور عبدالله الطائفي مدير الشؤون الصحية بالمدينة المنورة أن صحة المدينة تقوم بجولات على مثل هذه المحلات وتسعى لأن تقدم خدمتها من خلال ظروف صحية أفضل، مضيفا أن العلاج بأعشاب غير معروفة ربما يسبب مضاعفات لا تحمد عقباها، وأشار إلى أن مستشفيات المنطقة مؤهلة ومزودة بكافة الخدمات الطبية التي تساعد على شفاء كل مريض بإذن الله.
ومن جانبه أوضح المهندس يحيى سيف مساعد وكيل أمانة المدينة المنورة للخدمات أن الأمانة تتبع وتراقب محلات العطارة وتضبط أي شيء مضر من خلال جولات تفتيشية تساعد على ضبط أي شيء يضر بصحة الإنسان، طالبا من المواطنين توخي الحذر والإبلاغ عن أي مخالف. وقال إن الأمانة ضبطت في جولاتها عددا من الأعشاب والأشياء التي تباع في بعض محلات العطارة اتضحت خطورتها على الصحة العامة.
خلطات مضرة
الدكتور أيمن حطاب طبيب عام في أحد المستشفيات الخاصة بالمدينة المنورة، قال إن الكثير من الناس يعتقد أن الشفاء في محلات العطارة، ويشترون وصفات عشبية وخلطات ربما تضرهم، مؤكدا أن فوضى بيع الأعشاب ساعدت على مضاعفة المرض لدى البعض، ناصحا كل مريض بأن يتوجه للمستشفيات التي أوجدت من أجل هذا الغرض.