-A +A
صالح بن سبعان
للأمير خالد الفيصل فلسفة إدارية خاصة تظهر ملامحها واضحة على الواقع، وعلى امتداد ساحة الفعل الإداري التي يتحرك فيها، دون أن يفصح بشكل مباشر أو غير مباشر عن أسس أو حيثيات وتفاصيل هذه الفلسفة التي هي «رؤية إدارية خاصه به». إلا أن الراصد لمسيرة الأمير في تجربته العسيرية التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، ثم في بواكير تجربته بمنطقة مكة المكرمة الآن، يستطيع أن ينظم ما تناثر من قرارات وتحركات ومواقف وأفكار في منظومة متصلة الحلقات تشكل في مجموعها رؤية إدارية متكاملة في العمل العام، ونسقيا فكريا يشكل فلسفة واضحة المعالم كثيرا ما فاجأ الأمير العاملين في إدارة من الإدارات التابعة لإدارته بزيارة تفقدية غير معلن عنها مسبقا، لتجد الإدارة والعاملين في المرفق الأمير فجأة بينهم دون سابق إنذار يتفقد المرفق وسير العمل فيه، واقفا على التفاصيل متطلعا عليها، ومستمعا بصبر وأناة إلى شرح ما سئل عنه، بتفهم، ثم يبدأ مناقشة التفاصيل مدليا برأيه ومستمعا لما عند الآخرين.
لا أظنك بعدها في حاجة لمن يحدثك عن التأثير النفسي والدعم المعنوي الذي يستشعره العاملون وتستشعره الإدارة العليا لهذا الاهتمام المباشر من أمير المنطقة مع كل ما يمثله.
مع ما يستشعره إلى جانب ذلك، هؤلاء العاملون وإدارتهم من ضرورة إعطاء عملهم اهتماما أكبر، وإنجاز المشاريع الموكلة إليهم في وقتها وبالمواصفات الموضوعة لها، لإحساسهم الدائم بوجود المسؤول الأعلى قربهم. وثمة الكثير من المواقف الطريفة، والمواقف الحرجة التي تحدث في هذه الزيارات المفاجئة والتي يتداول حكاياتها العاملون في مختلف الإدارات الحكومية التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة..
إلا أنها ــ هذه الزيارات المفاجئة والتواجد في موقع العمل والاطلاع على إنجاز المراحل ــ تعكس وعيا إداريا، أو قل هي تطبيق لمبدأ إداري تكمن فيه عبقرية الإدارة الملهمة التي تعرف متى وأين تتواجد في المكان والزمان الملائمين.

* أكاديمي وكاتب سعودي.