-A +A
أميرة المولد (الطائف)
ضخ الدماء الشابة في جسد الصروح التربوية بات مطلبا ملحا، في ظل تكدس الخريجات الهائل، هكذا بدأت عدد من الخريجات حديثهن لـ(عكاظ) عن معاناتهن مع تأخر التعيين، ومطالبتهن بإيجاد حلول لاحتواء الخريجات بمختلف التخصصات، وقلن إن سبب ذلك يعود لغياب قاعدة التنظيم في الخدمة المدنية، مما ترتب عليه ضعف الإحلال، الذي لا يكون إلا بتقاعد المعلمات القدامى، مشيرات إلى أن وجودهن يمثل عقبة أمام طموحاتهن.


وأكدن بأن ثمة معلمات (مسنات) ما يزلن يواصلن العمل داخل الصروح التربوية وكان من المفترض إتاحة الفرصة للخريجات، وأضفن: «متطلبات المرحلة تستدعي تجديد الدماء داخل الصروح التربوية واستثمار هذه المخرجات كنقاط دعم قوية في مسار العملية التربوية».
تقول جميلة حسن خريجة جامعية: إن الحل الأمثل لتكدس الخريجات هو (الإحلال) لافتة إلى أن ذلك لا يكون الا بتغيير سن تقاعد (المسنات) من منطلق إتاحة الفرصة. وأضافت: لا يأخذ المرء زمنه وزمن غيره. وزادت: الملاحظ داخل المدارس ان المعلمات قضين فترة طويلة في مهنة التدريس، وذلك يبدد حلم الخريجات، ليس ذلك وحسب بل ان للسن أحكامه، فلا بد من تقصير في أداء الواجبات ولو كان عكس ذلك لما وجد (التقاعد)، لأنه كلما كبر المرء كلما ضعفت قدراته.
أما سامية المالكي خريجة منذ سنوات، فتقول: إن الوزارة تقوم بمجهود كبير لتغيير المناهج لمواكبة التطور الحاصل في العالم، ولكنها لا تبذل نفس الجهد مع من يقمن بتدريس هذه المناهج، فكثير من المعلمات خريجات معاهد وكبيرات في السن ويستخدمن أساليب قديمة وبالية تنفر الطالبة من المادة.
بينما ترى ريما خضر، انه في الماضي كانت الطالبة تتمنى ان تنطوي السنوات لتستلم وثيقة التخرج ويتم تعيينها، اما اليوم فإن الطالبات يتمنين ان تتوقف ساعة الزمن، لأنهن يدركن ان أمامهن استراحة طويلة في انتظار قطار التعيين الذي تقطعت به السبل بسبب غياب قاعدة التنظيم في الخدمة، ولن يصل لهن، ويخطئ من يقول ان التعيين خارج النطاق العمراني كان حلا ناجعا، على العكس أصبحت معاناة تسببت في مأساة، ولو قمنا بجولة ميدانية داخل المدارس لوجدنا ان المعلمات كبيرات السن عددهن يفوق عدد الشابات، وقد أصبحن جدات، بل ان البعض منهن تخرجت من تحت يديها طالبات وصلن للجامعة وحاليا يجلسن في المنزل بانتظار التعيين وهي ما زالت على رأس العمل.
أما منيرة البقمي، فتقول: يجب ان ننظر بتوسع ومن زاوية اختلاف الأجيال واختلاف المفاهيم والفارق في السن، فكلما كبر المرء كلما تراجعت قدراته وضعفت امكاناته والبعض يصبح «خلقه ضيق» كما نقول ولا يتحمل مشاحنات أو مشاغبة الطالبات.
وتضيف البتول محمد، على حديث منيرة وريما، بأن مطالبتهم بالتغيير ليس نكرانا لما قدمته هؤلاء المعلمات طوال تلك الفترة، وأضافت: نحن لسنا جاحدات أو ناكرات للجميل، ولكننا بناتهن وهن لديهن بنات مثلنا يجلسن في البيوت بعد أن تخرجن ولذلك نطالب بإتاحة الفرصة لهن، فالتقاعد لا يعني نهاية المطاف وهو من سنن الحياة، فكثير من اللاتي تجاوزت خدمتهن عشرات السنوات وما زلن على رأس العمل، وكأن ادارة التربية والتعليم لا تبصر ذلك، وإنما تكتفي بتعيين بعض الخريجات خارج النطاق العمراني، مما تسبب بكوارث جسيمة تشهد عليها الحوادث المروعة التي راح ضحيتها العديد من المعلمات، وبقية الخريجات ما زلن أسيرات المنازل لسنوات بعد التخرج.
وتشارك زينة الشهري المختصة في علم النفس الارشادي فتقول: قرأت قبل فترة ان وزارة التربية كانت في طور الدراسة لمشروع التقاعد والكثير في الميدان التربوي ينتظر مثل هذه القرارات ولكن لا بد من ان يدرك الجميع انه لا يمكن الاستغناء عن الخبرة واستشارتهن، لما يمثلنه من قيمة وجودة، كما أرى ان توظيف الدماء الجديدة والاستفادة من قدراتهن، لذلك أناشد الوزارة بسرعة الانتهاء من دراسة مشروع التقاعد الجديد الذي سيرضي جميع الأطراف.