الحرب السورية كشفت القناع الذي تختبئ وراءه إيـران. فقد كشرت أنيابها بعد أن تأكد لها أن الثورة السورية تهدف لإسقاط بشار ونظامه وبالتالي تقضي على مشروعها الطائفي الهادف لإحكامه السيطرة والهيمنة الفارسية على سوريا، التي تريدها أن تكون بمثابة سلم تعتليه إلى البلاد العربية الأخرى. فنظام بشار هيأ لها ما يمكنها من المحاولة لتحقيق ذلك. لقد رأت إيـران في الثورة السورية خطرا عليها وعلى مشروعها الطائفي الفارسي. ولذلك زجت بكل ما تملكه من قوة، في المال والسلاح والرجال بجانب بشار لتحقيق الانتصار على الثورة السورية. وأدخلت معها في محاربة الثورة السورية «حزب الله» والعراق.
كانت إيـران متخذة الدعوة لتقريب المذاهب والتعاون الإسلامي وسيلة تخدع بها الناس، وتؤكد ذلك بمعوناتها المالية وبشعاراتها وبثورتها «الإسلامية» . ومثل إيـران انكشف كذب حزب الله الذي كان يتمترس (تقية) وراء «المقاومة والممانعة» ضد إسرائيل، وخدع الكثيرين بمعسول كلام وخطب رئيسه حسن نصر الله. والآن الحزب يقاتل بصف إيـران وبأمر منها، وفي خندق واحد معها ومع بشار والعراق ضد الشعب السوري وثورته. فلقد أعلنوها حربا طائفية بوضوح، وبذلك كشف الله كذبهم وخداعهم. ولله حكمة في ذلك نستخلصها من قوله تعالى: «كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون» (البقرة 216).
تأكد أخيرا للشيخ يوسف القرضاوي أن أفعال إيـران وحزب الله تتناقض وأقوالهما. فاعترف بخطئه عندما كان يدعو خلال العشرين سنة الماضية إلى التقريب بين المذاهب، وتأكد له (تقيـة) إيـران بادعائها أنها تريد التقريب بين المذاهب، وقال الشيخ : الإيرانيون ضحكوا عليه وعلى الكثيرين من أمثاله، وأن «.. المتعصبين والمتشددين يريدون أكل أهل السنة..» . وحيث كان الشيخ من قبل يدافع عن الإيرانيين وينتقد من لا يتفق مع ادعاءاتهم، فقد قال : «كنت على خطأ في كل ما فعلته ودافعت عنه، وهاجمت الآخريـن بسببه» ( الشرق الأوسط الأحد 23/7/1434هـ ــ 2/6/2013م).
وهكذا غـرر الإيرانيون بحسن نية الشيخ القرضاوي وحسن نية الكثيرين مثله، وخدعوهم. والمؤمل أن يتخذ الآخرون من العرب العبرة من تلون مواقف إيـران وحزب الله الهادفة شرا بالعرب والمسلمين. فقد ثبت خداعهم، وانكشف تسترهم بالشعارات والادعاءات والأعمال التي تعبر عن سوء نواياهم، إن في سوريا أو في مناطق أخرى.
وتحسبا من إيـران لهزيمتها في سوريا ورغبة منها لتحييد مصر تجاه الحرب القائمة فيها، مع الرغبة والتصميم في تقسيم مصر طائفيا، وللقضاء على زعامتها المنافسة لها في المنطقة، ولتحقيق هدفها بحصار بلاد الحرمين الشريفين، فقد بدأت محاولاتها بكل قوة وإغراء للتقارب مع مصر تمهيدا لنشر التشيع بين المصريين وزرع الفتن بينهم. ولتعزيز فرص تحقيق مشروعها الصفوي الإمبراطوري بدأت تعمل تقية لكسب مصر، من خلال عرضها، كما يذكر، المعونات والمساعدات المالية والفنية وقبول أعداد من الطلاب المصريين للدراسة فيها كل عام أملا في أن يتم تشييعهم، وإرسال الملايين من السياح الإيرانيين لمصر سنويا. وطلبوا في المقابل إشرافهم على المساجد التي بناها الفاطميون، وإدارتهم لها وصدور صحف تنطق بلسان إيـران في مصر، وهذا تدخل في شؤون مصر الداخلية والدعاية لمشروعات إيـران المشبوهة.
وأي نوع من التقارب بين مصر وإيـران لا يكون إلا لصالح إيـران، وسيتأثر بذلك ميزان القوى بشكل عام بين العرب وإيـران، وبشكل خاص في سوريا الجريحة. ولمحة إلى الوراء تجعلنا نستدرك أحداث التاريخ التي ما أن اتحد فيها المصريون والشاميون إلا والنصر كان حليفهم. فلقد انتصروا على الصليبيين والتتار. وفي حرب رمضان عام 1973م كادت إسرائيل أن تستسلم أمام القوات المصرية والسورية لولا خيانة الرئيس حافظ الأسد الذي قبل إيقاف إطلاق النار مع إسرائيل دون علم مصر. وهذه خدعة وخيانة نصيرية!.. والحقيقة أن سوريا تحتاج لمصر ومصر تحتاج لسوريا. والله أعلم.
كانت إيـران متخذة الدعوة لتقريب المذاهب والتعاون الإسلامي وسيلة تخدع بها الناس، وتؤكد ذلك بمعوناتها المالية وبشعاراتها وبثورتها «الإسلامية» . ومثل إيـران انكشف كذب حزب الله الذي كان يتمترس (تقية) وراء «المقاومة والممانعة» ضد إسرائيل، وخدع الكثيرين بمعسول كلام وخطب رئيسه حسن نصر الله. والآن الحزب يقاتل بصف إيـران وبأمر منها، وفي خندق واحد معها ومع بشار والعراق ضد الشعب السوري وثورته. فلقد أعلنوها حربا طائفية بوضوح، وبذلك كشف الله كذبهم وخداعهم. ولله حكمة في ذلك نستخلصها من قوله تعالى: «كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون» (البقرة 216).
تأكد أخيرا للشيخ يوسف القرضاوي أن أفعال إيـران وحزب الله تتناقض وأقوالهما. فاعترف بخطئه عندما كان يدعو خلال العشرين سنة الماضية إلى التقريب بين المذاهب، وتأكد له (تقيـة) إيـران بادعائها أنها تريد التقريب بين المذاهب، وقال الشيخ : الإيرانيون ضحكوا عليه وعلى الكثيرين من أمثاله، وأن «.. المتعصبين والمتشددين يريدون أكل أهل السنة..» . وحيث كان الشيخ من قبل يدافع عن الإيرانيين وينتقد من لا يتفق مع ادعاءاتهم، فقد قال : «كنت على خطأ في كل ما فعلته ودافعت عنه، وهاجمت الآخريـن بسببه» ( الشرق الأوسط الأحد 23/7/1434هـ ــ 2/6/2013م).
وهكذا غـرر الإيرانيون بحسن نية الشيخ القرضاوي وحسن نية الكثيرين مثله، وخدعوهم. والمؤمل أن يتخذ الآخرون من العرب العبرة من تلون مواقف إيـران وحزب الله الهادفة شرا بالعرب والمسلمين. فقد ثبت خداعهم، وانكشف تسترهم بالشعارات والادعاءات والأعمال التي تعبر عن سوء نواياهم، إن في سوريا أو في مناطق أخرى.
وتحسبا من إيـران لهزيمتها في سوريا ورغبة منها لتحييد مصر تجاه الحرب القائمة فيها، مع الرغبة والتصميم في تقسيم مصر طائفيا، وللقضاء على زعامتها المنافسة لها في المنطقة، ولتحقيق هدفها بحصار بلاد الحرمين الشريفين، فقد بدأت محاولاتها بكل قوة وإغراء للتقارب مع مصر تمهيدا لنشر التشيع بين المصريين وزرع الفتن بينهم. ولتعزيز فرص تحقيق مشروعها الصفوي الإمبراطوري بدأت تعمل تقية لكسب مصر، من خلال عرضها، كما يذكر، المعونات والمساعدات المالية والفنية وقبول أعداد من الطلاب المصريين للدراسة فيها كل عام أملا في أن يتم تشييعهم، وإرسال الملايين من السياح الإيرانيين لمصر سنويا. وطلبوا في المقابل إشرافهم على المساجد التي بناها الفاطميون، وإدارتهم لها وصدور صحف تنطق بلسان إيـران في مصر، وهذا تدخل في شؤون مصر الداخلية والدعاية لمشروعات إيـران المشبوهة.
وأي نوع من التقارب بين مصر وإيـران لا يكون إلا لصالح إيـران، وسيتأثر بذلك ميزان القوى بشكل عام بين العرب وإيـران، وبشكل خاص في سوريا الجريحة. ولمحة إلى الوراء تجعلنا نستدرك أحداث التاريخ التي ما أن اتحد فيها المصريون والشاميون إلا والنصر كان حليفهم. فلقد انتصروا على الصليبيين والتتار. وفي حرب رمضان عام 1973م كادت إسرائيل أن تستسلم أمام القوات المصرية والسورية لولا خيانة الرئيس حافظ الأسد الذي قبل إيقاف إطلاق النار مع إسرائيل دون علم مصر. وهذه خدعة وخيانة نصيرية!.. والحقيقة أن سوريا تحتاج لمصر ومصر تحتاج لسوريا. والله أعلم.