-A +A
سلطان الدوسري
في الوقت الذي تصنع فيه الدول مهرجانات تراثية وثقافية، وتحرص على استثمار مواقعها التاريخية لتجعل منها مواقع جذب تسجل في خارطة السياحة العالمية لتكون رافدا اقتصاديا مهما لتك الدول، أنعم الله على هذه البلاد بوجود مواقع تاريخية كل واحد منها يكفي لإنجاح صناعة السياحة في السعودية.
ولعل خير مثال لذلك ما حققه الأمير خالد الفيصل من نجاح في إعادة الطائف إلى واجهة المدن السياحية من خلال إحيائه لسوق عكاظ التاريخي والذي جعل منه موقعا يعتبر من أهم المواقع السياحية التي يزورها الكثير من مختلف الدول العربية، وما أعلنته مؤخرا الهيئة العليا للسياحة والآثار يؤكد بأن عدد زوار سوق عكاظ العام الماضي شهد ارتفاعا عن سابقة بنسبة بلغت 44 %، حيث تجاوز عدد مرتادي السوق خلال موسمه السادس 256 ألف زائر خير دليل على هذا النجاح، وأعتقد أن هذا الرقم كبير جدا خاصة إذا ماعرفنا أن السوق يقام في فترة غير الإجازات.

في فترة وجيزة لا تتجاوز الست سنوات استطاع سوق عكاظ أن يكون أحد أهم الأحداث في خريطة السياحة السعودية بل والعربية أيضا عاد معها وهج المصيف الأول بالمملكة «الطائف»، وأصبح الزوار ينتظرون هذا الحدث الهام الذي حقق بفعالياته ومسابقاته معادلة العودة للماضي ومناقشة الحاضر واستشراف المستقبل.
تقول منظمة السياحة العالمية، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بأن «سوق عكاظ» تجربة ناجحة، ويأتي كإحدى أبرز المناسبات، التي تعنى بالتراث الثقافي غير المادي، داعية السائحين لزيارة السوق، نظرا لما يحويه من أنشطة تهدف إلى توطيد العلاقة بين الأجيال وإحياء التراث.
في كل أنحاء المملكة هناك مواقع تاريخية قابلة لأن تطور وتصبح مستقطبة للزوار ومعلما سياحيا مهما، وإحياؤها قد يساهم في نجاح مدن، ولكن الدور يبقى على إمارات المناطق وتعاون الجهات الثقافية والسياحية والإعلامية، للاستفادة من هذه الكنوز الاقتصادية.