لجأ معاقون في محافظة الطائف إلى توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لايصال صوتهم للمسؤولين وبث صيغة جديدة للمجتمع لترسيخ ثقافة التعامل معهم باعتبارهم فئة تمثل جزءا لا يتجزأ من المجتمع. حيث باتت مواقع التواصل وسيلة تشكل نقطة التقاء بين المعاقين والآخرين لنشر كل مايتعلق بهم من أخبار وأنشطة وفعاليات وتحديد مواعيدها وغرس مفاهيم جديدة تبدد نظرات الشفقة وتحولها الى تحفيز وتشجيع.
ويقول احمد العتيبي «من ذوي الاحتياجات الخاصة» نحن جزء لايتجزأ من المجتمع لنا حقوق وعلينا واجبات ولايعني بالضرورة كوننا معاقين ان يتم النظر الينا بشفقة وعطف او يعتقد البعض اننا غير قادرين على خوض غمار الحياة فعلى العكس يمتلك المعاقون الإرادة والطموح وهم قادرون على الابداع والانجاز في أي مجال من مجالات الحياة إذا وجدوا الأجواء والتسهيلات والبيئة المناسبة للعمل.
ويضيف العتيبي حقيقة يفتقد مجتمعنا لثقافة التعامل مع المعاق وفهم الاعاقة فالاعتقاد السائد انه شخص مسكين لايستحق اكثر من الشفقة ولايستطيع ان يتعلم او يعمل خطأ فالمعاقون تجاوزوا هذه النظرة المحبطة وهم قادرون على التعلم والعمل وتكوين أسر ولاينقصهم سوى الدعم والثقة والتشجيع.
وحول فكرته المتمثلة في انشاء حساب للمعاقين على شبكة الانترنت يقول انشأت حساب «معاقو الطائف» ليكون مرجعا ومصدرا لهم ووسيلة لترسيخ ثقافة التعامل مع المعاقن وشرح معنى الاعاقة ويضيف لقد كان التجاوب والتفاعل جيد قياسا بالفترة القصيرة لفتح الحساب، ونتطلع للتفاعل اكثر من المعاقين والمعاقات والمساهمه بتطور الحساب وتزويدنا بالاخبار وجميع مايخصهم في المنطقة من انشطه وفعاليات وتجمعات. ونتمنى تفاعل الجهات ذات العلاقة معنا وتزويدنا بما يختص ويفيد المعاقين والاطلاع على احتياجاتنا ومقترحاتنا وايجاد حلول للمعوقات التي تواجهنا والتي تتمثل في عدم تهيئة البيئة العمرانية في كثير من الدوائر الحكومية والقطاع الخاص والمساجد والحدائق والاسواق التي لاتوجد في الغالب بها مواقف ومنزلقات ودورات مياه مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وإن وجدت فهي غير مهيئة وغير مكتملة. ومهم جدا حفظ حقوقنا إذ ان البعض يتعدى عليها فلا يحترم المواقف الخاصه للمعاقين والمنزلقات ودورات المياة تجده يستخدمها وهو في غنى عنها. ونتطلع الى تفعيل جميع القرارات والقوانيين الخاصة بالمعاقين وان نشاهدها مترجمة على أرض الواقع فهي حقوق مشروعة ولابد من تنفيذها.
اما اميرة الطويرقي (اعاقة سمعية) فتقول اعتقد ان وسائل التواصل حل مثالي للمعاقين. ولاشك في أن حساب «معاقو الطائف» سيساهم في توعية المجتمع وايصال صوتنا لمن يهمه الامر فمطالبنا تتمثل في تخصيص كتب دراسية للتعريف وتعليم لغة الاشارة في المدارس وترسيخ ثقافة لغة الاشارة وانشاء هيئة خاصة بالصم من خلالها نبث مشاكلنا وهمومنا وافكارنا لاصحاب القرار لايجاد الحلول المناسبة كصرف السماعات مع فحص ومقاسات للسماعات تعفي الصم من اللجوء للجمعيات الخيرية او توحيد اسعارها بأن لايتعدى 4000 ريال ففي الوقت الحالي يصل سعرها لمبالغ خيالية تتجاوز سقف الثمانية آلاف ريال. كما نطالب بتخصيص مقاعد في الجامعات لكل طالبة وطالب من فئة الصم وعدم اقتصارها على جامعات معينة مراعاة لظروف سكنهم فهناك من توقف عن اكمال دراسته الجامعية وايضا نريد اشراكنا في المجالات المتاحة وتخصيص وظائف تليق بنا اسوة بالاصحاء وعدم اختزالنا في وظيفة «ناسخ آلة» براتب ضعيف لايفي بالاحتياجات في ظل الغلاء المتفشي.
وتضيف اميرة يتمتع الصم بذكاء رفيع وقدرة على التواصل والتعاون وانجاز الاعمال متى ما أتيحت لهم الفرصة وعلى الرغم من كونهم اشخاص اجتماعيين الا ان نظرة الشفقة قد تتسبب في عزلهم عن المجتمع وتقويض قدراتهم فأكثر مايؤلمنا هذه النظرات التي لا داعي لها فما اصابنا هو قدر ونرتضيه ولابد من ان يستوعب المجتمع ذلك ويدعمنا للمضي قدما بما يتناسب ووضعنا فنحن لانختلف عنهم كثيرا.
ومن جهتها تقول الاخصائية والمرشدة النفسية حنان عبدالعزيز ان كثير من الحسابات تجمع المعاقين بالآخرين وتجد تجاوبا كبيرا من المجتمع وتضيف مع حرص المختصين والاسر ستتوارى نظرة الشفقة وسيصل صوت المعاقين وصوتنا كاصحاب اختصاص للمسؤولين وبإذن الله سنجد نتائج ايجابية تتحقق قريبا فمواقع التواصل ساهمت في اتاحة الفرصة لهذه الفئة كما وساهمت في تحقيق الاندماج بين الفئتين وهذا شيئ جميل ونتطلع في مقتبل الأيام لأن نصل لتحقيق مانصبو إليه جميعا.